اللهم صلى على سيدنا محمد بن عبد اللاه القائم بحقوق الله ما ضاقت الا وفرجها الله

صـــاحــــــب الــمــــوقـــــــــع

الجمعة، نوفمبر 28، 2008

لمذا خلق الله آدم اول البشر

من أجمل الفوائد التي قرأتها من ابن القيملماذا خلق الله آدم آخر المخلوقات كان أول المخلوقات القلم ليكتب المقادير قبل كونها .وجُعل آدم آخر المخلوقات ، وفي ذلك حكم :أحدها : تمهيد الدار قبل الساكن .الثانية : أنه الغاية التي خُلق لأجلها ما سواه من السماوات والأرض والشمس والقمر والبر والبحر .الثالثة : أن أحذق الصناع يختم عمله بأحسنه وغايته كما يبدؤه بأساسه ومبادئه .الرابعة : أن النفوس متطلعة إلى النهايات والأواخر دائماً ، ولهذا قال موسى للسحرة أولاً : { ألقوا ما أنتم ملقون } ، فلما رأى الناس فعلهم تطلعوا إلى ما يأتي بعده .الخامسة : أن الله سبحانه أخّر أفضل الكتب والأنبياء والأمم إلى آخر الزمان ، وجعل الآخرة خيراً من الأولى ، والنهايات أكمل من البدايات ، فكم بين قول الملك للرسول : اقرأ ، فيقول : ما أنا بقارئ ، وبين قوله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم } !السادسة : أنه سبحانه جمع ما فرقه في العالم في آدم ، فهو العالم الصغير ، وفيه ما في العالم الكبير .السابعة : أنه خلاصة الوجود وثمرته ، فناسب أن يكون خلقه بعد الموجودات .الثامنة : أن من كرامته على خالقه : أنه هيّأ له مصالحه وحوائجه وآلات معيشته وأسباب حياته ،فما رفع رأسه إلا وذلك كله حاضر عتيد .التاسعة : أنه سبحانه أراد أن يظهر شرفه وفضله على سائر المخلوقات ، فقدمها عليه في الخلق ، ولهذا قالت الملائكة : ليخلق ربنا ما يشاء ، فلن يخلق خلقاً أكرم عليه منا ، فلما خلق آدم وأمره بالسجود له ظهر فضله وشرفه عليهم بالعلم والمعرفة ، فلما وقع في الذنب ظنت الملائكة أن ذلك الفضل قد نسخ ، ولم تطلع على عبودية التوبة الكامنة ، فلما تاب إلى ربه وأتى بتلك العبودية علمت الملائكة أن لله في خلقه سراً لا يعلمه سواه .العاشرة : أنه سبحانه لما افتتح خلق هذا العالم بالقلم كان من أحسن المناسبة أن يختمه بخلق الإنسان ، فإن القلم آلة العلم ، والإنسان هو العالم ، ولهذا أظهر سبحانه فضل آدم على الملائكة بالعلم الذي خصَّ به دونهم
منق,,,,ل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياكم الله وفتح الله عليكم