اللهم صلى على سيدنا محمد بن عبد اللاه القائم بحقوق الله ما ضاقت الا وفرجها الله

صـــاحــــــب الــمــــوقـــــــــع

الأحد، نوفمبر 02، 2008

وفاة الإمام احمد ابن حنبل

وصف جنازة الامام أحمد بن حنبل رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرض أحمد بن حنبل في بيته ببغداد، وسمع الناس بمرضه فأتوا من كل صوب وحدب يعودونه، وتزاحموا، ولزموا بابه، يبيتون في الشوارع حتي تعطلت الأسواق، وعجز الناس عن البيع والشراء، وكانوا يدخلون عليه أفواجًا يسلمون عليه ويخرجون، ونقلت الأخبار للخليفة المتوكل، فأرسل «قواته»، فسدت الطرقات، و«حظرت» الدخول إلي الزقاق حيث يقع بيت الإمام أحمد.وفاضت روحه إلي خالقها، وحضر غسله مائة من بني هاشم، وخرج بنعشه ثمانمائة ألف من الرجال، وستون ألفًا من النساء، أي قرابة مليون مسلم ومسلمة يشيعونه إلي مثواه الأخير بعد أن صلّوا عليه، وراع ذلك الخليفة المتوكل... أن يكون لواحد من رعيته كل هذه الشعبية، فأمر بعض رجاله أن يمسحوا (أي يقيسوا) الموضع الذي وقف الناس فيه حيث صلّوا علي الإمام أحمد، فبلغ مقاسه ألفي ألف وخمسمائة ألف (أي مليونين وخمسمائة ألف من البشر). قال عبد الوهاب الوراق: «ما بلغنا أن جمعًا في الجاهلية، ولا في الإسلام اجتمعوا في جنازة أكثر من الجمع الذي اجتمع علي جنازة أحمد بن حنبل».وبعد وفاته تحققت له كرامتان: الكرامة الأولي: أنه أسلم أعداد لا تحصي من غير المسلمين لما رأوا مشهد جنازته، ولم يروا ما يشبه هذا من قبل.أما الكرامة الثانية: فإنه في حياته كان يجابه رجال السلطة، والمعارضين الحاقدين عليه بقوله: «موعدنا معكم الجنائز»، أي: سيدركنا الموت، وسترون أينا صاحب المكان الأثير في قلوب الناس، وشهدت بغداد «جنازته المليونية»، أما جنازات أعدائه فلم تكن إلا «عشرية» أو «مئوية» علي أكثر تقدير.تقدير عدد المشيعين للجنازة - وقد يري بعضهم انه تم المبالغة في تقدير عدد الذين صلّوا علي الإمام أحمد، وشيعوه إلي مثواه الأخير . ويتساءل: كيف يصح هذا التقدير في زمن لم يعرف الكاميرات، ولا الآليات الحاسبة وأقول: لا تنس فراسة العربي، ومن العرب من يوصف بـ(الحزوَّر) أي الفائق في «الحزٍر» أي التقدير، وفيهم «القفّاء» أي القدير علي إتباع أو اقتفاء آثار الأقدام من بشر أو حيوان، وتبلغ دقة التقدير عند هؤلاء درجة قد تعجز عنها الآليات الحديثة ومازال «حراس الحدود» عندنا يستعينون بأمثال هؤلاء في كشف المهربين واقتفاء أثرهم.ولكن الذي يهمني في هذا المقام أن أبرز الحقائق الآتية:1- مصداقية شهادة عبد الوهاب الوراق ونصها «ما بلغنا أن جمعًا في الجاهلية، ولا في الإسلام اجتمعوا في جنازة أكثر من الجمع الذي اجتمع علي جنازة أحمد بن حنبل». وهناك شهادات كثيرة تشبه هذه الشهادة لا يتسع المقام لعرضها.2- أن أعدادًا كبيرة - من غير المسلمين - اعتنقوا الإسلام بعد أن اهتزت مشاعرهم لهذه التظاهرة الربانية.3- أن الحكام باضطهادهم لابن حنبل، وإبقائه في السجن وتعذيبه وضربه ساهموا - من حيث لا يقصدون طبعًا - في التفاف الناس حول هذا الإمام الممتحَن المظلوم، وفي زيادة شعبيته. وقد رأي بعينيه ذلك، وأحس بأن له رصيدًا ضخمًا من حب الناس، فكان يقول للحكام، وأذناب السلطة: «موعدنا معكم الجنائز».وكل ما سبق إنما هو من كرامات هذا الإمام الصالح ساقها الله بعد موته. ومن السوابق في عهد النبي - صلي الله عليه وسلم - أن سعد بن معاذ - رضي الله عنه - لما مات - وكان رجلاً بدينًا - حمله الناس لدفنه، فوجدوا له خفة، فقال بعضهم: «ما حملنا من جنازة أخف منه وهو الرجل البدين (أي الضخم ثقيل الوزن)». فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: «إن له حملة غيركم، والذي نفسي بيده، لقد استبشرت الملائكة بروح سعد، واهتز له العرش». فقال رجل من الأنصار: وما اهتز عرش اللهً من موت هالكوصف ابنه للجنازةو قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : توفى أبى رحمه الله يوم الجمعة ضحوة و دفناه بعد العصر لاثنتى عشرة ليلة من ربيع الآخر سنة إحدى و أربعين و مئتين ، و صلى عليه محمد بن عبد الله بن طاهر غلبنا على الصلاة عليه ، و قد كنا صلينا عليه نحن و الهاشميون داخل الدار ، و كان له ثمان و سبعون سنة .قال عبد الله : و خضب أبى رأسه و لحيته بالحناء و هو ابن ثلاث و ستين سنة .و هكذا قال نصر بن القاسم الفرائضى ، و أبو الحسن أحمد بن عمران الشيبانى إنه مات فى ربيع الآخر .و قال أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوى ، عن بنان بن أحمد بن أبى خالد القصبانى : حضرت الصلاة على جنازة أحمد بن حنبل يوم الجمعة سنة إحدى و أربعين و مئتين ، و كان الإمام عليه محمد بن عبد الله بن طاهر ، فأخرجت جنازة أحمد بن حنبل ، فوضعت فى صحراء أبى قيراط ، و كان الناس خلفه إلى عمارة سوق الرقيق ، فلما انقضت الصلاة ، قال محمد بن عبد الله بن طاهر : انظروا كم صلى عليه و رأى ، قال : فنظروا فكانوا ثمان مئة ألف رجل ، و ستين ألف امرأة ، و نظروا من صلى فى مسجد الرصافة العصر فكانوا نيفا و عشرين ألف رجل .و قال جعفر بن محمد بن الحسين المعروف بالترك عن فتح بن الحجاج : سمعت فى دار الأمير أبى محمد عبد الله بن طاهر أن الأمير بعث عشرين رجلا ، فحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل ، قال : فحزروا ، فبلغ ألف ألف و ثمانين ألفا .و قال غيره : و ثلاث مئة ألف سوى من كان فى السفن فى الماء .و قال الإمام أبو عثمان الصابونى : سمعت أبا عبد الرحمن السلمى يقول : حضرت جنازة أبى الفتح القواس الزاهد مع الشيخ أبى الحسن الدارقطنى ، فلما بلغ إلى ذلك الجمع الكبير ، أقبل علينا ، و قال : سمعت أبا سهل بن زياد القطان يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سمعت أبى يقول : قولوا لأهل البدع : بيننا و بينكم يوم الجنائز .و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازى : حدثنى أبو بكر محمد بن عباس المكى ، قال سمعت الوركانى جار أحمد بن حنبل قال : أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرون ألفا من اليهود و النصارى و المجوس .قال : و سمعت الوركانى يقول يوم مات أحمد بن حنبل : وقع المأتم و النوح فى أربعة أصناف من الناس : المسلمين ، و اليهود ، و النصارى ، و المجوس .قال أبو عبد الرحمن على أثر هذه الحكاية : إنه حزر الحزارون المصلين على جنازة أحمد ، فبلغ العدد بحزرهم ألف ألف و سبع و مئة ألف سوى الذين كانوا فى السفن .و قال الحافظ أبو نعيم فيما أخبرنا أحمد بن أبى الخير عن أبى المكارم اللبان إذنا عن أبى على الحداد ، عنه : حدثنا أبى ، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر ، حدثنى نصر بن خزيمة ، قال : ذكر ابن مجمع بن مسلم ، قال : كان لنا جار قتل بقزوين ، فلما كان الليلة التى مات فيها أحمد بن حنبل خرج إلينا أخوه فى صبيحتها ، فقال إنى رأيت رؤيا عجيبة ; رأيت أخى الليلة فى أحسن صورة راكبا على فرس ، فقلت له : يا أخى أليس قد قتلت ؟ فما جاء لك ؟ قال إن الله عز و جل أمر الشهداء ، و أهل السماوات أن يحضروا جنازة أحمد بن حنبل ، و كنت فيمن أمر بالحضور ، فأرخنا تلك الليلة ، فإذا أحمد بن حنبل مات فيها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياكم الله وفتح الله عليكم