اللهم صلى على سيدنا محمد بن عبد اللاه القائم بحقوق الله ما ضاقت الا وفرجها الله

صـــاحــــــب الــمــــوقـــــــــع

الاثنين، سبتمبر 27، 2010

احبتى فى الله اقرأ فاتحة الكتاب قراءة صحيحة

تجنبوا الأخطاء فى قراءة الفاتحة

كثير من الأحيان نصلي خلف أشخاص لا يحسنون قراءة سورة الفاتحة قراءة صحيحة، من المعلوم أن قراءة الفاتحة من أركان الصلاة ولذلك وجب علينا الاعتناء بقراءتها والاهتمام بذلك أيما عناية. واذكر في مرة من المرات انه حدثت حادثة غريبة جدا عندما انفجر احد المأمومين في الإمام فور الفراغ من الصلاة، وصاح في الإمام بغضب شديد وانتقده لأنه قرأ (أنعمت) بالضمة في حين أن الصحيح أن يقرأها بالفتحة، ولم يظهر حركات المد المناسبة في (ولا الضالين) وغيرها من الاخطاء الكثيرة التي استرعت انتباهي كثيرا.فيما يلي الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير من الناس وتصحيحها والله اعلم:1_ مد الألف الثانية في كلمة (العالمين).الطريقة الصحيحة:أن المد فيها طبيعي لا يتجاوز حركتين.2_ تكرار الراء في قوله تعالى( الرحمن الرحيم).الطريقة الصحيحة:نطق الراء مشددة ولكن مع منع اللسان من تكرار الراء.3 _ عدم إعطاء الكسرة حقها عند الكاف في قوله تعالى( مالك) وكذلك في الميم في قوله( يوم).الطريقة الصحيحة:إعطاء الكسرة حقها ومراعاتها عند النطق بها.4 _ قلقلة الدال في قوله (نعبد).الطريقة الصحيحة:الدال في هذه الكلمة مضمومة فتنطق مضمومة لا مقلقلة.5_ شبه إدغام الدال في الواو في قوله( إياك نعبد وإياك نستعين).الطريقة الصحيحة:نطق الدال مضمومة بسلاسة ومن ثم نطق الواو بوضوح دون تشديد.6_ عدم توضيح كسر همزة الوصل عند الابتداء بها في قوله تعالى(اهدنا الصراط المستقيم).الطريقة الصحيحة:إعطاء الكسرة حقها عند الابتداء بهمزة الوصل.7_ نطق التاء مضمومة( أنعمت).الطريقة الصحيحة:نطقها مفتوحة.8_ تفخيم الميم التي قبل الغين الساكنة في قوله تعالى (المغضوب).الطريقة الصحيحة:ترقيق الميم.9_ المبالغة في المد اللازم في قوله تعالى( الضالين)الطريقة الصحيحة:أن يكون المد ست حركات لا يزيد ولا ينقص.10_ المبالغة في تشديد اللام الثانية في قوله (الضالين)وذلك بمدها بعض الشيء.الطريقة الصحيحة:تشديد اللام دون مد زائد ولا مبالغة.تفخيم الميم التي قبل الغين الساكنة في قوله تعالى (المغضوب).الطريقة الصحيحة: ترقيق الميم. المبالغة في المد اللازم في قوله تعالى( الضالين)الطريقة الصحيحة:أن يكون المد ست حركات لا يزيد ولا ينقص. المبالغة في تشديد اللام الثانية في قوله (الضالين)وذلك بمدها بعض الشيء.الطريقة الصحيحة: تشديد اللام دون مد زائد ولا مبالغة.كذلك من أبرز الأخطاء الشائعة في قراءة سورة الفاتحة (في الحروف) ومن أكثر الأخطاء انتشارًا عند قراءتها استبدال بعض الحروف فمن ذلك تحويل اللام إلى النون في كلمة : " الحمد" تحويل الصاد إلى سين في كلمة : " الصراط" و " صراط"تحويل الذال إلى زاي في كلمة : " الذين " تحويل الغين إلى قاف في كلمة : " المغضوب استبدال الضاد : دالا في قوله غير المغضوب عليهم يقع فيه الكثير استبدال الضاد : ظاء في قوله غير المغضوب عليهم يقع فيه الكثير وأخيرا قراءة "أنعمت" بالضمة بينما الصحيح أن تقرأ بالفتحة على التاء...سورة الفاتحة من أعظم سور القرآن ولقد ورد في شأنها أحاديث كثيرة وصنف العلماء في فضائلها.. ونظرا لأهمية هذه السورة في القرآن سنحاول أن نأتي ببعض الفوائد والنكت المحيطة بها فيما يخص اللغة والنحو دون إطناب ودون التطرق لما يخص جانب التفسير.
حديث في فضل سورة الفاتحة:عن أبي سعيد بن المعلى قال : ( كنت أصلي فدعاني رسول الله ، قال : فأتيته ، فقال : ما منعك أن تأتيني ؟ قال : قلت : يا رسول الله إني كنت أصلي، قال : ألم يقل الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}. ثم قال : لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، قال : فأخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت : يا رسول الله، إنك قلت : لأعلمنك أعظم سورة في القرآن، قال : نعم : {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته). أخرجه أحمد ورواه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة.أسماء سورة الفاتحة[1]:سورة الفاتحة مكية ، وهي سبع آيات بلا خلاف . وأسماؤها :1- أم القرآن : قول الرسول : ( من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن ، فهي خداج ، خداج ، خداج ، غير تمام) .2- أم الكتاب : قال البخاري : وسميت أم الكتاب لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ، ويبدأ بقراءتها في الصلاة.3- السبع المثاني : لقول الله تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} .4- القرآن العظيم : لقوله تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} .ودليل هذه الأسماء الأربعة من الحديث قوله : رب العالمين: أم القرى، وأم الكتاب، والسبع المثاني، والقرآن العظيم).5- فاتحة الكتاب : لقوله : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) .ولأنها يُفتح بها القراءة في الصلاة .6- الصلاة : لقوله فيما يرويه عن ربه :( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد رب العالمين، قال الله : حمدني عبدي) .... الحديث . فسميت الفاتحة صلاة لأنها شرط فيها.7- الحمد : لقول الله تعالى : {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}8- الرقية : لقوله لأبي سعيد : ( وما يدريك أنها رقية) .9- أساس القرآن : سماها ابن عباس .10- الواقية : سماها سفيان بن عُيينة .11- الكافية : سماها يحي بن كثير .بسم الله الرحمن الرحيمبسم: كل الحروف مرققة، السين ساكنة، فيها رخاوة وهمس وصفير، أوجه الوقف على الكلمة اثنان لأنها مجرورة، وجه بالسكون وحينها تصير الميم ساكنة فيها توسط وفي رابع درجات الغنة، ووجه بالروم وتصير متحركة في أدنى درجات الغنة.إعرابها: بسم: جار ومجرور متعلق بمحذوف، والباء هنا للاستعانة أو للإلصاق، وتقدير المحذوف: أبتدئ، فالجار والمجرور في محل نصب مفعول به مقدم، أو تقديره: ابتدائي، فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف.فائدة لغوية: "الْبَاءُ فِي : بِسْمِ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ ; فَعِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ الْمَحْذُوفُ مُبْتَدَأٌ وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ خَبَرُهُ ، وَالتَّقْدِيرُ ابْتِدَائِي بِسْمِ اللَّهِ؛ أَيْ كَائِنٌ بِاسْمِ اللَّهِ؛ فَالْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِالْكَوْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ. وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: الْمَحْذُوفُ فِعْلٌ تَقْدِيرُهُ ابْتَدَأْتُ، أَوْ أَبْدَأُ، فَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِالْمَحْذُوفِ، وَحُذِفَتِ الْأَلِفُ مِنَ الْخَطِّ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ، فَلَوْ قُلْتَ لِاسْمِ اللَّهِ بَرَكَةٌ أَوْ بِاسْمِ رَبِّكَ ، أَثْبَتَّ الْأَلِفَ فِي الْخَطِّ.وَقِيلَ حَذَفُوا الْأَلِفَ; لِأَنَّهُمْ حَمَلُوهُ عَلَى سِمٍ، وَهِيَ لُغَةٌ فِي اسْمٍ .وَلُغَاتُهُ خَمْسٌ : سِمٌ بِكَسْرِ السِّينِ وَضَمِّهَا ، اسْمٌ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا ، وَسُمَى مِثْلُ ضُحَى .وَالْأَصْلُ فِي اسْمٍ: سُمُوٌ فَالْمَحْذُوفُ مِنْهُ لَامُهُ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي جَمْعِهِ أَسْمَاءُ وَأَسَامِي وَفِي تَصْغِيرِهِ «سُمَيٌّ» وَبَنَوْا مِنْهُ فَعِيلًا، فَقَالُوا فُلَانٌ سَمِيُّكَ: أَيِ اسْمُهُ كَاسْمِكَ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ سَمَّيْتُ وَأَسْمَيْتُ؛ فَقَدْ رَأَيْتَ كَيْفَ رَجَعَ الْمَحْذُوفُ إِلَى آخِرِهِ . وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: أَصْلُهُ وَسَمَ لِأَنَّهُ مِنَ الْوَسْمِ، وَهُوَ الْعَلَامَةُ وَهَذَا صَحِيحٌ فِي الْمَعْنَى فَاسِدٌ اشْتِقَاقًا. فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ أُضِيفَ الِاسْمُ إِلَى اللَّهِ، وَاللَّهُ هُوَ الِاسْمُ ؟ .قِيلَ فِي ذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: أَنَّ الِاسْمَ هُنَا بِمَعْنَى التَّسْمِيَةِ، وَالتَّسْمِيَةُ غَيْرُ الِاسْمِ; لِأَنَّ الِاسْمَ هُوَ اللَّازِمُ لِلْمُسَمَّى، وَالتَّسْمِيَةُ هُوَ التَّلَفُّظُ بِالِاسْمِ. وَالثَّانِي: أَنَّ فِي الْكَلَامِ حَذْفُ مُضَافٍ، تَقْدِيرُهُ بِاسْمِ مُسَمَّى اللَّهِ. وَالثَّالِثُ أَنَّ اسْمًا زِيَادَةٌ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ: إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا وَقَوْلُ الْآخَرِ: دَاعٍ يُنَادِيهِ بِاسْمِ الْمَاءِ أَيِ السَّلَامُ عَلَيْكُمَا، وَنُنَادِيهِ بِالْمَاءِ."[2]الله: الهمزة همزة وصل تثبت ابتداء وتحذف دَرْجا، وهي مفتوحة لأنها اتصلت بلام التعريف، ولام التعريف شمسية، أدغمت في اللام للتماثل وفيها توسط، وهي مرققة في لفظ الجلالة لأن ما قبلها مكسور، باقي الحروف مستفلة، المد طبيعي وصلا عارض للسكون وقفا، أوجه الوقف أربعة لأن الكلمة مجرورة، ثلاثة بالسكون المحض 2-4-6، ووجه بالروم.إعرابها: الله: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.فائدة لغوية: قال محيي الدين في إعراب القرآن: " (الله) علم لا يطلق إلا على المعبود بحقّ خاص لا يشركه فيه غيره وهو مرتجل غير مشتق عند الأكثرين واليه ذهب سيبويه في أحد قوليه فلا يجوز حذف الألف واللام منه وقيل: هو مشتق وإليه ذهب سيبويه أيضا ولهم في اشتقاقه قولان:آ- أن أصله إلاه على وزن فعال من قولهم: أله الرّجل يأله إلاهة أي عبد عبادة ثم حذفوا الهمزة تخفيفا لكثرة وروده واستعماله ثم أدخلت الألف واللام للتعظيم ودفع الشّيوع الذي ذهبوا إليه من تسمية أصنامهم وما يعبدونه آلهة من دون الله.ب- أن أصله لاه ثم أدخلت الألف واللام عليه واشتقاقه من لاه يليه إذا تستر كأنّه، سبحانه، يسمّى بذلك لاستتاره واحتجابه عن إدراك الأبصار وما أجمل قول الشريف الرّضي الشاعر:«تاهت العقلاء في ذاته تعالى وصفاته، لاحتجابها بأنوار العظمة. وتحيّروا أيضا في لفظ الجلالة كأنه انعكس إليه من تلك الأنوار أشعة بهرت أعين المستبصرين، فاختلفوا: أسريانيّ هو أم عربي؟ اسم أو صفة؟ مشتقّ وممّ اشتقاقه؟ وما أصله؟ أو غير مشتق؟ علم أو غير علم؟»[3].وقال صاحب التبيان: " وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ : هَمْزَةُ إِلَاهٍ حُذِفَتْ حَذْفًا مِنْ غَيْرِ إِلْقَاءٍ ، وَهَمْزَةُ إِلَاهٍ أَصْلٌ ; وَهُوَ مِنْ أَلِهَ يَأْلَهُ إِذَا عُبِدَ ، فَالْإِلَهُ مَصْدَرٌ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ أَيِ الْمَأْلُوهِ ، وَهُوَ الْمَعْبُودُ .وَقِيلَ أَصْلُ الْهَمْزَةِ وَاوٌ ; لِأَنَّهُ مِنَ الْوَلَهِ ، فَالْإِلَهُ تَوَلَّهُ إِلَيْهِ الْقُلُوبُ ; أَيْ تَتَحَيَّرُ .وَقِيلَ أَصْلُهُ لَاهُ عَلَى فَعِلَ ، وَأَصْلُ الْأَلِفِ يَاءٌ ; لِأَنَّهُمْ قَالُوا فِي مَقْلُوبِهِ لَهِيَ أَبُوكَ ثُمَّ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ."[4]الرحمن: الراء مفخمة وباقي الحروف مرققة، الهمزة همزة وصل تثبت ابتداء وتحذف درجا، وهي مفتوحة لأنها اتصلت بلام التعريف، ولام التعريف هنا شمسية وأدغمت في الراء لعلة التقارب على مذهب من جعل المخارج سبعة عشر (مذهب الجمهور وابن الجزري) وكذلك على مذهب من جعلها ستة عشر (وهو مذهب سيبويه والشاطبي ومن وافقهما)، وأما على مذهب من جعلها أربعة عشر مخرجا (وهو مذهب الفراء وقطرب وجماعة من أهل العربية، فيوافقون سبويه ويجعلون اللام والراء والنون من مخرج واحد) فعلى هذا المذهب تكون علة الإدغام التجانس. الحاء ساكنة فيها رخاوة وهمس، المد طبيعي وصلا وعارض للسكون وقفا. أوجه الوقف أربعة لأن الكلمة مجرورة، ثلاثة بالسكون المحض 2-4-6 وحينها النون تكون ساكنة فيها توسط وغنة من الدرجة الرابعة، ووجه بالروم وحينها النون متحركة وفيها غنة من الدرجة الخامسة.إعرابها: الرحمن: صفة لله تعالى تتبع موصوفها في الجر وعلامته الكسرة الظاهرة في آخره.فائدة لغوية: قال في إعراب القرآن: " (الرَّحْمنِ): صيغة فعلان في اللغة تدل على وصف فعليّ فيه معنى المبالغة للصفات الطارئة كعطشان وغرثان"[5].الرحيم: الراء مفخمة وباقي الحروف مرققة، الهمزة همزة وصل تثبت ابتداء وتحذف درجا، وهي مفتوحة لأنها اتصلت بلام التعريف، ولام التعريف هنا شمسية وأدغمت في الراء لعلة التقارب على مذهب من جعل المخارج سبعة عشر أو ستة عشر، وأما على مذهب من جعلها أربعة عشر مخرجا فالعلة التجانس. المد طبيعي وصلا وعارض للسكون وقفا. أوجه الوقف أربعة لأن الكلمة مجرورة، ثلاثة بالسكون المحض 2-4-6، ووجه بالروم.إعرابها: الرحيم: صفة لله تعالى تتبع موصوفها في الجر وعلامته الكسرة الظاهرة.فائدة لغوية: قال في اعراب القرآن: " (الرَّحِيمِ) صيغة فعيل تدل على وصف فعليّ فيه معنى المبالغة للصفات الدائمة الثابتة ولهذا لا يستغنى بأحد الوصفين عن الآخر."[6]قال في التبيان: " (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) صِفَتَانِ مُشْتَقَّتَانِ مِنَ الرَّحْمَةِ. وَالرَّحْمَنُ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبَالَغَةِ. وَفِي الرَّحِيمِ مُبَالَغَةٌ أَيْضًا؛ إِلَّا أَنَّ فَعْلَانًا أَبْلَغُ مِنْ فَعِيلٍ. وَجَرُّهُمَا عَلَى الصِّفَةِ، وَالْعَامِلُ فِي الصِّفَةِ هُوَ الْعَامِلُ فِي الْمَوْصُوفِ.وَقَالَ الْأَخْفَشُ: الْعَامِلُ فِيهَا مَعْنَوِيٌّ وَهُوَ كَوْنُهَا تَبَعًا وَيَجُوزُ نَصْبُهُمَا عَلَى إِضْمَارِ أَعْنِي، وَرَفْعُهُمَا عَلَى تَقْدِيرِ هُوَ."[7]وجملة البسملة ابتدائية لا محل لها من الإعرابفوائد بلاغية في البسملة:"في البسملة طائفة من فنون البلاغة:آ- الأولى في متعلق بسم الله أن يكون فعلا مضارعا لأنه الأصل في العمل والتمسّك بالأصل أولى ولأنه يفيد التجدّد الاستمراري وإنما حذف لكثرة دوران المتعلق به على الألسنة وإذا كان المتعلق به اسما فإنه يفيد الديمومة والثبوت كأنما الابتداء باسم الله حتم دائم في كل ما نمارسه من عمل ونردده من قول.ب- الإيجاز بإضافة العام إلى الخاص ويسمى إيجاز قصر.ح- إذا جعلنا الباء للاستعانة فيكون في الكلام استعارة مكنية تبعية لتشبيهها بارتباط يصل بين المستعين والمستعان به وإذا جعلنا الباء للإلصاق فيكون في الكلام مجاز علاقته المحلية نحو مررت بزيد أي يمكان يقرب منه لا يزيد نفسه."[8]وقال صاحب الجدول: " 1- التكرير: لقد كرّر اللّه ذكر الرحمن الرحيم لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج وقد ذكر المنعم دون المنعم عليهم فأعادها مع ذكرهم وقال: «ربّ العالمين الرحمن» بهم أجمعين.2- قدم سبحانه الرحمن على الرحيم مع أن الرحمن أبلغ من الرحيم، ومن عادة العرب في صفات المدح الترقي في الأدنى الى الأعلى كقولهم: فلان عالم نحرير. وذلك لأنه اسم خاص باللّه تعالى كلفظ «اللّه» ولأنه لما قال «الرحمن» تناول جلائل النعم وعظائمها وأصولها، وأردفه «الرحيم» كتتمة والرديف ليتناول ما دقّ منها ولطف. وما هو من جلائل النعم وعظائمها وأصولها أحق بالتقديم مما يدل على دقائقها وفروعها. وافراد الوصفين الشريفين بالذكر لتحريك سلسلة الرحمة.فباسم اللّه تعالى تتم معاني الأشياء ومن مشكاة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تشرق على صفحات الأكوان أنوار البهاء" [9]وفي إعراب القرآن: "يقال لمن قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: مبسمل وهو ضرب من النحت اللغوي وقد ورد ذلك في شعر لعمر بن أبي ربيعة:لقد بسملت ليلى غداة لقيتها ... فيا حبذا ذاك الحبيب المبسملومثل بسمل حوقل إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله وهيلل إذا قال: لا إله إلا الله وسبحل إذا قال: وحمدل إذا قال: وحيصل وحيعل إذا قال: حي على الصلاة وحي على الفلاح وجعفل إذا قال: جعلت فداك.هذا والنحت عند العرب خاص بالنسبة أي أنهم يأخذون اسمين فينحتون منهما اسما واحدا فينسبون إليه كقولهم: حضرميّ وعبقسيّ وعبشيّ نسبة إلى حضرموت وعبد القيس وعبد شمس." [10]يبقى أن فوائد البسملة كثيرة جدا ومبسوطة في كتب التفسير والفقه لمن أراد الإحاطة بكل معانيها ومواطن التعبد بها.الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الفاتحة:2)الْحَمْدُ: الهمزة همزة وصل تثبت ابتداء وتحذف دَرْجا، وهي مفتوحة لأنها اتصلت بلام التعريف، ولام التعريف قمرية أظهرت مع الحاء وحروف الإظهار مع لام التعريف مجموعة في كلمات (ابغ حجك وخف عقيمه)،واللام ساكنة فيها توسط، كل الحروف مرققة، الميم ساكنة فيها توسط، أوجه الوقف على الكلمة ثلاثة لأنها مرفوعة: وجه بالسكون ووجه بالإشمام وحينها الدال تكون ساكنة وفيها قلقلة من الدرجة الثانية، ووجه بالروم وتكون الدال محركة بالضمة وفيها قلقة نسبية.إعرابها: الْحَمْدُ: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.فائدة لغوية: "الْجُمْهُورُ عَلَى رَفْعِ (الْحَمْدُ) بِالِابْتِدَاءِ. وَ (لِلَّهِ) الْخَبَرُ، وَاللَّامُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ، أَيْ وَاجِبٌ، أَوْ ثَابِتٌ. وَيُقْرَأُ (الْحَمْدُ) بِالنَّصْبِ، عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرُ فِعْلٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ أَحْمَدُ الْحَمْدَ، وَالرَّفْعُ أَجْوَدُ، لِأَنَّ فِيهِ عُمُومًا فِي الْمَعْنَى. وَيُقْرَأُ بِكَسْرِ الدَّالِ، إِتْبَاعًا لِكَسْرَةِ اللَّامِ؛ كَمَا قَالُوا: الْمِعِيرَةُ وَرِغِيفٌ، وَهُوَ ضَعِيفٌ فِي الْآيَةِ ; لِأَنَّ فِيهِ إِتْبَاعُ الْإِعْرَابِ الْبِنَاءَ، وَفِي ذَلِكَ إِبْطَالٌ لِلْإِعْرَابِ. وَيُقْرَأُ بِضَمِّ الدَّالِ وَاللَّامِ عَلَى إِتْبَاعِ اللَّامِ الدَّالَ؛ وَهُوَ ضَعِيفٌ أَيْضًا، لِأَنَّ لَامَ الْجَرِّ مُتَّصِلٌ بِمَا بَعْدَهُ، مُنْفَصِلٌ عَنِ الدَّالِ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي حُرُوفِ الْجَرِّ الْمُفْرَدَةِ؛ إِلَّا أَنَّ مَنْ قَرَأَ بِهِ فَرَّ مِنَ الْخُرُوجِ مِنَ الضَّمِّ إِلَى الْكَسْرِ، وَأَجْرَاهُ مَجْرَى الْمُتَّصِلِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَكَادُ يُسْتَعْمَلُ الْحَمْدُ مُنْفَرِدًا عَمًّا بَعْدَهُ"[1]."(الْحَمْدُ) : الثناء بالجميل والنداء عليه باللسان، والشكر هو الثناء على النعمة خاصة فبينهما عموم وخصوص"[2]لِلَّهِ: لام التعريف شمسية، أدغمت في اللام للتماثل وفيها توسط، وهي مرققة في لفظ الجلالة لأن ما قبلها مكسور، باقي الحروف مستفلة، المد طبيعي وصلا عارض للسكون وقفا، أوجه الوقف أربعة لأن الكلمة مجرورة، ثلاثة بالسكون المحض 2-4-6، ووجه بالروم.إعرابها: لِلَّهِ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر.رَبِّ: الراء مفخمة، أوجه الوقف اثنان لأن الكلمة مجرورة: وجه بالسكون وحينها تكون الباء ساكنة وفيها شدة وجهر وقلقة في أعلى درجاتها، ووجه بالروم وتكون الباء مشددة ومتحركة بالكسر وفيها قلقلة نسبية.إعرابها: ربِّ: صفة لله أو بدل منه تتبع موصوفها في الجر وعلامته الكسرة الظاهرة في آخره.ائدة لغوية: (رَبِّ) الرب: هو السيّد والمالك والثّابت والمعبود والمصلح وزاد بعضهم الصّاحب مستدلا بقوله:فدنا له رب الكلاب بكفّه ... بيض رهاف ريشهنّ مقزّعوالمربي: الذي يسوس من يربيه ويدبره فهو اسم فاعل حذفت ألفه كما قيل: بارّ وبرّ وقيل: مصدر وصف به ويقيّد بالاضافة نحو رب الدّار من ربّه يربّه وقيل: هو صفة مشبّهة مصوغة من فعل متعدّ فلا بد من تقديره لازما بالنقل الى فعل بالضم"[3]"وَالْـ (رَبِّ) مَصْدَرُ رَبَّ يَرُبُّ، ثُمَّ جُعِلَ صِفَةً كَعَدْلٍ وَخَصْمٍ؛ وَأَصْلُهُ رَابَ . وَجَرُّهُ عَلَى الصِّفَةِ أَوِ الْبَدَلِ. وَقُرِئَ بِالنَّصْبِ عَلَى إِضْمَارِ أَعْنِي، وَقِيلَ: عَلَى النِّدَاءِ، وَقُرِئَ بِالرَّفْعِ عَلَى إِضْمَارِ هُو"[4]َالْعَالَمِينَ: الهمزة همزة وصل تثبت ابتداء وتحذف دَرْجا، وهي مفتوحة لأنها اتصلت بلام التعريف، ولام التعريف قمرية أظهرت مع العين، وحروف الإظهار مع لام التعريف مجموعة في كلمات (ابغ حجك وخف عقيمه)،واللام ساكنة فيها توسط، كل الحروف مرققة، المد في العين طبيعي وصلا ووقفا ومقداره حركتين، المد في الميم طبيعي وصلا، عارض للسكون وقفا، أوجه الوقف على الكلمة ثلاثة بالسكون، لا روم فيها ولا إشمام لأنها مبنية على الفتح، حين الوقف تكون النون ساكنة فيها توسط وغنة من الدرجة الرابعة.فائدة: قال السفاقسي رحمه الله في غيث النفع: "إذا وقف عليه جاز فيه لكل القراء ثلاثة أوجه:الأول: الإشباع؛ لاجتماع الساكنين اعتدادا بالعارض.الثاني: التوسط؛ لمراعاة اجتماع الساكنين وملاحظة كونها عارضا.الثالث: القصر؛ لأن السكون عارض فلا يعتد به، وأجر على هذا جميع ما ماثله"[7]إعرابها: الْعَالَمِينَ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.فائدة لغوية: "(الْعالَمِينَ) جمع عالم بفتح اللام وجمع جمع المذكر السالم العاقل تغليبا والمراد به جميع الكائنات ولذلك أدرجه النّحاة فيما ألحق بجمع المذكر والنّكتة فيه هي أن هذا اللفظ لا يطلق عند العرب على كل كائن وموجود كالحجر والتراب وإنما يطلقونه على كل جملة متمايزة لأفرادها صفات تقربها من العاقل الذي جمعت جمعه وان لم تكن منه فيقال: عالم الإنسان، وعالم الحيوان وعالم النبات والعالم لا واحد له من لفظه ولا من غير لفظه لأنه جمع لأشياء مختلفة"[5]"(الْعَالَمِينَ) جَمْعُ تَصْحِيحٍ ، وَاحِدَهُ عَالَمٌ ، وَالْعَالَمُ : اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِلْجَمْعِ ، وَلَا وَاحِدَ لَهُ فِي اللَّفْظِ؛ وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَ مَنْ خَصَّ الْعَالَمَ بِمَنْ يَعْقِلُ؛ أَوْ مِنَ الْعَلَامَةِ عِنْدَ مَنْ جَعَلَهُ لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ."[6]الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (الفاتحة:3)الرحمن: الراء مفخمة وباقي الحروف مرققة، الهمزة همزة وصل تثبت ابتداء وتحذف درجا، وهي مفتوحة لأنها اتصلت بلام التعريف، ولام التعريف هنا شمسية وأدغمت في الراء لعلة التقارب على مذهب من جعل المخارج سبعة عشر (مذهب الجمهور وابن الجزري) وكذلك على مذهب من جعلها ستة عشر (وهو مذهب سيبويه والشاطبي ومن وافقهما)، وأما على مذهب من جعلها أربعة عشر مخرجا (وهو مذهب الفراء وقطرب وجماعة من أهل العربية، فيوافقون سبويه ويجعلون اللام والراء والنون من مخرج واحد) فعلى هذا المذهب تكون علة الإدغام التجانس. الحاء ساكنة فيها رخاوة وهمس، المد طبيعي وصلا وعارض للسكون وقفا. أوجه الوقف أربعة لأن الكلمة مجرورة، ثلاثة بالسكون المحض 2-4-6 وحينها النون تكون ساكنة فيها توسط وغنة من الدرجة الرابعة، ووجه بالروم وحينها النون متحركة وفيها غنة من الدرجة الخامسة.إعرابها: الرحمن: صفة لله تعالى تتبع موصوفها في الجر وعلامته الكسرة، أو بدل من لفظ الجلالة.الرحيم: الراء مفخمة وباقي الحروف مرققة، الهمزة همزة وصل تثبت ابتداء وتحذف درجا، وهي مفتوحة لأنها اتصلت بلام التعريف، ولام التعريف هنا شمسية وأدغمت في الراء لعلة التقارب على مذهب من جعل المخارج سبعة عشر أو ستة عشر، وأما على مذهب من جعلها أربعة عشر مخرجا فالعلة التجانس. المد طبيعي وصلا وعارض للسكون وقفا. أوجه الوقف أربعة لأن الكلمة مجرورة، ثلاثة بالسكون المحض 6-4-2، ووجه بالروم.إعرابها: الرحيم: صفة لله تعالى تتبع موصوفها في الجر وعلامته الكسرة، أو بدل من لفظ الجلالة.فائدة لغوية: "وَفِي (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) الْجَرُّ وَالنَّصْبُ وَالرَّفْعُ ، وَبِكُلٍّ قُرِئَ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي رَبٍّ"[1]مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (الفاتحة:4)مَالِكِ: كل الحروف مرققة، المد طبيعي وقفا ووصلا مقداره حركتين، أوجه الوقف على الكلمة اثنان لأنها مجرورة، وجه بالسكون وحينها الكاف يكون فيها شدة وهمس، ووجه بالروم.إعرابها: صفة رابعة لله تعالى تتبع موصوفها في الجر وعلامته الكسرة أو بدل من لفظ الجلالة.الصرف: "(مالك) اسم فاعل من ملك يملك على معنى الصفة المشبهة لدوام الملكية، باب ضرب وزنه فاعل جمعه ملّاك ومالكون"[1].فائدة لغوية: قَوْلُهُ تَعَالَى: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يُقْرَأُ بِكَسْرِ اللَّامِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَهُوَ مَنْ عَمُرَ مُلْكُهُ؛ يُقَالُ مَلِكٌ بَيِّنُ الْمُلْكِ بِالضَّمِّ. وَقُرِئَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ؛ وَهُوَ مِنْ تَخْفِيفِ الْمَكْسُورِ، مِثْلَ فَخِذٍ وَكَتِفٍ، وَإِضَافَتُهُ عَلَى هَذَا مَحْضَةٌ، وَهُوَ مَعْرِفَةٌ فَيَكُونُ جَرُّهُ عَلَى الصِّفَةِ، أَوِ الْبَدَلِ مِنَ اللَّهِ، وَلَا حَذْفَ فِيهِ عَلَى هَذَا، وَيُقْرَأُ بِالْأَلِفِ وَالْجَرِّ، وَهُوَ عَلَى هَذَا نَكِرَةٌ؛ لِأَنَّ اسْمَ الْفَاعِلِ إِذَا أُرِيدَ بِهِ الْحَالُ أَوْ الِاسْتِقْبَالُ لَا يَتَعَرَّفُ بِالْإِضَافَةِ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ جَرُّهُ عَلَى الْبَدَلِ لَا عَلَى الصِّفَةِ ; لِأَنَّ الْمَعْرِفَةَ لَا تُوصَفُ بِالنَّكِرَةِ . وَفِي الْكَلَامِ حَذْفُ مَفْعُولٍ تَقْدِيرُهُ : مَالِكِ أَمْرِ يَوْمِ الدِّينِ ، أَوْ مَالِكِ يَوْمَ الدِّينِ الْأَمْرَ وَبِالْإِضَافَةِ إِلَى «يَوْمِ» خَرَجَ عَنِ الظَّرْفِيَّةِ ; لِأَنَّهُ لَا يَصِحُّ فِيهِ تَقْدِيرُ فِي ; لِأَنَّهَا تَفْصِلُ بَيْنَ الْمُضَافِ وَالْمُضَافِ إِلَيْهِ . وَيُقْرَأُ مَالِكَ بِالنَّصْبِ عَلَى أَنْ يَكُونَ بِإِضْمَارِ أَعْنِي ; أَوْ حَالًا . وَأَجَازَ قَوْمٌ أَنْ يَكُونَ نِدَاءً . وَيُقْرَأُ بِالرَّفْعِ عَلَى إِضْمَارِ هُوَ ، أَوْ يَكُونَ خَبَرًا لِلرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ رَفَعَ الرَّحْمَنَ، وَيُقْرَأُ مَلِيكُ يَوْمِ الدِّينِ رَفْعًا وَنَصْبًا وَجَرًّا. وَيُقْرَأُ (مَلَكَ يَوْمَ الدِّينِ) عَلَى أَنَّهُ فِعْلٌ وَيَوْمُ مَفْعُولٌ أَوْ ظَرْفٌ"[2].توجيه الكلمة: قرئت الكلمة "مالك" و"ملك" وبينهما فرق دقيق وهو أن المالك ذو الملك بكسر الميم، والملك: ذو الملك بضمها. قال أهل النحو: إن ملكا أمدح من مالك، وذلك أن المالك قد يكون غير ملك، ولا يكون الملك إلا مالكا. ورجح أهل القراءات على أنهما صفتان لله تعالى ولا يمكن التفاضل بينهما فكل أسماء الله تعالى وصفاته حسنى وتليق بجلاله وعظمته .القراءات التي فيها: قرأها عاصم والكسائي ويعقوب وخلف عن نفسه بالألف (مالك) وقرأها الباقون دون ألف. وحين وصلها بالكلمة التي قبلها (الرحيم ملك) فقد أدغم الميم الأولى في الثانية من قبيل الإدغام الكبير أبو عمرو بخلف عنه وكذا يعقوب من المصباح مع مد (مالك) وخص الشاطبي في إقراءه الإدغام للسوسي والإظهار بالدوري، ويجوز في المد ثلاثة أوجه 2-4-6 حركات مع ترك الروم على أرجح الأقوال.يَوْمِ: كل الحروف مرققة، الواو ساكنة وحين الوصل تكون حرف لين تمد زمن تحقق الحرف وفيها رخاوة، وحين الوقف يصير فيها مد ولين، وأوجه الوقف على الكلمة أربعة أوجه لأنها مجرورة، ثلاثة أوجه بمد اللين العارض للسكون 2-4-6 وحينها تسكن الميم ويكون فيها توسط، ووجه بالروم.إعرابها: يوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.الدِّينِ: الهمزة همزة وصل تثبت ابتداء وتحذف درجا، وهي مفتوحة لأنها اتصلت بلام التعريف، ولام التعريف هنا شمسية وأدغمت في الدال لعلة التقارب، المد طبيعي وصلا عارض للسكون وقفا، أوجه الوقف على الكلمة أربعة لأنها مجرورة، ثلاثة أوجه بالسكون المحض 2-4-6، ووجه بالروم.إعرابها: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.فائدة لغوية: "(الدِّينِ) : الجزاء ويوم الدّين: يوم الجزاء ومنه قول العرب: «كما تدين تدان» وقول الشاعر:ولم يبق سوى العدوا ... ن دناهم كما دانواوالدّين ايضا: الطاعة كقوله تعالى «في دين الملك» ، والدّين أيضا: الملّة قال المثقّب العبديّ:تقولُ إذا دَرَأْتُ لها وَضِيني ... أهذا دِينُه أبداً ودِيني؟" [3]إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (الفاتحة:5)إِيَّاكَ: كل الحروف مستفلة، الهمزة همزة قطع تثبت ابتداء ووصلا، وهو حرف حلقي فيه شدة وجهر واستفال وانفتاح وإصمات، وأبعد الحروف مخرجا ومن أصعبها نطقا؛ لذلك العرب استعملت طرقا مختلفة لتيسير النطق به، منها: التسهيل والإبدال أو الإسقاط والنقل، وهذا نجده في مذاهب القراء. الياء مشددة فيها رخاوة، المد طبيعي وصلا مقداره حركتان، عارض للسكون وصلا، نقف على الكلمة بثلاثة أوجه مع السكون المحض 2-4-6 لأنها مبنية على الفتح لا روم فيها ولا إشمام.إعرابها: إِيَّاكَ: (إيّاك) ضمير بارز منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدّم للاختصاص، أو (إيّا) ضمير مبني في محل نصب مفعول به، و(الكاف) حرف خطاب.فائدة لغوية: وَإِيَّا عِنْدَ الْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ اسْمٌ مُضْمَرٌ، فَأَمَّا الْكَافُ فَحَرْفُ خِطَابٍ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ لَا مَوْضِعَ لَهَا، وَلَا تَكُونُ اسْمًا؛ لِأَنَّهَا لَوْ كَانَتِ اسْمًا لَكَانَتْ إِيَّا مُضَافَةً إِلَيْهَا، وَالْمُضْمَرَاتُ لَا تُضَافُ، وَعِنْدَ الْخَلِيلِ هِيَ اسْمٌ مُضْمَرٌ أُضِيفَتْ إِيَّا إِلَيْهِ ; لِأَنَّ إِيَّا تُشْبِهُ الْمُظْهَرَ لِتَقَدُّمِهَا عَلَى الْفِعْلِ وَالْفَاعِلِ، وَلِطُولِهَا بِكَثْرَةِ حُرُوفِهَا، وَحُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ: إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ السِّتِّينَ فَإِيَّاهُ وَإِيَّا الشَّوَابِّ .وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: إِيَّاكَ بِكَمَالِهَا، وَهَذَا بَعِيدٌ ؛ لِأَنَّ هَذَا الِاسْمَ يَخْتَلِفُ آخِرُهُ بِحَسْبِ اخْتِلَافِ الْمُتَكَلِّمِ وَالْمُخَاطَبِ وَالْغَائِبِ، فَيُقَالُ إِيَّايَ وَإِيَّاكَ وَإِيَّاهُ. وَقَالَ قَوْمٌ : الْكَافُ اسْمٌ ، وَإِيَّا عِمَادٌ لَهُ وَهُوَ حَرْفٌ وَمَوْضِعُ إِيَّاكَ نَصْبٌ بِـ (نَعْبُدُ) . فَإِنْ قِيلَ إِيَّاكَ خِطَابٌ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى لَفْظِ الْغَيْبَةِ . فَكَانَ الْأَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ إِيَّاهُ. قِيلَ: عَادَةُ الْعَرَبِ الرُّجُوعُ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى الْخِطَابِ، وَمِنَ الْخِطَابِ إِلَى الْغَيْبَةِ، وَسَيَمُرُّ بِكَ مِنْ ذَلِكَ مِقْدَارٌ صَالِحٌ فِي الْقُرْآنِ"[1].ملحوظة: ننتبه جيدا إلى تشديد الياء في إيَّاك ولا نأت بها بفتحة مخفّفة، وهذا خطأ شائع بين الناس.نَعْبُدُ: كل الحروف مرققة، العين فيها توسط وجهر واستفال وانفتاح واصمات، وهي كذلك من الحروف الحلقية، الباء فيها قلقة نسبية لأنها صفة لازمة للحرف لا تفارقه، أوجه الوقف على الكلمة أربعة لأنها مرفوعة: وجه بالسكون ووجه بالإشمام وحينها تكون الدال ساكنة وفيها قلقلة وسطى، ووجه بالروم وتكون الدال متحركة وفيها قلقلة نسبية.إعرابها: نَعْبُدُ: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.وَإِيَّاكَ: سبق ذكره، والواو هنا عاطفة.أعرابها: عطف على إياك.نَسْتَعِينُ: كل الحروف مرققة، السين فيها ساكنة فيها رخاوة وفيها كذلك همس واستفال وانفتاح واصمات، المد طبيعي وصلا، عارض للسكون وقفا، أوجه الوقف على الكلمة سبعة أوجه لأنها مرفوعة: ثلاثة أوجه بالسكون المحض 2-4-6 وثلاثة بالإشمام 2-4-6 وحينها النون تكون ساكنة وفيها توسط وغنة من الدرجة الرابعة، ووجه بالروم.إعرابها: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره، وهو معتل أجوف.وجملة: «إياك نعبد ..» لا محل لها استئنافية.وجملة: «إياك نستعين ..» لا محل لها معطوفة على جملة إياك نعبد.فائدة لغوية: "(نستعين)، فيه إعلال أصله نسْتَعْوِنُ من العَوْن، بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين وسكنت الواو- وهو إعلال بالتسكين- ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها- وهو إعلال بالقلب-"[2]فائدة بلاغية: "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" اشتملت هذه الآية على فن التقديم، فتقدم المفعول به على الفعل وهذا يفيد الحصر، "تقدم الضمير لحصر العبادة والاستعانة بالله وحده، وقدمت العبادة على الاستعانة؛ لأن الاستعانة ثمرتها، وإعادة إياك مع الفعل الثاني تفيد أن كلا من العبادة والاستعانة مقصود بالذات، فلا يستلزم كل منها الآخر."[3]."الالتفات في هذه الآية الكريمة التفات من الغيبة الى الخطاب وتلوين للنظم من باب الى باب جار على نهج البلاغة في افتنان الكلام ومسلك البراعة حسبما يقتضي المقام. لما أن التنقل من أسلوب الى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب يقع من كل واحد من التكلم والخطاب والغيبة الى كل واحد من الآخرين." [4]اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (الفاتحة:6)اهْدِنَا: الهمزة همزة وصل تثبت ابتداء وتحذف درجا، وهي مكسورة لأن ثالث الفعل مكسور، الهاء ساكنة فيها رخاوة وهمس واستفال وانفتاح وإصمات، المد طبيعي وقفا مقداره حركتين، ومحذوف وصلا للالتقاء الساكنين. وجه الوقف واحد بالمد الطبيعي.تنبيه: حين وصل الكلمة بالتي بعدها نحترز من تفخيم النون في كلمة "اهدنا" لمجاورتها الصاد في كلمة "الصراط".إعرابها: (اهد) فعل أمر دعائي مبني على حذف حرف العلة، و(نا) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (الجدول).فائدة لغوية: "(اهدنا) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، أصله في المضارع المرفوع تهدينا، وزن اهدنا افعنا"[1]"قَوْلُهُ تَعَالَى : (اهْدِنَا) لَفْظُهُ أَمْرٌ ، وَ الْأَمْرُ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ ، وَمُعْرَبٌ عِنْدَ الْكُوفِيِّينَ، فَحَذْفُ الْيَاءِ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ عَلَامَةُ السُّكُونِ الَّذِي هُوَ بِنَاءٌ، وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ هُوَ عَلَامَةُ الْجَزْمِ .وَ(هَدَى) يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ بِنَفْسِهِ، فَأَمَّا تَعَدِّيهِ إِلَى مَفْعُولٍ آخَرَ فَقَدْ جَاءَ مُتَعَدِّيًا إِلَيْهِ بِنَفْسِهِ؛ وَمِنْهُ هَذِهِ الْآيَةُ؛ وَقَدْ جَاءَ مُتَعَدِّيًا بِإِلَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الْأَنْعَامِ: 161] وَجَاءَ مُتَعَدِّيًا بِاللَّامِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: (الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا) [الْأَعْرَافِ : 43]."[2]الصِّرَاطَ: الهمزة همزة وصل تثبت ابتداء وتحذف درجا، وهي مفتوحة لأنها اتصلت بلام التعريف، ولام التعريف هنا شمسية وأدغمت إدغاما كاملا في الصاد لعلة التقارب، الصاد في أدنى درجات التفخيم لأنها مكسورة، وهي مشددة فتظهر رخاوة الصاد والهمس والصفير، هو كذلك حرف مطبق ومستعل ومصمت، الراء مفخمة، ولا خلاف في تفخيمها لوقوعحرف الاستعلاء بعدها، الطاء في ثاني درجات التفخيم لأنها مفتوحة وليس بعدها ألف، المد طبيعي وصلا عارض للسكون وقفا. أوجه الوقف على الكلمة ثلاثة أوجه بالسكون المحض 6-4-2، لا روم فيها ولا إشمام لأنها منصوبة.إعرابها: (الصراط): مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة.فائدة لغوية: (الصِّراطَ) مفعول به ثان أو منصوب بنزع الخافض لأنّ هدى لا تتعدى إلا إلى مفعول واحد وتتعدى إلى الثاني باللام كقوله تعالى: «يهدي للتي هي أقوم» أو بإلى كقوله تعالى «وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم» ولكن غلب عليها الاتّساع فعداها بعضهم إلى اثنين وقد نظم بعض الظرفاء أبياتا ضمّنها الأفعال التي تتعدى إلى واحد وإلى الثاني بحرف جر وهي:تعدى من الأفعال طورا بنفسه ... وحينا بحرف الجر للثان ما ترىدعا في الندا سمّى كذا كنى ... وزوجه واستغفر اختار غيراأمرت صدقت الوعد كلت وزنته ... عفا وهدى منّى كذا سأل اذكراومجموعها ستة عشر فعلا."[3]توجيه القراءة: "وَ(السِّرَاطَ) بِالسِّينِ هُوَ الْأَصْلُ: لِأَنَّهُ مِنْ سَرَطَ الشَّيْءَ إِذَا بَلَغَهُ ، وَسُمِّيَ الطَّرِيقُ سِرَاطًا لِجَرَيَانِ النَّاسِ فِيهِ كَجَرَيَانِ الشَّيْءِ الْمُبْتَلَعِ. فَمَنْ قَرَأَهُ بِالسِّينِ جَاءَ بِهِ عَلَى الْأَصْلِ، وَمَنْ قَرَأَهُ بِالصَّادِ قَلَبَ السِّينَ صَادًا؛ لِتَجَانُسِ الطَّاءِ فِي الْإِطْبَاقِ، وَالسِّينُ تُشَارِكُ الصَّادَ فِي الصَّفِيرِ وَالْهَمْسِ، فَلَمَّا شَارَكَتِ الصَّادَ فِي ذَلِكَ قَرُبَتْ مِنْهَا، فَكَانَتْ مُقَارَبَتُهَا لَهَا مُجَوِّزَةً قَلْبَهَا إِلَيْهَا لِتُجَانِسَ الطَّاءَ فِي الْإِطْبَاقِ. وَمَنْ قَرَأَ بِالزَّايِ قَلَبَ السِّينَ زَايًا؛ لِأَنَّ الزَّايَ وَالسِّينَ مِنْ حُرُوفِ الصَّفِيرِ ، وَالزَّايُ أَشْبَهُ بِالطَّاءِ؛ لِأَنَّهُمَا مَجْهُورَتَانِ . وَمَنْ أَشَمَّ الصَّادَ زَايًا قَصَدَ أَنْ يَجْعَلَهَا بَيْنَ الْجَهْرِ وَالْإِطْبَاقِ."[4]أوجه القراءات في الكلمة: قرأها قنبل ورويس بالسين، وحمزة بإشمام الصاد زايا، والباقون بالصاد."الصراط، وصراط " قرأ قنبل ورويس بالسين فيهما حيث وقعا. وقرأ خلف عن حمزة بالصاد مشمة صوت الزاي حيث وقعا كذلك. وقرأ خلاد مثل خلف في الموضع الأول خاصة وهو " اهدنا الصراط المستقيم " في هذه السورة. والباقون بالصاد الخالصة في جميع القرآن.وكيفية الإشمام هنا أن تخلط لفظ الصاد بالزاي وتمزج أحد الحرفين بالآخر بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد ولا بزاي ولكن يكون صوت الصاد متغلبا على صوت الزاي كما يستفاد ذلك من معنى الإشمام. وقصارى القول في ذلك أن تنطق بالصاد كما ينطق العوام بالظاء. وأجمعوا على تفخيم راء الصراط وصراط حيث وقعا نظرا لوجود حرف الاستعلاء بعدها. فورش فيهما كغيره."[5]الْمُسْتَقِيمَ: الهمزة همزة وصل تثبت ابتداء وتحذف دَرْجا، وهي مفتوحة لأنها اتصلت بلام التعريف، ولام التعريف قمرية أظهرت مع الميم لعلة التباعد، وحروف الإظهار مع لام التعريف مجموعة في كلمات (ابغ حجك وخف عقيمه)،واللام ساكنة فيها توسط، السين ساكن فيه همس ورخاوة وصفير وكذلك استفال وانفتاح واصمات، القاف في أدنى درجات التفخيم لأنها مكسورة، باقي الحروف مستفلة، المد طبيعي وصلا عارض للسكون وقفا، أوجه الوقف على الكلمة ثلاثة بالسكون المحض 6-4-2، لا روم فيها ولا إشمام لأنها منصوبة.تنبيه: حين قراءة كلمة "المستقيم" نحترز من تفخيم اللام لأنها أتت بعد الطاء في كلمة "الصراط" وكذلك نحترز من تفخيم التاء لمجاورتها القاف، وهذه أخطاء شائعة في القراءة عند المبتدئين.أعرابها: (المستقيم): نعت للصراط منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة.والجملة: لا محل لها استئنافية.فائدة لغوية: * (المستقيم)، اسم فاعل من استقام، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره .. وفيه إعلال، أصله مستقوم- بكسر الواو- لأن مجرد فعله قام يقوم، ثم جرى فيه ما جرى في نستعين.[6]* "وَأَصْلُ : (الْمُسْتَقِيمَ) مُسْتَقْوِمٌ ، ثُمَّ عُمِلَ فِيهِ مَا ذَكَرْنَا فِي «نَسْتَعِينُ» ، وَمُسْتَفْعِلٌ هُنَا بِمَعْنَى فَعِيلٍ أَيِ السِّرَاطُ الْقَوِيمُ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الْقَائِمِ؛ أَيِ الثَّابِتُ. وَسِرَاطٌ الثَّانِي بَدَلٌ مِنَ الْأَوَّلِ، وَهُوَ بَدَلُ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ، وَهُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَكِلَاهُمَا مَعْرِفَةٌ."[7]ولمتابعة المراجع يرجى زيارة المصدر:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=2243----وهذا سؤال عن حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة:ما حكم قراءة سورة الفاتحة في الصلاة ؟؟ ومن لم يقرأها في كل ركعة سواء اماما أو مأموما ؟؟ وما حكم صلاته ؟؟ وما حكم الجهر بها ؟؟ وما حكم البسملة فيها ؟؟ ومن لم يبسمل ماحكم صلاته ؟؟وما حكم الجهر بالبسملة ؟؟ وماحكم الصلاة خلف امام لا يحسن قراءة الفاتحة ؟؟ كأن يلحن او يبدل حروفها كأن يبدل حرف الذال ( ذ ) بالزاي ( ز ) ؟؟أفيدونا جزاكم الله خيرا.1- قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة في كل ركعة ، ومن لم يقرأ الفاتحة فصلاته باطلة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَاْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ‏"‏ ‏.‏ رواه مسلم 0 والحكم يشمل الإمام والمنفرد والمأموم 02- والجهر بها في الصلاة الجهرية سنة، فمن لم يجهر بها فصلاته صحيحة 0 أما البسملة فليست من الفاتحة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ‏"‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَاَلَ فَاِذَا قَالَ الْعَبْدُ ‏{‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ ‏.‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِي عَبْدِي وَاِذَا قَالَ ‏{‏ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏}‏ ‏.‏ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى اَثْنَى عَلَىَّ عَبْدِي ‏.‏ وَاِذَا قَالَ ‏{‏ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏}‏ ‏.‏ قَالَ مَجَّدَنِي عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ اِلَىَّ عَبْدِي - فَاِذَا قَالَ ‏{‏ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏}‏ ‏.‏ قَالَ هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَاَلَ ‏.‏ فَاِذَا قَالَ ‏{‏ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ‏}‏ ‏.‏ قَالَ هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَاَلَ ‏"‏ ‏.‏رواه مسلم 0 والشاهد منه أن الله سبحانه بدأ الفاتحة بالحمد مما يدل على أن البسملة ليست آية منها 0 لكن من السنة أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم في بداية السورة ولا يجهر بها كما ثبت في صحيح مسلم عَنْ اَنَسٍ، قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فَلَمْ اَسْمَعْ اَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَاُ ‏{‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏}‏ ‏.‏ أي لم يكن يجهر بها 03- من لا يحسن قراءة الفاتحة : إن كان يلحن لحنا يغير المعنى فلا تصح الصلاة خلفه كأن يقول : صراط الذين أنعمتُ عليهم ( فيكون المنعم هو المصلي ) أويقول أهدنا( من الهدية وليس الهداية ) 0أما إذا لحن لحنا لا يغير المعنى كما ذكرت بتغيير الذال إلى زاي في قوله : اللزين بدل اللذين ، فالصلاة صحيحة ويجب تنبيهه ونصحه بأن يتعلم أحكام القراءة الصحيحة 0والله أعلمعرض المسألة بعنوان : هل ينتظر المأموم الإمام حتى الانتهاء من قراءة سورة الفاتحةالسؤالس3: حين الصلاة خلف الإمام في الصلاة الجهرية يكبر الإمام تكبيرةالإحرام ويكبر بعده المأموم ويقرأ كل منهما دعاء الاستفتاح سراً ثم يشرع الإمام بقراءة سورة الفاتحة، هل ينتظر المأموم الإمام حتى الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة ثم يبدأ في القراءة، أم يقرأ المأموم سورة الفاتحة مع الإمام؟س:4 إذا صلى شخص منفرداً في الصلاة الجهرية فهل يجهر بالقراءة أو يقرأ سراً؟الجوابج:3 الواجب أن يقرأ المأموم الفاتحة سواء قرأها والإمام يقرأ الفاتحة جهراً أوفي قراءة الإمام السورة، أو وقت سكتة الإمام، إن سكت بين الفاتحة والسورة، والأمر في ذلك واسع والأفضل قراءتها في السكتة إن سكت الإمام، جمعاً بين الأدلة .ج:4 السنة أن يقرأ جهراً لعدم الدليل الذي يوجب العدول عن الجهر بها .وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .المفتي : اللجنة الدائمةالتصنيف الموضوعي : الصلاةمصدر الفتوى :فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ------سؤال موجه للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : اختلفت آراء العلماء في قراءة المؤتم خلف الإمام فما هو الصواب في ذلك؟ وهل قراءة الفاتحة واجبة عليه؟ ومتى يقرؤها إذا لم يكن للإمام سكتات تمكن المأموم من قراءتها؟ وهل يشرع للإمام السكوت بعد قراءة الفاتحة لتمكين المأموم من قراءة الفاتحة؟ج : الصواب وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في جميع الصلوات السرية والجهرية لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وقوله صلى الله عليه وسلم : لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟ قلنا نعم قال لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها خرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح والمشروع أن يقرأ بها في سكتات الإمام .فان لم يكن له سكتة قرأ بها ولو كان الإمام يقرأ ثم أنصت . وهذا مستثنى من عموم الأدلة الدالة على وجوب الإنصات لقراءة الإمام ، لكن لو نسيها المأموم أو تركها جهلا أو لاعتقاد عدم وجوبها فلا شيء عليه وتجزئه قراءة الإمام عند جمهور أهل العلم وهكذا لو جاء والإمام راكع ركع معه وأجزأته الركعة وسقطت عنه القراءة لعدم إدراكه لها ، لما ثبت من حديث أبي بكرة الثقفي رضي الله عنه أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع فركع دون الصف ثم دخل في الصف فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال له : زادك الله حرصا ولا تعد ولم يأمره بقضاء الركعة . رواه البخاري في الصحيح ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم : ولا تعد يعني إلى الركوع دون الصف وبذلك يعلم أن المشروع لمن دخل المسجد والإمام راكع ألا يركع قبل الصف بل عليه أن يصبر حتى يصل إلى الصف ولو فاته الركوع لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا نودي بالصلاة فأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا متفق على صحته .أما حديث : من كان له إمام فقراءته له قراءة فهو حديث ضعيف لا يحتج به عند أهل العلم . ولو صح لكانت الفاتحة مستثناة من ذلك جمعا بين الأحاديث . وأما السكتة بعد الفاتحة فلم يصح فيها شيء فيما أعلم والأمر فيها واسع إن شاء الله ، فمن فعلها فلا حرج ومن تركها فلا حرج لأنه لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أعلم إنما الثابت عنه صلى الله عليه وسلم سكتتان : إحداهما : بعد تكبيرة الإحرام يشرع فيها الاستفتاح ، والسكتة الثانية : بعد الفراغ من القراءة وقبل أن يركع وهي سكتة خفيفة تفصل بين القراءة والتكبير ، والله ولي التوفيق .
__________________منقول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياكم الله وفتح الله عليكم