صـــاحــــــب الــمــــوقـــــــــع
السبت، يناير 31، 2009
المنشد فايز الحلو
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
value="http://www.youtube.com/v/qULuVTjUwk0&hl=en&fs=1">
أسرار وروائع فى فى سورة يــــس
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
أسرار وروائع فى فى سورة يــــس
فالذي يكرس كل حياته واهتمامه وتفكيره لهذا القرآن ويصبح القرآن كل شيء في حياته، فإن هذا سيؤدي إلى التفاعل والانسجام والتلذذ بسماع آيات القرآن. باختصار شديد أصبحت هوايتي ومتعتي وسروري وأجمل لحظات حياتي، عندما أعيش مع نص من نصوص القرآن أتأمله ساعات طويلة، فهذا هو قمة السعادة بالنسبة لي بعدما أكرمني الله تعالى بحفظ هذا القرآن والتعرف على تفاسيره وأحكامه ومعجزاته وعجائبه.
قصة
وقد كان لي قصة مع نص قصير جداً من نصوص القرآن ولكنه كبير جداً بروائعه. فقد كنتُ ذات مرة عائداً من سفر وقد علّق سائق الحافلة لوحة مخطوط عليها قوله تعالى: (يس والقرآن الحكيم)، وقد كُتبت تحته سورة يس كاملة بخط جميل.
هذا النص الكريم شدّني ولفت انتباهي وأسَرَ تفكيري، ووجدتُ نفسي أطيل التفكير فيه وأحسّ بأن كلماته قد رتبها الله تعالى بنظام بديع وعجيب. واستمر هذا النظر والتدبّر طيلة الطريق.
لقد عدتُ من هذا السفر إلى مدينتي ولكن الكلمات التي سحرتني بقيت في ذاكرتي: (يس والقرآن الحكيم). وأول عمل قمتُ به هو كتابة كلمات الله هذه وإعادة النظر إليها والتفكّر في دلالاتها. وانتابني إحساس قوي بأن هذه الكلمات فيها علاقة مذهلة مع ما تتحدث عنه وهو القرآن.
فالحديث هنا عن (القرآن الحكيم) ولا بدّ أن يكون هنالك علاقة بين حروف هذه الآية والقرآن. وبدأت رحلة من الدراسة العلمية لهذا النص القرآني، من خلال عدّ كلماته وحروفه. وبالرغم من صعوبة المهمة إلا أن الإصرار على اكتشاف معجزة فيه كان يبقيني محاولاً ومتابعاً. فنحن أمام أربع كلمات فقط، ولكل كلمة عدد محدد من الحروف:
فالكلمة الأولى هي (يس) وعدد حروفها هو (2).
الكلمة الثانية هي (و) وهذه واو العطف التي تعدّ كلمة مستقلة لأنها تُكتب منفصلة عما قبلها وما بعدها، وعدد حروفها كما نرى هو (1).
والكلمة الثالثة هي (القرآن) وعدد حروفها كما كتبت في كتاب الله تعالى هو (6) أحرف.
والكلمة الرابعة هي (الحكيم) وهي تتألف من (6) أحرف أيضا.
دلالات
لقد تعلمتُ شيئاً من أبحاث الإعجاز الرقمي التي قمت بها وهو أن الآية الكريمة يوجد بينها وبين ما تدل عليه علاقة وترابط، وهذا من إحكام القرآن، وهذا ما اكتشفته بالفعل. فنحن نعلم بأن سورة يس هي قلب القرآن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه صلوات الله وسلامه. ونعلم بأن سورة يس هي من السور المميزة في القرآن والتي تبدأ بحروف مقطعة أو مميزة حيّرت المفسّرين وأعيت الباحثين وبقيت سراً غامضاً، لا ندري قد يمنّ الله على عبد من عباده باكتشاف هذا السر.
لقد قمتُ بكتابة النص الكريم وعبّرت عن كل كلمة بعدد حروفها، وذلك بهدف إيجاد النظام المحكم. وعلاقة هذا النظام بما تتحدث عنه الآية وهو القرآن. فإذا نتجت علاقة رياضية كهذه فهذا دليل ملموس على أنه لا مصادفة في كتاب الله، وأن هذا سيكون أحد تحديات القرآن للبشر أن يأتوا بمثله أو ينظموا كلمات تأتي حروفها منضبطة مع ما تعبر عنه.
كتبتُ النص وتحت كل كلمة عدد حروفها كما رُسمت في القرآن كما يلي:
يس و القرآن الحكيم
2 1 6 6
في هذه اللوحة الرائعة لدينا سطر من الكلمات وسطر من الأرقام، كل رقم يعبر عن حروف كلمة، ونحن بلغة الكلام نقول (يس والقرآن الحكيم)، لنفهم من ذلك القسم الإلهي يقسم بالقرآن ويصفه بالحكيم. أما لغة الأرقام فنستطيع أن نقرأ (6612) أي ستة آلاف وست مئة واثنا عشر، وهذا العدد هو مصفوف حروف كلمات النص، وهذا العدد يمثل سلسلة رقمية لا يمكن لأحد أن يشك فيها أو ينكرها.
فالعدد 6612 يمثل عدد حروف كل كلمة حسب تسلسلها في النص القرآني، ولم نجمع الأرقام لئلا يختفي هذا التسلسل. فكما نرى العدد 6612 نرى فيه حروف كل كلمة، بينما مجموعه وهو 15 لا نرى فيه هذا التسلسل بل نرى الناتج النهائي، والسر يكمن في تسلسل هذه الكلمات وعدد حروف كل منها.
سؤال حيّرني!
ولكن السؤال الذي استغرق أشهراً للإجابة عنه: ما هي العلاقة بين العدد 6612 وبين القرآن؟؟ وبعد كثير من التأمل قمتُ بمعالجة هذا العدد وتحليله رقمياً وكانت المفاجأة، أن العدد الذي يعبر عن حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يتناسب مع عدد سور القرآن الـ 114!!! وإليك التفاصيل.
إن العدد 6612 يساوي بالتمام والكمال 114 مضروباً في 58 وبكلمة أخرى:
6612 = 114 × 58
إذن العدد الذي يمثل حروف (يس والقرآن الحكيم) جاء من مضاعفات العدد 114 وهو عدد سور القرآن الحكيم. ولكن ماذا عن العدد 58 الناتج معنا في المعادلة؟؟ وهل له علاقة بالقرآن؟؟
لقد استغرق هذا الأمر مني بحثاً طويلاً في كلمات القرآن وتكرارها، وكانت المفاجأة من جديد، فقد وجدتُ بأن كلمة (قرآن) قد تكررت في القرآن 58 مرة!!! وهكذا أصبحت المعادلة مقروءة على الشكل التالي:
إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات تكرار (قرآن) في القرآن! وسبحان الله الحكيم العليم، هل جاءت هذه الأرقام الدقيقة جميعها بالمصادفة؟ أم أن الله بعلمه وحكمته وقدرته هو الذي نظّمها وأحكمها ورتبها؟
قلب القرآن
ولكن كنتُ دائماً أعتقد بأن معجزات هذا النص وغيره من نصوص القرآن لا تنقضي، ومهما بحثنا فسوف نجد إعجازاً مذهلاً. وكنتُ أتذكر حديث الرسول الكريم عن سورة يس وأنها قلب القرآن، فقلت: هل يمكن أن نجد دلالة لهذه التسمية أي (قلب القرآن)؟
فنحن أمام عدد كما رأينا يمثل حروف النص وهو 6612 والسؤال: ماذا يحدث إذا قمنا بقلب هذا العدد؟ ونحن نعلم أن كلمة (قلب) جاءت من التقلّب وتغيير الاتجاه وعكسه، أي هل يمكن أن نجد مدلولاً لمقلوب العدد 6612 ؟
عندما نقرأ هذا العدد بالاتجاه المعاكس يصبح 2166 ألفان ومئة وستة وستون، والسؤال: هل توجد علاقة بين هذا العدد وبين القرآن الكريم؟ وهذا تطلّب مني جهداً وبحثاً ولكن النتيجة كانت مذهلة. فقد تبيّن بأن هذا العدد من مضاعفات العدد 114 الذي يمثل عدد سور القرآن! ويمكن أن نكتب العلاقة الرياضية التالية:
2166 = 114 × 19
إنها نتيجة مذهلة حقاً أن نجد العدد الذي يمثل حروف نص يتحدث عن القرآن يأتي مضاعفاً لعدد سور القرآن كيفما قرأناه، ولكن ماذا عن العدد 19 الناتج الأخير وماذا يمثل، ونحن نعلم بأن لكل رقم في كتاب الله دلالات واضحة؟
وبدأت رحلة من البحث من جديد للإجابة عن هذا التساؤل والذي يتضمن مدلول الرقم 19 وعلاقته بسورة يس. ولم يمض إلا عدد من الأيام حتى تبيّن لي بأن رقم سورة (يس) بين السور ذات الفواتح هو 19، واكتملت بذلك دلالات هذه المعادلة.
نلخص ما رأيناه
والآن لنكتب هذا النص الكريم وعدد حروف كل كلمة من كلماته ونقرأ العدد ومقلوبه:
يس و القرآن الحكيم
2 1 6 6
المعادلة الأولى:
6612 = 114 × 58
عدد سور القرآن تكرار كلمة (قرآن) في القرآن
المعادلة الثانية:
2166 = 114 × 19
عدد سور القرآن ترتيب (قلب القرآن) في القرآن
ويمكن القول الآن:
إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن (يس والقرآن الحكيم) يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات ذكر كلمة (القرآن) في القرآن، وعندما قلبنا نفس العدد أصبح مساوياً لعدد سور القرآن في ترتيب سورة (يس) أي قلب القرآن!!!
وأمام هذه الحقيقة الرقمية التي لا يمكن لأحد أن يجحدها ينبغي على كل مؤمن أن ينحني خشوعاً أمام عظمة هذا القرآن، كما ينبغي على كل منكر للقرآن أن يعيد حساباته ويفكّر في هذه الأرقام: هل جاءت على سبيل المصادفة؟ أم أن الله الذي أنزل القرآن هو الذي رتبها وأحكمها لتكون دليلاً مادياً على صدق كلامه وصدق رسالته؟
لذلك نجد أن الآية التي جاءت بعد هذا النص مباشرة هي خطاب للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، تؤكد صدق هذا النبي وأنه مرسل من الله تعالى، وأنه على حق وعلى صراط مستقيم، وأن كل كلمة نطق بها هي تنزيل من الله العزيز برغم إنكار الملحدين لكتابه، والرحيم بهم برغم معصيتهم وشِركهم. واستمع معي إلى هذه الكلمات الرائعة: (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) [يس: 1-5].
ملاحظات
لقد قمنا بعدّ الحروف كما تُكتب في القرآن وليس كما تُلفظ، وهذا منهج ثابت في أبحاث الإعجاز الرقمي.
كذلك نعدّ واو العطف كلمة مستقلة وتأخذ مرتبة مستقلة، لأنها تُكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها، ونحن نعلم من قواعد العربية أن الكلمة اسم وفعل وحرف، والواو هنا مع أنها حرف عطف أو أداة قسَم إلا أنها تعدّ كلمة مثلها مثل أية كلمة أخرى.
أما طريقة صف الأرقام وفق هذا النظام العشري له أساس رياضي فيما يسمى بالسلاسل العشرية، حيث يتضاعف كل حد على سابقة عشر مرات.
تكررت كلمة (القرآن) في القرآن كله 49 مرة، وكلمة (قرآن) 9 مرات، والمجموع 58 مرة، أما كلمة (قرآناً) و(قرآنه) فلم تُحسبا، لأننا كما تعاملنا في النص الكريم مع الحروف المرسومة، كذلك نتعامل في تكرار الكلمات مع الحروف المرسومة، ونحصي كلمة (قرآن) معرَّفة وبدون تعريف، دون أن نحصي ملحقات الكلمة.
إن السور المميزة أو التي تبدأ بحروف مقطعة عددها في القرآن 29 سورة، وتأتي سورة (يس) بين هذه السور حسب ترتيب السور في الرقم 19.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
قصة
وقد كان لي قصة مع نص قصير جداً من نصوص القرآن ولكنه كبير جداً بروائعه. فقد كنتُ ذات مرة عائداً من سفر وقد علّق سائق الحافلة لوحة مخطوط عليها قوله تعالى: (يس والقرآن الحكيم)، وقد كُتبت تحته سورة يس كاملة بخط جميل.
هذا النص الكريم شدّني ولفت انتباهي وأسَرَ تفكيري، ووجدتُ نفسي أطيل التفكير فيه وأحسّ بأن كلماته قد رتبها الله تعالى بنظام بديع وعجيب. واستمر هذا النظر والتدبّر طيلة الطريق.
لقد عدتُ من هذا السفر إلى مدينتي ولكن الكلمات التي سحرتني بقيت في ذاكرتي: (يس والقرآن الحكيم). وأول عمل قمتُ به هو كتابة كلمات الله هذه وإعادة النظر إليها والتفكّر في دلالاتها. وانتابني إحساس قوي بأن هذه الكلمات فيها علاقة مذهلة مع ما تتحدث عنه وهو القرآن.
فالحديث هنا عن (القرآن الحكيم) ولا بدّ أن يكون هنالك علاقة بين حروف هذه الآية والقرآن. وبدأت رحلة من الدراسة العلمية لهذا النص القرآني، من خلال عدّ كلماته وحروفه. وبالرغم من صعوبة المهمة إلا أن الإصرار على اكتشاف معجزة فيه كان يبقيني محاولاً ومتابعاً. فنحن أمام أربع كلمات فقط، ولكل كلمة عدد محدد من الحروف:
فالكلمة الأولى هي (يس) وعدد حروفها هو (2).
الكلمة الثانية هي (و) وهذه واو العطف التي تعدّ كلمة مستقلة لأنها تُكتب منفصلة عما قبلها وما بعدها، وعدد حروفها كما نرى هو (1).
والكلمة الثالثة هي (القرآن) وعدد حروفها كما كتبت في كتاب الله تعالى هو (6) أحرف.
والكلمة الرابعة هي (الحكيم) وهي تتألف من (6) أحرف أيضا.
دلالات
لقد تعلمتُ شيئاً من أبحاث الإعجاز الرقمي التي قمت بها وهو أن الآية الكريمة يوجد بينها وبين ما تدل عليه علاقة وترابط، وهذا من إحكام القرآن، وهذا ما اكتشفته بالفعل. فنحن نعلم بأن سورة يس هي قلب القرآن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه صلوات الله وسلامه. ونعلم بأن سورة يس هي من السور المميزة في القرآن والتي تبدأ بحروف مقطعة أو مميزة حيّرت المفسّرين وأعيت الباحثين وبقيت سراً غامضاً، لا ندري قد يمنّ الله على عبد من عباده باكتشاف هذا السر.
لقد قمتُ بكتابة النص الكريم وعبّرت عن كل كلمة بعدد حروفها، وذلك بهدف إيجاد النظام المحكم. وعلاقة هذا النظام بما تتحدث عنه الآية وهو القرآن. فإذا نتجت علاقة رياضية كهذه فهذا دليل ملموس على أنه لا مصادفة في كتاب الله، وأن هذا سيكون أحد تحديات القرآن للبشر أن يأتوا بمثله أو ينظموا كلمات تأتي حروفها منضبطة مع ما تعبر عنه.
كتبتُ النص وتحت كل كلمة عدد حروفها كما رُسمت في القرآن كما يلي:
يس و القرآن الحكيم
2 1 6 6
في هذه اللوحة الرائعة لدينا سطر من الكلمات وسطر من الأرقام، كل رقم يعبر عن حروف كلمة، ونحن بلغة الكلام نقول (يس والقرآن الحكيم)، لنفهم من ذلك القسم الإلهي يقسم بالقرآن ويصفه بالحكيم. أما لغة الأرقام فنستطيع أن نقرأ (6612) أي ستة آلاف وست مئة واثنا عشر، وهذا العدد هو مصفوف حروف كلمات النص، وهذا العدد يمثل سلسلة رقمية لا يمكن لأحد أن يشك فيها أو ينكرها.
فالعدد 6612 يمثل عدد حروف كل كلمة حسب تسلسلها في النص القرآني، ولم نجمع الأرقام لئلا يختفي هذا التسلسل. فكما نرى العدد 6612 نرى فيه حروف كل كلمة، بينما مجموعه وهو 15 لا نرى فيه هذا التسلسل بل نرى الناتج النهائي، والسر يكمن في تسلسل هذه الكلمات وعدد حروف كل منها.
سؤال حيّرني!
ولكن السؤال الذي استغرق أشهراً للإجابة عنه: ما هي العلاقة بين العدد 6612 وبين القرآن؟؟ وبعد كثير من التأمل قمتُ بمعالجة هذا العدد وتحليله رقمياً وكانت المفاجأة، أن العدد الذي يعبر عن حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يتناسب مع عدد سور القرآن الـ 114!!! وإليك التفاصيل.
إن العدد 6612 يساوي بالتمام والكمال 114 مضروباً في 58 وبكلمة أخرى:
6612 = 114 × 58
إذن العدد الذي يمثل حروف (يس والقرآن الحكيم) جاء من مضاعفات العدد 114 وهو عدد سور القرآن الحكيم. ولكن ماذا عن العدد 58 الناتج معنا في المعادلة؟؟ وهل له علاقة بالقرآن؟؟
لقد استغرق هذا الأمر مني بحثاً طويلاً في كلمات القرآن وتكرارها، وكانت المفاجأة من جديد، فقد وجدتُ بأن كلمة (قرآن) قد تكررت في القرآن 58 مرة!!! وهكذا أصبحت المعادلة مقروءة على الشكل التالي:
إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات تكرار (قرآن) في القرآن! وسبحان الله الحكيم العليم، هل جاءت هذه الأرقام الدقيقة جميعها بالمصادفة؟ أم أن الله بعلمه وحكمته وقدرته هو الذي نظّمها وأحكمها ورتبها؟
قلب القرآن
ولكن كنتُ دائماً أعتقد بأن معجزات هذا النص وغيره من نصوص القرآن لا تنقضي، ومهما بحثنا فسوف نجد إعجازاً مذهلاً. وكنتُ أتذكر حديث الرسول الكريم عن سورة يس وأنها قلب القرآن، فقلت: هل يمكن أن نجد دلالة لهذه التسمية أي (قلب القرآن)؟
فنحن أمام عدد كما رأينا يمثل حروف النص وهو 6612 والسؤال: ماذا يحدث إذا قمنا بقلب هذا العدد؟ ونحن نعلم أن كلمة (قلب) جاءت من التقلّب وتغيير الاتجاه وعكسه، أي هل يمكن أن نجد مدلولاً لمقلوب العدد 6612 ؟
عندما نقرأ هذا العدد بالاتجاه المعاكس يصبح 2166 ألفان ومئة وستة وستون، والسؤال: هل توجد علاقة بين هذا العدد وبين القرآن الكريم؟ وهذا تطلّب مني جهداً وبحثاً ولكن النتيجة كانت مذهلة. فقد تبيّن بأن هذا العدد من مضاعفات العدد 114 الذي يمثل عدد سور القرآن! ويمكن أن نكتب العلاقة الرياضية التالية:
2166 = 114 × 19
إنها نتيجة مذهلة حقاً أن نجد العدد الذي يمثل حروف نص يتحدث عن القرآن يأتي مضاعفاً لعدد سور القرآن كيفما قرأناه، ولكن ماذا عن العدد 19 الناتج الأخير وماذا يمثل، ونحن نعلم بأن لكل رقم في كتاب الله دلالات واضحة؟
وبدأت رحلة من البحث من جديد للإجابة عن هذا التساؤل والذي يتضمن مدلول الرقم 19 وعلاقته بسورة يس. ولم يمض إلا عدد من الأيام حتى تبيّن لي بأن رقم سورة (يس) بين السور ذات الفواتح هو 19، واكتملت بذلك دلالات هذه المعادلة.
نلخص ما رأيناه
والآن لنكتب هذا النص الكريم وعدد حروف كل كلمة من كلماته ونقرأ العدد ومقلوبه:
يس و القرآن الحكيم
2 1 6 6
المعادلة الأولى:
6612 = 114 × 58
عدد سور القرآن تكرار كلمة (قرآن) في القرآن
المعادلة الثانية:
2166 = 114 × 19
عدد سور القرآن ترتيب (قلب القرآن) في القرآن
ويمكن القول الآن:
إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن (يس والقرآن الحكيم) يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات ذكر كلمة (القرآن) في القرآن، وعندما قلبنا نفس العدد أصبح مساوياً لعدد سور القرآن في ترتيب سورة (يس) أي قلب القرآن!!!
وأمام هذه الحقيقة الرقمية التي لا يمكن لأحد أن يجحدها ينبغي على كل مؤمن أن ينحني خشوعاً أمام عظمة هذا القرآن، كما ينبغي على كل منكر للقرآن أن يعيد حساباته ويفكّر في هذه الأرقام: هل جاءت على سبيل المصادفة؟ أم أن الله الذي أنزل القرآن هو الذي رتبها وأحكمها لتكون دليلاً مادياً على صدق كلامه وصدق رسالته؟
لذلك نجد أن الآية التي جاءت بعد هذا النص مباشرة هي خطاب للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، تؤكد صدق هذا النبي وأنه مرسل من الله تعالى، وأنه على حق وعلى صراط مستقيم، وأن كل كلمة نطق بها هي تنزيل من الله العزيز برغم إنكار الملحدين لكتابه، والرحيم بهم برغم معصيتهم وشِركهم. واستمع معي إلى هذه الكلمات الرائعة: (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) [يس: 1-5].
ملاحظات
لقد قمنا بعدّ الحروف كما تُكتب في القرآن وليس كما تُلفظ، وهذا منهج ثابت في أبحاث الإعجاز الرقمي.
كذلك نعدّ واو العطف كلمة مستقلة وتأخذ مرتبة مستقلة، لأنها تُكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها، ونحن نعلم من قواعد العربية أن الكلمة اسم وفعل وحرف، والواو هنا مع أنها حرف عطف أو أداة قسَم إلا أنها تعدّ كلمة مثلها مثل أية كلمة أخرى.
أما طريقة صف الأرقام وفق هذا النظام العشري له أساس رياضي فيما يسمى بالسلاسل العشرية، حيث يتضاعف كل حد على سابقة عشر مرات.
تكررت كلمة (القرآن) في القرآن كله 49 مرة، وكلمة (قرآن) 9 مرات، والمجموع 58 مرة، أما كلمة (قرآناً) و(قرآنه) فلم تُحسبا، لأننا كما تعاملنا في النص الكريم مع الحروف المرسومة، كذلك نتعامل في تكرار الكلمات مع الحروف المرسومة، ونحصي كلمة (قرآن) معرَّفة وبدون تعريف، دون أن نحصي ملحقات الكلمة.
إن السور المميزة أو التي تبدأ بحروف مقطعة عددها في القرآن 29 سورة، وتأتي سورة (يس) بين هذه السور حسب ترتيب السور في الرقم 19.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
الجمعة، يناير 30، 2009
حقيقة الكلمات المكررة بنفس العدد في القرآن
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
حقيقة الكلمات المكررة بنفس العدد في القرآن
انتشرت بعض الكلمات التي تكررت بنفس العدد في القرآن الكريم كمعجزة عددية تشهد على صدق القرآن، وتعرضت هذه المعجزة لانتقاد الملحدين مراراً وتكراراً، فما حقيقة هذه الكلمات وهل الأعداد المذكورة صحيحة أم لا وهل هناك معجزة عددية بالفعل؟ هذا سؤال وردنا من أحد الإخوة الأفاضل الذين هداهم الله بسبب الإعجاز العددي.
ولذلك سوف نستعرض الحقائق الواحدة تلو الأخرى ونقوم بتصحيح الأعداد الخاطئة منها.
الدنيا تكررت 115 مرة والآخرة تكررت 115 مرة
هذه حقيقة عددية ثابتة حيث نجد أن كلمة (الدنيا) تكررت في القرآن بنفس عدد مرات ذكر (الآخرة) والتي تكررت 115 مرة. ولكن البعض انتقد هذه الحقيقة بحجة أن في القرآن عدة كلمات لم تأتِ بمعنى الحياة الدنيا مثلاً: (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى) [الأنفال: 42]. حيث جاءت كلمة (الدنيا) هنا بمعنى الأدنى، وليس الحياة الدنيا.
ولكن نحن في الإعجاز العددي نتعامل مع الكلمات بغض النظر عن معناها اللغوي، إلا إذا تم الإشارة لذلك. والمشكلة أن مكتشف هذا الإعجاز لم يراعِ هذه الناحية، فجاء بكلمات تكررت بنفس العدد وفي كل مرة يعتمد منهجاً يختلف عن المرة الثانية، لذلك جاءت النتائج غير مقنعة كما سنرى.
(الحياة) تكررت 145 مرة و(الموت) تكررت 145 مرة
غير صحيح، فالحياة مع مشتقاتها تكررت 163 مرة، والموت مع مشتقاته تكرر 161 مرة. ولكن الباحث انتقى مشتقات محددة للكلمة وأهمل بعض الكلمات، وهذا لا يجوز في الإعجاز العددي.
(الصالحات) تكررت 167 مرة و(السيئات) تكررت 167 مرة
غير صحيح، لأن كلمة (الصالحات) تكررت 62 مرة ومع مشتقاتها 181 مرة، و(السيئات) تكررت 36 مرة ومع مشتقاتها 131 مرة. وهنا يعود الباحث ليحصي مشتقات محددة يختارها بما يناسب حساباته.
(الملائكة) تكررت 88 مرة و(الشيطان) تكررت 88 مرة
حقيقة صحيحة ومذهلة، فقد ذكرت كلمة (الملائكة) 68 مرة، ومع مشتقاتها 88 مرة، وكلمة (الشيطان) ذكرت 68 مرة ومع مشتقاتها 88 مرة، فتأمل هذا التناسق المذهل!! نفس العدد يتكرر في كل مرة، هل يمكن لمصادفة أن تأتي بمثل هذا الإحكام؟
تكررت (جهنم) ومشتقاتها 77 مرة و(الجنة) ومشتقاتها تكررت 77 مرة
غير صحيح، فكلمة جهنم تكررت 77 مرة وليس لهذه الكلمة مشتقات، ولكن كلمة (الجنة) تكررت 66 مرة، ومع مشتقاتها 147 مرة، أما كلمة (النار) مع مشتقاتها فقد تكررت 145 مرة.
(الرحمن) تكررت 57 مرة و(الرحيم) تكرر 114 مرة أي الضعف
غير صحيح، لأن كلمة (الرحمن) تكررت 57 مرة، ولكن كلمة (الرحيم) تكررت 115 مرة.
(الفجار) تكررت 3 مرات و(الأبرار) تكرر 6 مرات أي الضعف
كلمة (الفجار) تكررت 3 مرات، ومع مشتقاتها 6 مرات، بينما كلمة (الأبرار) فقد تكررت 6 مرات ومع مشتقاتها 20 مرة. لذلك لا أدري كيف يمكن أن نتعامل مع هذه الأعداد هنا. فالمؤلف لهذا البحث تارة يعد الكلمة مع مشتقاتها وتارة من دون مشتقاتها حسب ما ينضبط معه الحساب، وهذا الأسلوب الانتقائي غير صحيح وليس من أساليب البحث العلمي.
(النور) ومشتقاتها تكررت 24 مرة و(الظلمة) ومشتقاتها تكررت 24 مرة
غير صحيح، فكلمة (النور) مع مشتقاتها تكررت 49 مرة، بينما (الظلام) مع مشتقاته تكرر 26 مرة.
(العسر) تكررت 12 مرة و(اليسر) تكرر36 مرة أي ثلاثة أضعاف
غير صحيح، فكلمة (العسر) مع مشتقاتها تكررت 12 مرة، بينما كلمة (اليسر) مع مشتقاتها تكررت 39 مرة، والحقيقة لا أدري لماذا يأتي بعض الباحثين بأعداد غير صحيحة، على ما يبدو أن السبب وراء ذلك هو البحث عن بريق الشهرة وليس عن الإعجاز!
(قل) تكررت 332 مرة و(قالوا) تكررت 332 مرة
صحيح، وهذا يدل على أن الإسلام دين الحوار، ولذلك جاءت كلمة (قل) فتكررت 332 مرة وبنفس العدد تكررت كلمة (قالوا) أي 332 مرة.
لفظة (الشهر) بلغ 12 مرة والسنة هي 12 شهراً
صحيح، بشرط أن نحصي كلمة (الشهر، شهراً، شهر) بالمفرد دون أن نحصي كلمات (أشهر، شهرين...)، لنجد أن (الشهر) و(شهراً) تكررت 12 مرة بعدد أشهر السنة.
لفظة (اليوم) بلغ عددها 365 مرة و السنة 365 يوماً
صحيح، بشرط أن نحصي الكلمة في صيغة المفرد فقط، فقد تكررت كلمة (يوم، اليوم، يوماً) 365 مرة في القرآن كله بعدد أيام السنة الشمسية (تقريباً)، ولم يتم هنا إحصاء كلمة (أيام، يومين...).
مشكلة مثل هذه الأبحاث
إن مثل هذه الأبحاث فيها نقطة ضعف أساسية وهي أنه لا يوجد منهج ثابت للباحث، فتارة يعد الكلمة مع مشتقاتها، وتارة من دون مشتقاتها، ثم يعد كلمة أخرى حسب المعنى اللغوي، وفي كلمات يعدها حسب لفظها بغض النظر عن معناها، وتارة يأتي بكلمتين متعاكستين في المعنى اللغوي مثل الدنيا والآخرة، ثم يأتي بكلمتين لا علاقة بينهما، مثل الهدى والرحمة، فهناك كلمات كثيرة مرادفة لها مثل المغفرة والتقوى والإحسان وغير ذلك، فلماذا اختار هاتين الكلمتين بالذات؟؟
لذلك نجد في هذا البحث الكثير من الكلمات مثل (المحبة) و(الطاعة) - (الهدى) و(الرحمة) - (الشدة) و(الصبر) - (السلام) و(الطيبات) - (الجهر) و(العلانية)، بغض النظر عن مدى صحة الأعداد الواردة بشأنها (ومعظمها غير صحيح) فإنني لا أدري لماذا اختار الباحث هذه الكلمات بالذات وما العلاقة بينها، فمثلاً: لماذا اختار المحبة والطاعة وقرن بينهما؟ مع العلم أن (المحبة) ذُكرت 83 مرة مع مشتقاتها، أما (الطاعة) فقد ذكرت 84 مرة، والذي يبحث في مشتقات كل كلمة يجد صعوبة في تحديد ما يختار، وهنا تلعب عملية الانتقاء دوراً، وهو ما نرفضه في الإعجاز العددي، حيث نشترط أن يتبع الباحث منهجاً ثابتاً من أول البحث وحتى آخره.
إعجاز أم لطائف؟
بسبب عدم وضوح مثل هذه الأبحاث فإننا نرى بعض العلماء يفضلون إطلاق مصطلح "لطائف عددية" على مثل هذه التناسقات وأنها لا ترقى لمستوى المعجزة، ولكن رأيي الشخصي أن أي تناسق عددي في القرآن هو معجزة، لأنه أكبر بكثير من طاقة البشر. فمثلاً لو طلبنا من أديب أو شاعر أو كاتب أن يؤلف لنا قصة أو قصيدة بحيث تتكرر كلمة (قل) 332 مرة وكلمة (قالوا) 332 مرة، فإن النتيجة أنه سينصرف كل جهده وتفكيره نحو هاتين الكلمتين، وسيسعى جاهداً لاختراع جمل تحوي هاتين الكلمتين، وسوف تكون القصة أو القصيدة أشبه بالكلمات المتقاطعة لا معنى لها.
وهذا هو سر الإعجاز في القرآن أنك عندما تقرأه تشعر بأنه محكم في آياته، وقوي في أسلوبه ورائع في بلاغته، ولا تشعر بأي تصنع أو ركاكة، هذا بالنسبة لتكرار كلمة واحدة، فكيف إذا طلبنا من هذا المؤلف أن يقوم بإعداد كتاب كامل مع مراعاة تكرار كل كلمة... إنه عمل مستحيل!
إنني أتوقع أن كل كلمة من كلمات القرآن تكررت بنظام عددي محكم، ولو تأملنا الأمثلة المبهرة في الإعجاز العددي، لرأينا تناسقات محيّرة والتي إن دلَّت على شيء فإنما تدل على أنه لا يمكن لبشر أن يأتي بمثل هذا القرآن. فعلى سبيل المثال تكرر ذكره (آدم) في القرآن 25 مرة واسم (عيسى) ذُكر في القرآن 25 مرة، هذا التماثل أشار إليه القرآن في آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59]. وهناك أمثلة كثيرة تؤكد أن القرآن معجز في أعداد كلماته وحروفه وترتيب آياته وسوره.
وخلاصة القول:
يجب على الباحث في الإعجاز العددي أن يتبع منهجاً علمياً ثابتاً في بحثه ليكون مقنعاً للمسلمين قبل غيرهم، والقرآن مليء بالأسرار العددية ولكن لا نستعجل في نشر أي بحث قبل التأكد منه، فليس الهدف البحث ذاته، بل الهدف إقناع غير المسلمين به، وربما يكون هذا هو السبب الحقيقي لضعف أبحاث الإعجاز العددي وعدم تأثيرها على غير المسلمين.
اطلع على معجزات عددية صحيحة:
روائع سورة الكهف
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ
حقيقة رائعة في التوازن العددي
التوازن في المحبَّة
روائع سورة (يس)
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
ولذلك سوف نستعرض الحقائق الواحدة تلو الأخرى ونقوم بتصحيح الأعداد الخاطئة منها.
الدنيا تكررت 115 مرة والآخرة تكررت 115 مرة
هذه حقيقة عددية ثابتة حيث نجد أن كلمة (الدنيا) تكررت في القرآن بنفس عدد مرات ذكر (الآخرة) والتي تكررت 115 مرة. ولكن البعض انتقد هذه الحقيقة بحجة أن في القرآن عدة كلمات لم تأتِ بمعنى الحياة الدنيا مثلاً: (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى) [الأنفال: 42]. حيث جاءت كلمة (الدنيا) هنا بمعنى الأدنى، وليس الحياة الدنيا.
ولكن نحن في الإعجاز العددي نتعامل مع الكلمات بغض النظر عن معناها اللغوي، إلا إذا تم الإشارة لذلك. والمشكلة أن مكتشف هذا الإعجاز لم يراعِ هذه الناحية، فجاء بكلمات تكررت بنفس العدد وفي كل مرة يعتمد منهجاً يختلف عن المرة الثانية، لذلك جاءت النتائج غير مقنعة كما سنرى.
(الحياة) تكررت 145 مرة و(الموت) تكررت 145 مرة
غير صحيح، فالحياة مع مشتقاتها تكررت 163 مرة، والموت مع مشتقاته تكرر 161 مرة. ولكن الباحث انتقى مشتقات محددة للكلمة وأهمل بعض الكلمات، وهذا لا يجوز في الإعجاز العددي.
(الصالحات) تكررت 167 مرة و(السيئات) تكررت 167 مرة
غير صحيح، لأن كلمة (الصالحات) تكررت 62 مرة ومع مشتقاتها 181 مرة، و(السيئات) تكررت 36 مرة ومع مشتقاتها 131 مرة. وهنا يعود الباحث ليحصي مشتقات محددة يختارها بما يناسب حساباته.
(الملائكة) تكررت 88 مرة و(الشيطان) تكررت 88 مرة
حقيقة صحيحة ومذهلة، فقد ذكرت كلمة (الملائكة) 68 مرة، ومع مشتقاتها 88 مرة، وكلمة (الشيطان) ذكرت 68 مرة ومع مشتقاتها 88 مرة، فتأمل هذا التناسق المذهل!! نفس العدد يتكرر في كل مرة، هل يمكن لمصادفة أن تأتي بمثل هذا الإحكام؟
تكررت (جهنم) ومشتقاتها 77 مرة و(الجنة) ومشتقاتها تكررت 77 مرة
غير صحيح، فكلمة جهنم تكررت 77 مرة وليس لهذه الكلمة مشتقات، ولكن كلمة (الجنة) تكررت 66 مرة، ومع مشتقاتها 147 مرة، أما كلمة (النار) مع مشتقاتها فقد تكررت 145 مرة.
(الرحمن) تكررت 57 مرة و(الرحيم) تكرر 114 مرة أي الضعف
غير صحيح، لأن كلمة (الرحمن) تكررت 57 مرة، ولكن كلمة (الرحيم) تكررت 115 مرة.
(الفجار) تكررت 3 مرات و(الأبرار) تكرر 6 مرات أي الضعف
كلمة (الفجار) تكررت 3 مرات، ومع مشتقاتها 6 مرات، بينما كلمة (الأبرار) فقد تكررت 6 مرات ومع مشتقاتها 20 مرة. لذلك لا أدري كيف يمكن أن نتعامل مع هذه الأعداد هنا. فالمؤلف لهذا البحث تارة يعد الكلمة مع مشتقاتها وتارة من دون مشتقاتها حسب ما ينضبط معه الحساب، وهذا الأسلوب الانتقائي غير صحيح وليس من أساليب البحث العلمي.
(النور) ومشتقاتها تكررت 24 مرة و(الظلمة) ومشتقاتها تكررت 24 مرة
غير صحيح، فكلمة (النور) مع مشتقاتها تكررت 49 مرة، بينما (الظلام) مع مشتقاته تكرر 26 مرة.
(العسر) تكررت 12 مرة و(اليسر) تكرر36 مرة أي ثلاثة أضعاف
غير صحيح، فكلمة (العسر) مع مشتقاتها تكررت 12 مرة، بينما كلمة (اليسر) مع مشتقاتها تكررت 39 مرة، والحقيقة لا أدري لماذا يأتي بعض الباحثين بأعداد غير صحيحة، على ما يبدو أن السبب وراء ذلك هو البحث عن بريق الشهرة وليس عن الإعجاز!
(قل) تكررت 332 مرة و(قالوا) تكررت 332 مرة
صحيح، وهذا يدل على أن الإسلام دين الحوار، ولذلك جاءت كلمة (قل) فتكررت 332 مرة وبنفس العدد تكررت كلمة (قالوا) أي 332 مرة.
لفظة (الشهر) بلغ 12 مرة والسنة هي 12 شهراً
صحيح، بشرط أن نحصي كلمة (الشهر، شهراً، شهر) بالمفرد دون أن نحصي كلمات (أشهر، شهرين...)، لنجد أن (الشهر) و(شهراً) تكررت 12 مرة بعدد أشهر السنة.
لفظة (اليوم) بلغ عددها 365 مرة و السنة 365 يوماً
صحيح، بشرط أن نحصي الكلمة في صيغة المفرد فقط، فقد تكررت كلمة (يوم، اليوم، يوماً) 365 مرة في القرآن كله بعدد أيام السنة الشمسية (تقريباً)، ولم يتم هنا إحصاء كلمة (أيام، يومين...).
مشكلة مثل هذه الأبحاث
إن مثل هذه الأبحاث فيها نقطة ضعف أساسية وهي أنه لا يوجد منهج ثابت للباحث، فتارة يعد الكلمة مع مشتقاتها، وتارة من دون مشتقاتها، ثم يعد كلمة أخرى حسب المعنى اللغوي، وفي كلمات يعدها حسب لفظها بغض النظر عن معناها، وتارة يأتي بكلمتين متعاكستين في المعنى اللغوي مثل الدنيا والآخرة، ثم يأتي بكلمتين لا علاقة بينهما، مثل الهدى والرحمة، فهناك كلمات كثيرة مرادفة لها مثل المغفرة والتقوى والإحسان وغير ذلك، فلماذا اختار هاتين الكلمتين بالذات؟؟
لذلك نجد في هذا البحث الكثير من الكلمات مثل (المحبة) و(الطاعة) - (الهدى) و(الرحمة) - (الشدة) و(الصبر) - (السلام) و(الطيبات) - (الجهر) و(العلانية)، بغض النظر عن مدى صحة الأعداد الواردة بشأنها (ومعظمها غير صحيح) فإنني لا أدري لماذا اختار الباحث هذه الكلمات بالذات وما العلاقة بينها، فمثلاً: لماذا اختار المحبة والطاعة وقرن بينهما؟ مع العلم أن (المحبة) ذُكرت 83 مرة مع مشتقاتها، أما (الطاعة) فقد ذكرت 84 مرة، والذي يبحث في مشتقات كل كلمة يجد صعوبة في تحديد ما يختار، وهنا تلعب عملية الانتقاء دوراً، وهو ما نرفضه في الإعجاز العددي، حيث نشترط أن يتبع الباحث منهجاً ثابتاً من أول البحث وحتى آخره.
إعجاز أم لطائف؟
بسبب عدم وضوح مثل هذه الأبحاث فإننا نرى بعض العلماء يفضلون إطلاق مصطلح "لطائف عددية" على مثل هذه التناسقات وأنها لا ترقى لمستوى المعجزة، ولكن رأيي الشخصي أن أي تناسق عددي في القرآن هو معجزة، لأنه أكبر بكثير من طاقة البشر. فمثلاً لو طلبنا من أديب أو شاعر أو كاتب أن يؤلف لنا قصة أو قصيدة بحيث تتكرر كلمة (قل) 332 مرة وكلمة (قالوا) 332 مرة، فإن النتيجة أنه سينصرف كل جهده وتفكيره نحو هاتين الكلمتين، وسيسعى جاهداً لاختراع جمل تحوي هاتين الكلمتين، وسوف تكون القصة أو القصيدة أشبه بالكلمات المتقاطعة لا معنى لها.
وهذا هو سر الإعجاز في القرآن أنك عندما تقرأه تشعر بأنه محكم في آياته، وقوي في أسلوبه ورائع في بلاغته، ولا تشعر بأي تصنع أو ركاكة، هذا بالنسبة لتكرار كلمة واحدة، فكيف إذا طلبنا من هذا المؤلف أن يقوم بإعداد كتاب كامل مع مراعاة تكرار كل كلمة... إنه عمل مستحيل!
إنني أتوقع أن كل كلمة من كلمات القرآن تكررت بنظام عددي محكم، ولو تأملنا الأمثلة المبهرة في الإعجاز العددي، لرأينا تناسقات محيّرة والتي إن دلَّت على شيء فإنما تدل على أنه لا يمكن لبشر أن يأتي بمثل هذا القرآن. فعلى سبيل المثال تكرر ذكره (آدم) في القرآن 25 مرة واسم (عيسى) ذُكر في القرآن 25 مرة، هذا التماثل أشار إليه القرآن في آية عظيمة يقول فيها تبارك وتعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59]. وهناك أمثلة كثيرة تؤكد أن القرآن معجز في أعداد كلماته وحروفه وترتيب آياته وسوره.
وخلاصة القول:
يجب على الباحث في الإعجاز العددي أن يتبع منهجاً علمياً ثابتاً في بحثه ليكون مقنعاً للمسلمين قبل غيرهم، والقرآن مليء بالأسرار العددية ولكن لا نستعجل في نشر أي بحث قبل التأكد منه، فليس الهدف البحث ذاته، بل الهدف إقناع غير المسلمين به، وربما يكون هذا هو السبب الحقيقي لضعف أبحاث الإعجاز العددي وعدم تأثيرها على غير المسلمين.
اطلع على معجزات عددية صحيحة:
روائع سورة الكهف
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ
حقيقة رائعة في التوازن العددي
التوازن في المحبَّة
روائع سورة (يس)
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
بحث رائع: الأسماء الحسنى تشهد على صدق القرآن
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
عندما كنتُ أستمع إلى القرآن من صوت جميل لأحد المقرئين، لفت انتباهي أمر عجيب، وهو تركيز القرآن على أسماء الله الحسنى! يقول تعالى في آية من آيات كتابه الكريم: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]. ويقول أيضاً: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) [الإسراء: 110].
وهذا يدل على أن الدعاء بأسماء الله الحسنى له أسرار كثيرة، فهذه الأسماء لها قوة عظيمة على الشفاء!! ولها قوة أعظم في مواجهة المصاعب والمصائب والرزق والضيق وفي كل أحوال المؤمن إذا دعا بأسماء الله الحسنى فإن الله تعالى قد أودع في كل اسم من أسمائه قوة عجيبة تختص بجانب من جوانب الحياة.
ولكننا سنتدبر في هذا البحث إن شاء الله تعالى جانباً هو التناسق العددي المذهل لهذه الأسماء بما يدل على أهميتها وخصوصيتها وكثرة أسرارها. فإذا أدركنا الأسرار العددية قد ندرك من وراء ذلك بقية الأسرار الكامنة في هذه الأسماء.
البحث عن الترميز العددي الصحيح
قلتُ في كتابي "إشراقات الرقم سبعة" إننا ينبغي أن نبقى حذرين من موضوع التراميز العددية، أي إعطاء كل حرف من حروف اللغة العربية قيمة رقمية، وأن هذا الحساب يجب أن يقوم على أساس علمي وشرعي، وأنه لا يجوز لنا أن نقحم في القرآن ما ليس منه.
ولكنني على يقين بأن نظام الترميز أو التشفير موجود في القرآن، ولكن النتائج التي وصل إليها الباحثون لا زالت غير مقنعة في هذا المجال. ولكن أين الحقيقة؟ إن الترميز الصحيح يجب أن يخرج من القرآن نفسه، وقد بحثتُ طويلاً ولسنوات في محاولات الكشف عن الشيفرة القرآنية التي أودعها الله في حروف كتابه، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل فلم أعثر على شيء.
ثم فكرتُ أن ألجأ على أسماء الله الحسنى فأنا أعتقد أن هذه الأسماء تحمل أيضاً قوة على المساعدة على الاكتشاف، فإذا ما تعثر لديك أي أمر فالجأ إلى هذه الأسماء فستجد التيسير بسرعة كبيرة لم تكن تتوقعها.
إن كثير من الباحثين كما قلنا حاولوا اكتشاف الشيفرة القرآنية ولكن لم يصلوا إلى نتائج مبهرة، والعمل الذي قمتُ به أنني استخرتُ الله تعالى أن يلهمني الترميز الصحيح، وقد تعجب أخي القارئ أن المحاولة الأولى لكشف هذا الترميز قد نجحت!!! أي أنني لم أبذل أي جهد في هذا العلم سوى الاستخارة، ومن هنا ندرك لماذا كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام يعلم قومه الاستخارة في شأنهم كله.
منطلق البحث
لقد انطلقتُ في بحثي هذا من حقيقة وهي أن الله واحد أحد! وأن أي ترميز أو نظام عددي صحيح ينبغي أن يؤكد هذه الحقيقة، ففي حساب الجمَّل مثلاً والذي أنا غير مقتنع به حتى الآن، يعطون لحرف الألف الرقم واحد، ولحرف اللام الرقم ثلاثين ولحرف الهاء الرقم خمسة. إذن في حساب الجمَّل نعبر عن كل حرف برقم، وكلمة (الله) تتألف من أربعة أحرف وهي: ا ل ل هـ ، فإذا وضعنا تحت كل حرف قيمته نجد:
ا ل ل هـ
1 30 30 5
وبالتالي يكون مجموع هذه الأرقام هو:
1 + 30 + 30 + 5 = 66
إذن اسم (الله) في حساب الجمل هو 66 والغريب ماذا يعني هذا الرقم، ببساطة إنه يعني لا شيء! لأن الله واحد والحساب الصحيح يجب أن يعطي عدداً له علاقة بالرقم واحد أو تأكيد للرقم واحد. ولذلك لابد من البحث عن الترميز الصحيح، ويجب أن يعطي هذا الترميز الجديد نتائج محكمة.
ما هو العدد الصحيح؟
إن الله واحد أحد والعدد الذي يعبر عن كلمة (الله) يجب أن يؤكد هذه الحقيقة، فالرقم واحد يعبر عن أن الله واحد، والرقم واحد يعبر عن أن الله أحد، ولذلك فإن الرقم 11 هو عدد فردي وأولي ولا يقبل القسمة إلا على نفسه وعلى الواحد ويتألف من 1 و 1 ، وقد وجدتُ أن هذا العدد هو أفضل عدد يعبر عن وحدانية الله تعالى. وبخاصة أننا نجد عدد حروف (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) هو 11 حرفاً.
ضوابط البحث
قبل المضي في هذا البحث لابد أن يكون لدينا ضوابط محكمة ولا غبار عليها، وهي كما يلي:
1- إبدال كل حرف برقم محدد، وهذا الرقم ناتج عن إحصائيات قرآنية ودراسات طويلة للقرآن.
2- يقتصر هذا البحث على أسماء الله الحسنى، إذ أننا نعتقد أن الله تعالى قد وضع في كتابه أكثر من نظام ترميز، وأسماء الله الحسنى لها نظامها الخاص.
3- ينبغي أن تكون النتائج محكمة ولا مجال للمصادفة فيها، ويمكنني أن أخبرك أخي القارئ أن النتيجة التي ستراها من أكثر النتائج العددية إبهاراً بالنسبة لي، وأكثرها إحكاماً وتعبيراً.
4- يجب أن تكون النتائج مضطردة وتعتمد على منهج ثابت وتعتمد رسم أسماء الله في القرآن كما كُتبت. والمنهج الثابت أننا نعتمد طريقة جمع الأرقام التي تعبر عن كل كلمة.
5- يجب أن ترتبط جميع نتائج البحث بالرقم 11 الذي يعبر عن أن الله واحد أحد، لأن اسم (الله) هو أول اسم لله يُذكر في القرآن من أسماء الله الحسنى، كما ينبغي أن ترتبط أسماء الله الحسنى بالرقم 99 الذي يعبر عن عدد أسماء الله الحسنى.
6- البحث في هذا الجانب جائز بل نحن مأمورون بإحصاء هذه الأسماء الكريمة وتدبرها ومعرفة أسرارها وعجائبها لأن حبيبنا الأعظم صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرنا بذلك فقال: (إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة) [حديث صحيح]. ونستطيع أن نستنتج من قوله عليه الصلاة والسلام (من أحصاها) الترغيب بإحصاء أسماء الله الحسنى وتكرار ذكرها والدعاء بها بل ومحاولة كشف أسرارها الإحصائية وهو ما نفعله الآن.
نظام الترميز في الكون
يستخدم العلماء اليوم نظام الترميز في كثير من العمليات الإلكترونية، فمثلاً الكمبيوتر لا يفقه لغة الكلمات إنما يتعامل مع النبضات الكهربائية، فهنالك احتمالان إما وجود نبضة كهربائية أو عدم وجودها، هاتين الحالتين تتحكمان بعمل جميع الأجهزة الرقمية والإلكترونية. إذن لدينا في نظام ترميز الكمبيوتر رقمان الرقم واحد والرقم صفر، الواحد يعني "نبضة"، الصفر يعني لا شيء. ولولا هذا الترميز لم يتمكن العلماء من اختراع الكمبيوتر.
كذلك بالنسبة لدماغ الإنسان فإنه لا يفقه الأحرف ولا الكلمات بل عندما يدخل الصوت إلى الدماغ عبر الأذن يتحول إلى نبضات كهربائية معقدة، يحللها الدماغ ويفك تشفيرها ويستجيب لها فبهذه الطريقة نفهم الكلمات.
جميع المخلوقات أيضاً مثل النمل والنحل وعالم الحشرات كلها جهزها الله بوسائل لفك التشفير أو الترميز، لتستطيع التعامل مع البيئة الخارجية. فمثلاً تفرز النملة روائح خاصة تحوي شيفرة محددة تستطيع بقية النملات تحليلها وفهمها بنفس الطريقة التي نفهم بها الصوت!!
نظام الترميز في القرآن
بما أن خالق الكون هو منزل القرآن فقد أودع الله في كتابه نظاماً عددياً للحروف بل مجموعة من الأنظمة العددية لا تنتهي، وهذا النظام الذي سنكتشفه اليوم هو جزء من هذه الأنظمة اللانهائية. ويعتمد هذا النظام على إعطاء كل كلمة رقماً محدداً وهو رقم تسلسلي كما يلي:
أ=1 ل=2 ر=3 ح=4 م=5 هـ=6 ن=7 ب=8 ص=9 ط=10 ء(الهمزة)=11 ق=12 و=13 د=14 ع=15 خ=16 ت=17 ي=18 ك=19 ف=20 ذ=21 ث=22 س=23 ش=24 ظ=25 ز=26 غ=27 ض=28 ج=29
هذا هو جدول الترميز العددي لحروف القرآن ونلاحظ أن الألف تأخذ الرقم 1 بينما الهمزة تحسب حرفاً في هذه الحالة وتأخذ الرقم 11، وقد يقول قائل: من أين أتيت بهذه الأعداد وما الفرق بينها وبين ما يقوم به أصحاب حساب الجمل أو غيره من التراميز التي لم تثبت صحتها بعد؟
أقول أيها القارئ الكريم: إن نظام الترميز موجود في القرآن علمه من علمه وجهله من جهله، ولكن الدراسة الرقمية الإحصائية أعطت هذه النتائج، ولدى اختبار هذه الأعداد أعطت نتائج مذهلة جداً. وهذا من باب البحث والإحصاء لأسماء الله الحسنى كما أمرنا النبي الكريم بذلك.
اسم (الله) والرقم 11
نبدأ بأعظم وأجمل اسم في القرآن (الله) سبحانه وتعالى، ونسأل ماذا نجد عندما نبدل حروف هذا الاسم الكريم بقيمة كل حرف من الجدول؟ وهل من نتيجة تؤكد وحدانية الله تعالى؟ لنكتب كلمة (الله) بحروف مفرقة وتحت كل حرف قيمته العددية، أي الألف 1 واللام 2 والهاء 6، كما يلي:
ا ل ل هـ
1 2 2 6
إن العدد الذي يعبر عن اسم (الله) تعالى أي أن مجموع أرقام كل حرف هو:
1 + 2 + 2 +6 = 11
وهذه هي النتيجة المنطقية التي تؤكد صدق هذا الحساب، فالرقم 11 يعبر عن وحدانية الله وأنه واحد أحد كما قلنا، ومن الطبيعي أن الحساب الصحيح يعطي هذه النتيجة الصحيحة.
أول ثلاثة أسماء لله في القرآن
عندما نفتح كتاب الله تعالى على أول آية منه أو أول جملة منه، نجد قوله تعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]. هذه الآية وهي الأولى في القرآن تحوي ثلاثة أسماء الله وهي (اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، وقد رأسنا أن حروف اسم (الله) قد أخذت الرقم 11، فماذا عن الاسمين الباقيين، وهل من علاقة بالرقم 11؟ لنكتب اسم (الرحمن) بحروف مفرقة ونكتب تحت كل حرف رقماً يمثل قيمة هذا الحرف في الجدول السابق:
ا ل ر ح م ن
1 2 3 4 5 7
ويكون مجموع هذه الأرقام من مضاعفات الرقم 11 وهو:
1 + 2 + 3 + 4 + 5 + 7 = 22 = 11 × 2
الآن نأتي إلى اسم (الرحيم) ونقوم بالخطوات ذاتها فنعطي لكل حرف رقماً يساوي قيمته في الترقيم الجديد حسب الجدول السابق:
ا ل ر ح ي م
1 2 3 4 18 5
والمجموع هو من مضاعفات الرقم 11 كما يلي:
1 + 2 + 3 + 4 + 18 + 5 = 33 = 11 × 3
وهنا نلاحظ علاقة متزايدة بشكل يؤكد وجود نظام محكم كما يلي:
الله الرحمن الرحيم
11 22 33
هذه السلسلة تتضاعف بانتظام: 11×1 ، 11×2 ، 11×3
هو الله
هنالك نص عظيم في القرآن يتحدث عن أسماء الله الحسنى وهذا النص معروف بقوته الشفائية لدى المعالجين بالقرآن، وسوف نكتشف القوة الرقمية للأسماء الواردة في هذا النص الكريم بحث نجد تناسقات مذهلة جميعها تتعلق بالرقم 11 ومضاعفاته.
يقول تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَدَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 22-24]. لقد قمنا بكتابة هذا النص كما رُسم في القرآن والآن نتدبر التناسقات العددية في أسماء الله الحسنى الواردة في هذا النص الكريم.
رأينا كيف انضبطت حروف أسماء الله (الله – الرحمن - الرحيم) بصورة مذهلة تقوم على الرقم 11 ومضاعفاته، ونبدأ باسم (السلام) وهذا الاسم كُتب في القرآ، من دون ألف هكذا (السلم) ونكتب القيمة العددية لكل حرف من حروف هذه الكلمة كما يلي:
ا ل س ل م
1 2 23 2 5
مجموع هذه الأعداد هو من مضاعفات الرقم 11:
1 + 2 + 23 + 2 + 5 = 33 = 11 × 3
نأتي الآن إلى اسم (المؤمن) لنرى التناسق ذاته يتكرر بشكل مذهل:
ا ل م ؤ م ن
1 2 5 13 5 7
والمجموع الذي يعبر عن هذا الاسم الكريم هو من مضاعفات الرقم 11 أيضاً:
1 + 2 + 5 + 13 + 5 + 7 + 33 = 11 × 3
إذن لدينا اسمين متتاليين من أسماء الله وهما (السلام - المؤمن) كل منهما أخذ القيمة 33 والعدد 33 من مضاعفات الرقم 11 والرقم 11 هو القيمة العددية لاسم (الله) الذي هو أساس هذه الأسماء، وكذلك فإن الرقم 11 هو أساس هذا الحساب.
نتابع مع بقية الأسماء
نأتي الآن إلى أسماء الله تعالى: (الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) هذه سبعة أسماء لله تعالى، لم أكن أتصور أن تنضبط حروفها بشكل كامل مع الرقم 11 إنه نظام مذهل يدعو لتوحيد الخالق عز وجل!!
ولكي لا نطيل على القارئ الكريم بكثرة الأرقام سوف نضع الاسم ونضع بجواره قيمته الرقمية مباشرة كما فعلنا مع الأسماء السابقة:
الْمُهَيْمِنُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 44 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْعَزِيزُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 88 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْجَبَّارُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 44 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْمُتَكَبِّرُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 55 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْخَلِقُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْبَارِئُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْمُصَوِّر: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
وسبحان الله كيف تنضبط هذه الأسماء بهذا الشكل المبهر لو لم يكن كتاب الله تعالى متناسق في أعداد كلماته وحروفه وترتيب هذه الكلمات وهذه الحروف؟ وأقول لأحبتي الذين لم يقتنعوا بالإعجاز العددي: ماذا يمكن أن نسمي هذه التناسقات العددية، هل هي من قبيل المصادفة العمياء أم لديهم تفسير آخر؟
العدد 99 وأسماء الله الحسنى
لاحظ عزيزي القارئ أن الآية الأخيرة في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) تحوي ثلاثة أسماء متتابعة لله تعالى هي (الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) ثم جاء قوله تعالى (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) والعجيب أن كل اسم من هذه الأسماء الثلاثة تأخذ قيمة متساوية هي 33، ومن هنا ربما ندرك لماذا نسبح الله ثلاثاً وثلاثين ونحمده ثلاثاً وثلاثين ونكبره ثلاثاً وثلاثين! الآن نكتب هذه الأسماء كما كُتبت في القرآن مع القيمة العددية لكل منها:
الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
33 33 33
ومجموع هذه القيم هو:
33 + 33 + 33 + + 99 "وهو عدد أسماء الله الحسنى"
الأعجب من ذلك والنتيجة المفاجئة حقاً أن عبارة (الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) تساوي 99 بالتمام والكمال!!! لنتأكد من ذلك بكتابة حروف هذه العبارة مفرقة وتحت كل حرف قيمته من الجدول:
ا ل أ س م ا ء ا ل ح س ن ى
1 2 1 23 5 1 11 1 2 4 23 7 18
ومجموع هذه الأعداد هو:
1+2+1+23+5+1+11+1+2+4+23+7+18 = 99
إنها نتيجة مذهلة بالفعل أن نجد النبي الكريم يحدثنا عن عدد الأسماء الحسنى وهو 99 اسماً، وعندما نتدبر القرآن ونتعرف على الترميز المحكم فيه نجد أن هذه العبارة (الأسماء الحسنى) تساوي 99، ألا يدل هذا على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء من عنده بل كل من عند الله؟
بقية الأسماء في النص الكريم
يمكنني أن أخبرك أخي القارئ أن أسماء الله عددها 99 اسماً وهنالك خلاف بين العلماء في هذه الأسماء ولكنهم متفقون جميعاً على أن عددها 99، وقد وجدتُ أن أسماء الله لها نظام معقد يرتبط مع الرقم 11 بطريقة أو بأخرى، فمثلاً اسم (الحكيم) عندما نبدل كل حرف من حروفه برقم حسب الجدول نجده يأخذ القيمة العددية 49 وهذا العدد يساوي 7×7 ولا أدري ما هي الحكمة من ذلك، ولكن على ما يبدو التناسق لا يقتصر على الرقم 11 بل إن أسماء الله الحسنى فيها تناسق مع الرقم سبعة أيضاً، فتأمل هذا التناسق!
أما اسم (الملك) فنجد أن القيمة العددية لهم هي 29 ومجموع أرقام هذا العدد هو 9 + 2 ويساوي 11 أي أن الرقم 11 يظهر من جديد، لا أدري لماذا تأتي هذه الأعداد بهذا الشكل ولكن العدد 1 دائماً يظهر في هذا الحساب. واسم (القدوس) يأخذ القيمة العددية 65 ومجموع أرقام هذا العدد أي 5+6 يساوي 11 أيضاً.
واسم (الظاهر) يأخذ القيمة 38 ومجموع هذه الأرقام هو 8+3 يساوي 11، واسم (الباطن) وهو من أسماء الله تعالى يأخذ القيمة 47 ومجموع الرقمين 7 و 4 هو 11 أيضاً. واسم (الشهيد) يأخذ الرقم 65 ومجموعه هو 6 + 5 يساوي 11.
وهنالك أسماء تحتاج إلى عمليات رياضية معقدة إذ أن تأثير هذه الأسماء ليس متساوياً ومعناها ليس متساوياً ولذلك فإن النظام العددي لها سيكون متعدداً ومناسباً لمعنى كل اسم، والله تعالى أعلم.
هل جاءت هذه التناسقات بالصدفة؟
قد يقول قائل إن هذه التناسقات العددية مع الرقم 11 جاءت بالصدفة وأنه يمكن أن نجد مثيلاً لها في أي كتاب آخر! ولذلك لابد أن نوضح هذا الأمر ونجيب عن مثل هذا الادعاء بلغة الأرقام.
في النص السابق في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَدَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 22-24].
في هذا النص الكريم لدينا 15 اسماً من أسماء الله تعالى (عدا المكرر)، وهي: (اللَّهُ – الرَّحْمَنُ – الرَّحِيمُ – الْمَلِكُ – الْقُدُّوسُ – السَّلَمُ – الْمُؤْمِنُ – الْمُهَيْمِنُ – الْعَزِيزُ – الْجَبَّارُ – الْمُتَكَبِّرُ - الْخَلِقُ -الْبَارِئُ – الْمُصَوِّرُ - الْحَكِيمُ) وهي أسماء جاءت متتابعة ولم نقم بانتقائها لأنها تمثل أسماء الله الحسنى.
ولذلك فلو فرضنا جدلاً أن هذه الأسماء تم اختيارها عشوائياً وتم كذلك اختبار ترقيم عشوائي لحروفها، فإذا قمنا بإبدال كل حرف من حروف هذه الأسماء برقم فإننا سنجد أنفسنا أمام الحقائق الرياضية التالية:
حتى يكون لهذه الكلمات علاقة بالرقم 11 ومضاعفاته فإن احتمال المصادفة رياضياً هو واحد مقسوم على 11 خمس عشرة مرة، أي 1/ 11×11×11×11×11×11 ...... وهكذا 15 مرة. إن هذا الاحتمال يقدر بـ 1/ 4177248169415651 أي أقل من واحد على أربعة آلاف تريليون، وهو عدد ضئيل جداً لحدود لا يتصورها عقل! لذلك لا يمكن أن نجد في أي نص بشري مهماً كان محكماً 15 اسماً من أسماء مؤلف هذا النص تأتي جميعها متناسقة مع الرقم 11 هذه لا يمكن أن تكون مصادفة أبداً!
ردّ على الملحدين
يحاول هؤلاء الملحدين أن يشككوا المسلمين بكتاب ربهم فيدّعون أن الله في عند المسلمين له أشكال متعددة لذلك فهم مشركون!!! ويحتجون على قولهم هذا بأن القرآن يعطي أسماء كثيرة لله، وما هذه الأسماء إلا أشكال متعددة للآلهة! وينشرون هذه الأباطيل في مواقعهم على الإنترنت حديثاً! ولذلك فإن الله تعالى علم بقول هؤلاء وحدثنا عنهم في القرآن فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]. فهذا تحذير من الله تعالى أن نذر أولئك المشككين ولكن كيف نذرهم؟ نذرهم من خلال إثبات أن أسماء الله الحسنى هي أسماء لإله واحد أحد لا شريك له، ولذلك فقد أودع الله في كتابه براهين رقمية مادية يمكننا من خلالها القيام بذلك.
فعندما نخرج من كتاب الله هذا النظام المذهل لأسماء الله تعالى وقد اخترنا نصاً هو النص الوحيد في القرآن الذي يتحدث عن أسماء الله الحسنى وأثبتنا وجود نظام يقوم على الرقم 11 لماذا هذا الرقم المؤلف من 1 و 1 وهو عدد لا ينقسم إلا على 1 ؟ ليكون أبلغ في التأكيد على أن الله واحد!!
خاتمة (آفاق هذا البحث)
أقدم هذا البحث لإخوتي الباحثين والقراء ليتأملوا هذا النظام، وأعلمهم أن هذا البحث هو نقطة البداية فقط، فهم يستطيعون تطويره وإغناءه، بل وربما تغيير أرقام بعض الحروف فيه لتنضبط الحسابات أكثر، فنحن لا ندعي الكمال بل ندعي النقص في أعمالنا كلها لأن الكمال لله ولكتابه، ولذلك أدعو كل من له اهتمام بالإعجاز العددي أن يحاول تطبيق واختبار هذا النظام الجديد على آيات من القرآن لها علاقة بأسماء الله الحسنى، وقد تنكشف أسرار كثيرة، والله تعالى أعلم.
ومن آفاق هذا البحث أنه يعتبر خطوة على طريق اكتشاف الشيفرة القرآنية الصحيحة، وقد تبيّن لي بنتيجة الدراسة أن القرآن يحول الكثير من الشيفرات، والتي رأيناها في هذا البحث هي واحدة منها. فقد يكون مثلاً للقصة القرآنية شيفرة خاصة بها، ولآيات الأحكام شيفرة أخرى، وللآيات الكونية هنالك شيفرة خاصة.... وهكذا. بواسطة لغة الأرقام هذه يمكننا بسهولة مخاطبة الغرب الذي يدعي أنه أول من اكتشف نظام الترميز الرقمي، فعندما نظهر لهم الترميز القرآني المعقد والمحكم فإن ذلك سيكون وسيلة لإظهار عظمة القرآن وأنه كتاب علم يستحق التدبر.
ولا أجد إلا أن أحمد الله كما علمنا بقوله: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].
وهذا يدل على أن الدعاء بأسماء الله الحسنى له أسرار كثيرة، فهذه الأسماء لها قوة عظيمة على الشفاء!! ولها قوة أعظم في مواجهة المصاعب والمصائب والرزق والضيق وفي كل أحوال المؤمن إذا دعا بأسماء الله الحسنى فإن الله تعالى قد أودع في كل اسم من أسمائه قوة عجيبة تختص بجانب من جوانب الحياة.
ولكننا سنتدبر في هذا البحث إن شاء الله تعالى جانباً هو التناسق العددي المذهل لهذه الأسماء بما يدل على أهميتها وخصوصيتها وكثرة أسرارها. فإذا أدركنا الأسرار العددية قد ندرك من وراء ذلك بقية الأسرار الكامنة في هذه الأسماء.
البحث عن الترميز العددي الصحيح
قلتُ في كتابي "إشراقات الرقم سبعة" إننا ينبغي أن نبقى حذرين من موضوع التراميز العددية، أي إعطاء كل حرف من حروف اللغة العربية قيمة رقمية، وأن هذا الحساب يجب أن يقوم على أساس علمي وشرعي، وأنه لا يجوز لنا أن نقحم في القرآن ما ليس منه.
ولكنني على يقين بأن نظام الترميز أو التشفير موجود في القرآن، ولكن النتائج التي وصل إليها الباحثون لا زالت غير مقنعة في هذا المجال. ولكن أين الحقيقة؟ إن الترميز الصحيح يجب أن يخرج من القرآن نفسه، وقد بحثتُ طويلاً ولسنوات في محاولات الكشف عن الشيفرة القرآنية التي أودعها الله في حروف كتابه، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل فلم أعثر على شيء.
ثم فكرتُ أن ألجأ على أسماء الله الحسنى فأنا أعتقد أن هذه الأسماء تحمل أيضاً قوة على المساعدة على الاكتشاف، فإذا ما تعثر لديك أي أمر فالجأ إلى هذه الأسماء فستجد التيسير بسرعة كبيرة لم تكن تتوقعها.
إن كثير من الباحثين كما قلنا حاولوا اكتشاف الشيفرة القرآنية ولكن لم يصلوا إلى نتائج مبهرة، والعمل الذي قمتُ به أنني استخرتُ الله تعالى أن يلهمني الترميز الصحيح، وقد تعجب أخي القارئ أن المحاولة الأولى لكشف هذا الترميز قد نجحت!!! أي أنني لم أبذل أي جهد في هذا العلم سوى الاستخارة، ومن هنا ندرك لماذا كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام يعلم قومه الاستخارة في شأنهم كله.
منطلق البحث
لقد انطلقتُ في بحثي هذا من حقيقة وهي أن الله واحد أحد! وأن أي ترميز أو نظام عددي صحيح ينبغي أن يؤكد هذه الحقيقة، ففي حساب الجمَّل مثلاً والذي أنا غير مقتنع به حتى الآن، يعطون لحرف الألف الرقم واحد، ولحرف اللام الرقم ثلاثين ولحرف الهاء الرقم خمسة. إذن في حساب الجمَّل نعبر عن كل حرف برقم، وكلمة (الله) تتألف من أربعة أحرف وهي: ا ل ل هـ ، فإذا وضعنا تحت كل حرف قيمته نجد:
ا ل ل هـ
1 30 30 5
وبالتالي يكون مجموع هذه الأرقام هو:
1 + 30 + 30 + 5 = 66
إذن اسم (الله) في حساب الجمل هو 66 والغريب ماذا يعني هذا الرقم، ببساطة إنه يعني لا شيء! لأن الله واحد والحساب الصحيح يجب أن يعطي عدداً له علاقة بالرقم واحد أو تأكيد للرقم واحد. ولذلك لابد من البحث عن الترميز الصحيح، ويجب أن يعطي هذا الترميز الجديد نتائج محكمة.
ما هو العدد الصحيح؟
إن الله واحد أحد والعدد الذي يعبر عن كلمة (الله) يجب أن يؤكد هذه الحقيقة، فالرقم واحد يعبر عن أن الله واحد، والرقم واحد يعبر عن أن الله أحد، ولذلك فإن الرقم 11 هو عدد فردي وأولي ولا يقبل القسمة إلا على نفسه وعلى الواحد ويتألف من 1 و 1 ، وقد وجدتُ أن هذا العدد هو أفضل عدد يعبر عن وحدانية الله تعالى. وبخاصة أننا نجد عدد حروف (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) هو 11 حرفاً.
ضوابط البحث
قبل المضي في هذا البحث لابد أن يكون لدينا ضوابط محكمة ولا غبار عليها، وهي كما يلي:
1- إبدال كل حرف برقم محدد، وهذا الرقم ناتج عن إحصائيات قرآنية ودراسات طويلة للقرآن.
2- يقتصر هذا البحث على أسماء الله الحسنى، إذ أننا نعتقد أن الله تعالى قد وضع في كتابه أكثر من نظام ترميز، وأسماء الله الحسنى لها نظامها الخاص.
3- ينبغي أن تكون النتائج محكمة ولا مجال للمصادفة فيها، ويمكنني أن أخبرك أخي القارئ أن النتيجة التي ستراها من أكثر النتائج العددية إبهاراً بالنسبة لي، وأكثرها إحكاماً وتعبيراً.
4- يجب أن تكون النتائج مضطردة وتعتمد على منهج ثابت وتعتمد رسم أسماء الله في القرآن كما كُتبت. والمنهج الثابت أننا نعتمد طريقة جمع الأرقام التي تعبر عن كل كلمة.
5- يجب أن ترتبط جميع نتائج البحث بالرقم 11 الذي يعبر عن أن الله واحد أحد، لأن اسم (الله) هو أول اسم لله يُذكر في القرآن من أسماء الله الحسنى، كما ينبغي أن ترتبط أسماء الله الحسنى بالرقم 99 الذي يعبر عن عدد أسماء الله الحسنى.
6- البحث في هذا الجانب جائز بل نحن مأمورون بإحصاء هذه الأسماء الكريمة وتدبرها ومعرفة أسرارها وعجائبها لأن حبيبنا الأعظم صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرنا بذلك فقال: (إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة) [حديث صحيح]. ونستطيع أن نستنتج من قوله عليه الصلاة والسلام (من أحصاها) الترغيب بإحصاء أسماء الله الحسنى وتكرار ذكرها والدعاء بها بل ومحاولة كشف أسرارها الإحصائية وهو ما نفعله الآن.
نظام الترميز في الكون
يستخدم العلماء اليوم نظام الترميز في كثير من العمليات الإلكترونية، فمثلاً الكمبيوتر لا يفقه لغة الكلمات إنما يتعامل مع النبضات الكهربائية، فهنالك احتمالان إما وجود نبضة كهربائية أو عدم وجودها، هاتين الحالتين تتحكمان بعمل جميع الأجهزة الرقمية والإلكترونية. إذن لدينا في نظام ترميز الكمبيوتر رقمان الرقم واحد والرقم صفر، الواحد يعني "نبضة"، الصفر يعني لا شيء. ولولا هذا الترميز لم يتمكن العلماء من اختراع الكمبيوتر.
كذلك بالنسبة لدماغ الإنسان فإنه لا يفقه الأحرف ولا الكلمات بل عندما يدخل الصوت إلى الدماغ عبر الأذن يتحول إلى نبضات كهربائية معقدة، يحللها الدماغ ويفك تشفيرها ويستجيب لها فبهذه الطريقة نفهم الكلمات.
جميع المخلوقات أيضاً مثل النمل والنحل وعالم الحشرات كلها جهزها الله بوسائل لفك التشفير أو الترميز، لتستطيع التعامل مع البيئة الخارجية. فمثلاً تفرز النملة روائح خاصة تحوي شيفرة محددة تستطيع بقية النملات تحليلها وفهمها بنفس الطريقة التي نفهم بها الصوت!!
نظام الترميز في القرآن
بما أن خالق الكون هو منزل القرآن فقد أودع الله في كتابه نظاماً عددياً للحروف بل مجموعة من الأنظمة العددية لا تنتهي، وهذا النظام الذي سنكتشفه اليوم هو جزء من هذه الأنظمة اللانهائية. ويعتمد هذا النظام على إعطاء كل كلمة رقماً محدداً وهو رقم تسلسلي كما يلي:
أ=1 ل=2 ر=3 ح=4 م=5 هـ=6 ن=7 ب=8 ص=9 ط=10 ء(الهمزة)=11 ق=12 و=13 د=14 ع=15 خ=16 ت=17 ي=18 ك=19 ف=20 ذ=21 ث=22 س=23 ش=24 ظ=25 ز=26 غ=27 ض=28 ج=29
هذا هو جدول الترميز العددي لحروف القرآن ونلاحظ أن الألف تأخذ الرقم 1 بينما الهمزة تحسب حرفاً في هذه الحالة وتأخذ الرقم 11، وقد يقول قائل: من أين أتيت بهذه الأعداد وما الفرق بينها وبين ما يقوم به أصحاب حساب الجمل أو غيره من التراميز التي لم تثبت صحتها بعد؟
أقول أيها القارئ الكريم: إن نظام الترميز موجود في القرآن علمه من علمه وجهله من جهله، ولكن الدراسة الرقمية الإحصائية أعطت هذه النتائج، ولدى اختبار هذه الأعداد أعطت نتائج مذهلة جداً. وهذا من باب البحث والإحصاء لأسماء الله الحسنى كما أمرنا النبي الكريم بذلك.
اسم (الله) والرقم 11
نبدأ بأعظم وأجمل اسم في القرآن (الله) سبحانه وتعالى، ونسأل ماذا نجد عندما نبدل حروف هذا الاسم الكريم بقيمة كل حرف من الجدول؟ وهل من نتيجة تؤكد وحدانية الله تعالى؟ لنكتب كلمة (الله) بحروف مفرقة وتحت كل حرف قيمته العددية، أي الألف 1 واللام 2 والهاء 6، كما يلي:
ا ل ل هـ
1 2 2 6
إن العدد الذي يعبر عن اسم (الله) تعالى أي أن مجموع أرقام كل حرف هو:
1 + 2 + 2 +6 = 11
وهذه هي النتيجة المنطقية التي تؤكد صدق هذا الحساب، فالرقم 11 يعبر عن وحدانية الله وأنه واحد أحد كما قلنا، ومن الطبيعي أن الحساب الصحيح يعطي هذه النتيجة الصحيحة.
أول ثلاثة أسماء لله في القرآن
عندما نفتح كتاب الله تعالى على أول آية منه أو أول جملة منه، نجد قوله تعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]. هذه الآية وهي الأولى في القرآن تحوي ثلاثة أسماء الله وهي (اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، وقد رأسنا أن حروف اسم (الله) قد أخذت الرقم 11، فماذا عن الاسمين الباقيين، وهل من علاقة بالرقم 11؟ لنكتب اسم (الرحمن) بحروف مفرقة ونكتب تحت كل حرف رقماً يمثل قيمة هذا الحرف في الجدول السابق:
ا ل ر ح م ن
1 2 3 4 5 7
ويكون مجموع هذه الأرقام من مضاعفات الرقم 11 وهو:
1 + 2 + 3 + 4 + 5 + 7 = 22 = 11 × 2
الآن نأتي إلى اسم (الرحيم) ونقوم بالخطوات ذاتها فنعطي لكل حرف رقماً يساوي قيمته في الترقيم الجديد حسب الجدول السابق:
ا ل ر ح ي م
1 2 3 4 18 5
والمجموع هو من مضاعفات الرقم 11 كما يلي:
1 + 2 + 3 + 4 + 18 + 5 = 33 = 11 × 3
وهنا نلاحظ علاقة متزايدة بشكل يؤكد وجود نظام محكم كما يلي:
الله الرحمن الرحيم
11 22 33
هذه السلسلة تتضاعف بانتظام: 11×1 ، 11×2 ، 11×3
هو الله
هنالك نص عظيم في القرآن يتحدث عن أسماء الله الحسنى وهذا النص معروف بقوته الشفائية لدى المعالجين بالقرآن، وسوف نكتشف القوة الرقمية للأسماء الواردة في هذا النص الكريم بحث نجد تناسقات مذهلة جميعها تتعلق بالرقم 11 ومضاعفاته.
يقول تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَدَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 22-24]. لقد قمنا بكتابة هذا النص كما رُسم في القرآن والآن نتدبر التناسقات العددية في أسماء الله الحسنى الواردة في هذا النص الكريم.
رأينا كيف انضبطت حروف أسماء الله (الله – الرحمن - الرحيم) بصورة مذهلة تقوم على الرقم 11 ومضاعفاته، ونبدأ باسم (السلام) وهذا الاسم كُتب في القرآ، من دون ألف هكذا (السلم) ونكتب القيمة العددية لكل حرف من حروف هذه الكلمة كما يلي:
ا ل س ل م
1 2 23 2 5
مجموع هذه الأعداد هو من مضاعفات الرقم 11:
1 + 2 + 23 + 2 + 5 = 33 = 11 × 3
نأتي الآن إلى اسم (المؤمن) لنرى التناسق ذاته يتكرر بشكل مذهل:
ا ل م ؤ م ن
1 2 5 13 5 7
والمجموع الذي يعبر عن هذا الاسم الكريم هو من مضاعفات الرقم 11 أيضاً:
1 + 2 + 5 + 13 + 5 + 7 + 33 = 11 × 3
إذن لدينا اسمين متتاليين من أسماء الله وهما (السلام - المؤمن) كل منهما أخذ القيمة 33 والعدد 33 من مضاعفات الرقم 11 والرقم 11 هو القيمة العددية لاسم (الله) الذي هو أساس هذه الأسماء، وكذلك فإن الرقم 11 هو أساس هذا الحساب.
نتابع مع بقية الأسماء
نأتي الآن إلى أسماء الله تعالى: (الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) هذه سبعة أسماء لله تعالى، لم أكن أتصور أن تنضبط حروفها بشكل كامل مع الرقم 11 إنه نظام مذهل يدعو لتوحيد الخالق عز وجل!!
ولكي لا نطيل على القارئ الكريم بكثرة الأرقام سوف نضع الاسم ونضع بجواره قيمته الرقمية مباشرة كما فعلنا مع الأسماء السابقة:
الْمُهَيْمِنُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 44 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْعَزِيزُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 88 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْجَبَّارُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 44 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْمُتَكَبِّرُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 55 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْخَلِقُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْبَارِئُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْمُصَوِّر: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
وسبحان الله كيف تنضبط هذه الأسماء بهذا الشكل المبهر لو لم يكن كتاب الله تعالى متناسق في أعداد كلماته وحروفه وترتيب هذه الكلمات وهذه الحروف؟ وأقول لأحبتي الذين لم يقتنعوا بالإعجاز العددي: ماذا يمكن أن نسمي هذه التناسقات العددية، هل هي من قبيل المصادفة العمياء أم لديهم تفسير آخر؟
العدد 99 وأسماء الله الحسنى
لاحظ عزيزي القارئ أن الآية الأخيرة في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) تحوي ثلاثة أسماء متتابعة لله تعالى هي (الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) ثم جاء قوله تعالى (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) والعجيب أن كل اسم من هذه الأسماء الثلاثة تأخذ قيمة متساوية هي 33، ومن هنا ربما ندرك لماذا نسبح الله ثلاثاً وثلاثين ونحمده ثلاثاً وثلاثين ونكبره ثلاثاً وثلاثين! الآن نكتب هذه الأسماء كما كُتبت في القرآن مع القيمة العددية لكل منها:
الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
33 33 33
ومجموع هذه القيم هو:
33 + 33 + 33 + + 99 "وهو عدد أسماء الله الحسنى"
الأعجب من ذلك والنتيجة المفاجئة حقاً أن عبارة (الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) تساوي 99 بالتمام والكمال!!! لنتأكد من ذلك بكتابة حروف هذه العبارة مفرقة وتحت كل حرف قيمته من الجدول:
ا ل أ س م ا ء ا ل ح س ن ى
1 2 1 23 5 1 11 1 2 4 23 7 18
ومجموع هذه الأعداد هو:
1+2+1+23+5+1+11+1+2+4+23+7+18 = 99
إنها نتيجة مذهلة بالفعل أن نجد النبي الكريم يحدثنا عن عدد الأسماء الحسنى وهو 99 اسماً، وعندما نتدبر القرآن ونتعرف على الترميز المحكم فيه نجد أن هذه العبارة (الأسماء الحسنى) تساوي 99، ألا يدل هذا على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء من عنده بل كل من عند الله؟
بقية الأسماء في النص الكريم
يمكنني أن أخبرك أخي القارئ أن أسماء الله عددها 99 اسماً وهنالك خلاف بين العلماء في هذه الأسماء ولكنهم متفقون جميعاً على أن عددها 99، وقد وجدتُ أن أسماء الله لها نظام معقد يرتبط مع الرقم 11 بطريقة أو بأخرى، فمثلاً اسم (الحكيم) عندما نبدل كل حرف من حروفه برقم حسب الجدول نجده يأخذ القيمة العددية 49 وهذا العدد يساوي 7×7 ولا أدري ما هي الحكمة من ذلك، ولكن على ما يبدو التناسق لا يقتصر على الرقم 11 بل إن أسماء الله الحسنى فيها تناسق مع الرقم سبعة أيضاً، فتأمل هذا التناسق!
أما اسم (الملك) فنجد أن القيمة العددية لهم هي 29 ومجموع أرقام هذا العدد هو 9 + 2 ويساوي 11 أي أن الرقم 11 يظهر من جديد، لا أدري لماذا تأتي هذه الأعداد بهذا الشكل ولكن العدد 1 دائماً يظهر في هذا الحساب. واسم (القدوس) يأخذ القيمة العددية 65 ومجموع أرقام هذا العدد أي 5+6 يساوي 11 أيضاً.
واسم (الظاهر) يأخذ القيمة 38 ومجموع هذه الأرقام هو 8+3 يساوي 11، واسم (الباطن) وهو من أسماء الله تعالى يأخذ القيمة 47 ومجموع الرقمين 7 و 4 هو 11 أيضاً. واسم (الشهيد) يأخذ الرقم 65 ومجموعه هو 6 + 5 يساوي 11.
وهنالك أسماء تحتاج إلى عمليات رياضية معقدة إذ أن تأثير هذه الأسماء ليس متساوياً ومعناها ليس متساوياً ولذلك فإن النظام العددي لها سيكون متعدداً ومناسباً لمعنى كل اسم، والله تعالى أعلم.
هل جاءت هذه التناسقات بالصدفة؟
قد يقول قائل إن هذه التناسقات العددية مع الرقم 11 جاءت بالصدفة وأنه يمكن أن نجد مثيلاً لها في أي كتاب آخر! ولذلك لابد أن نوضح هذا الأمر ونجيب عن مثل هذا الادعاء بلغة الأرقام.
في النص السابق في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَدَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 22-24].
في هذا النص الكريم لدينا 15 اسماً من أسماء الله تعالى (عدا المكرر)، وهي: (اللَّهُ – الرَّحْمَنُ – الرَّحِيمُ – الْمَلِكُ – الْقُدُّوسُ – السَّلَمُ – الْمُؤْمِنُ – الْمُهَيْمِنُ – الْعَزِيزُ – الْجَبَّارُ – الْمُتَكَبِّرُ - الْخَلِقُ -الْبَارِئُ – الْمُصَوِّرُ - الْحَكِيمُ) وهي أسماء جاءت متتابعة ولم نقم بانتقائها لأنها تمثل أسماء الله الحسنى.
ولذلك فلو فرضنا جدلاً أن هذه الأسماء تم اختيارها عشوائياً وتم كذلك اختبار ترقيم عشوائي لحروفها، فإذا قمنا بإبدال كل حرف من حروف هذه الأسماء برقم فإننا سنجد أنفسنا أمام الحقائق الرياضية التالية:
حتى يكون لهذه الكلمات علاقة بالرقم 11 ومضاعفاته فإن احتمال المصادفة رياضياً هو واحد مقسوم على 11 خمس عشرة مرة، أي 1/ 11×11×11×11×11×11 ...... وهكذا 15 مرة. إن هذا الاحتمال يقدر بـ 1/ 4177248169415651 أي أقل من واحد على أربعة آلاف تريليون، وهو عدد ضئيل جداً لحدود لا يتصورها عقل! لذلك لا يمكن أن نجد في أي نص بشري مهماً كان محكماً 15 اسماً من أسماء مؤلف هذا النص تأتي جميعها متناسقة مع الرقم 11 هذه لا يمكن أن تكون مصادفة أبداً!
ردّ على الملحدين
يحاول هؤلاء الملحدين أن يشككوا المسلمين بكتاب ربهم فيدّعون أن الله في عند المسلمين له أشكال متعددة لذلك فهم مشركون!!! ويحتجون على قولهم هذا بأن القرآن يعطي أسماء كثيرة لله، وما هذه الأسماء إلا أشكال متعددة للآلهة! وينشرون هذه الأباطيل في مواقعهم على الإنترنت حديثاً! ولذلك فإن الله تعالى علم بقول هؤلاء وحدثنا عنهم في القرآن فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]. فهذا تحذير من الله تعالى أن نذر أولئك المشككين ولكن كيف نذرهم؟ نذرهم من خلال إثبات أن أسماء الله الحسنى هي أسماء لإله واحد أحد لا شريك له، ولذلك فقد أودع الله في كتابه براهين رقمية مادية يمكننا من خلالها القيام بذلك.
فعندما نخرج من كتاب الله هذا النظام المذهل لأسماء الله تعالى وقد اخترنا نصاً هو النص الوحيد في القرآن الذي يتحدث عن أسماء الله الحسنى وأثبتنا وجود نظام يقوم على الرقم 11 لماذا هذا الرقم المؤلف من 1 و 1 وهو عدد لا ينقسم إلا على 1 ؟ ليكون أبلغ في التأكيد على أن الله واحد!!
خاتمة (آفاق هذا البحث)
أقدم هذا البحث لإخوتي الباحثين والقراء ليتأملوا هذا النظام، وأعلمهم أن هذا البحث هو نقطة البداية فقط، فهم يستطيعون تطويره وإغناءه، بل وربما تغيير أرقام بعض الحروف فيه لتنضبط الحسابات أكثر، فنحن لا ندعي الكمال بل ندعي النقص في أعمالنا كلها لأن الكمال لله ولكتابه، ولذلك أدعو كل من له اهتمام بالإعجاز العددي أن يحاول تطبيق واختبار هذا النظام الجديد على آيات من القرآن لها علاقة بأسماء الله الحسنى، وقد تنكشف أسرار كثيرة، والله تعالى أعلم.
ومن آفاق هذا البحث أنه يعتبر خطوة على طريق اكتشاف الشيفرة القرآنية الصحيحة، وقد تبيّن لي بنتيجة الدراسة أن القرآن يحول الكثير من الشيفرات، والتي رأيناها في هذا البحث هي واحدة منها. فقد يكون مثلاً للقصة القرآنية شيفرة خاصة بها، ولآيات الأحكام شيفرة أخرى، وللآيات الكونية هنالك شيفرة خاصة.... وهكذا. بواسطة لغة الأرقام هذه يمكننا بسهولة مخاطبة الغرب الذي يدعي أنه أول من اكتشف نظام الترميز الرقمي، فعندما نظهر لهم الترميز القرآني المعقد والمحكم فإن ذلك سيكون وسيلة لإظهار عظمة القرآن وأنه كتاب علم يستحق التدبر.
ولا أجد إلا أن أحمد الله كما علمنا بقوله: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].
بحــث رائـــع: الأسماء الحسنى تشهد على صدق القرآن
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
عظيــــم يـــا قـــــــــــرآن
عندما كنتُ أستمع إلى القرآن من صوت جميل لأحد المقرئين، لفت انتباهي أمر عجيب، وهو تركيز القرآن على أسماء الله الحسنى! يقول تعالى في آية من آيات كتابه الكريم: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]. ويقول أيضاً: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) [الإسراء: 110].
وهذا يدل على أن الدعاء بأسماء الله الحسنى له أسرار كثيرة، فهذه الأسماء لها قوة عظيمة على الشفاء!! ولها قوة أعظم في مواجهة المصاعب والمصائب والرزق والضيق وفي كل أحوال المؤمن إذا دعا بأسماء الله الحسنى فإن الله تعالى قد أودع في كل اسم من أسمائه قوة عجيبة تختص بجانب من جوانب الحياة.
ولكننا سنتدبر في هذا البحث إن شاء الله تعالى جانباً هو التناسق العددي المذهل لهذه الأسماء بما يدل على أهميتها وخصوصيتها وكثرة أسرارها. فإذا أدركنا الأسرار العددية قد ندرك من وراء ذلك بقية الأسرار الكامنة في هذه الأسماء.
البحث عن الترميز العددي الصحيح
قلتُ في كتابي "إشراقات الرقم سبعة" إننا ينبغي أن نبقى حذرين من موضوع التراميز العددية، أي إعطاء كل حرف من حروف اللغة العربية قيمة رقمية، وأن هذا الحساب يجب أن يقوم على أساس علمي وشرعي، وأنه لا يجوز لنا أن نقحم في القرآن ما ليس منه.
ولكنني على يقين بأن نظام الترميز أو التشفير موجود في القرآن، ولكن النتائج التي وصل إليها الباحثون لا زالت غير مقنعة في هذا المجال. ولكن أين الحقيقة؟ إن الترميز الصحيح يجب أن يخرج من القرآن نفسه، وقد بحثتُ طويلاً ولسنوات في محاولات الكشف عن الشيفرة القرآنية التي أودعها الله في حروف كتابه، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل فلم أعثر على شيء.
ثم فكرتُ أن ألجأ على أسماء الله الحسنى فأنا أعتقد أن هذه الأسماء تحمل أيضاً قوة على المساعدة على الاكتشاف، فإذا ما تعثر لديك أي أمر فالجأ إلى هذه الأسماء فستجد التيسير بسرعة كبيرة لم تكن تتوقعها.
إن كثير من الباحثين كما قلنا حاولوا اكتشاف الشيفرة القرآنية ولكن لم يصلوا إلى نتائج مبهرة، والعمل الذي قمتُ به أنني استخرتُ الله تعالى أن يلهمني الترميز الصحيح، وقد تعجب أخي القارئ أن المحاولة الأولى لكشف هذا الترميز قد نجحت!!! أي أنني لم أبذل أي جهد في هذا العلم سوى الاستخارة، ومن هنا ندرك لماذا كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام يعلم قومه الاستخارة في شأنهم كله.
منطلق البحث
لقد انطلقتُ في بحثي هذا من حقيقة وهي أن الله واحد أحد! وأن أي ترميز أو نظام عددي صحيح ينبغي أن يؤكد هذه الحقيقة، ففي حساب الجمَّل مثلاً والذي أنا غير مقتنع به حتى الآن، يعطون لحرف الألف الرقم واحد، ولحرف اللام الرقم ثلاثين ولحرف الهاء الرقم خمسة. إذن في حساب الجمَّل نعبر عن كل حرف برقم، وكلمة (الله) تتألف من أربعة أحرف وهي: ا ل ل هـ ، فإذا وضعنا تحت كل حرف قيمته نجد:
ا ل ل هـ
1 30 30 5
وبالتالي يكون مجموع هذه الأرقام هو:
1 + 30 + 30 + 5 = 66
إذن اسم (الله) في حساب الجمل هو 66 والغريب ماذا يعني هذا الرقم، ببساطة إنه يعني لا شيء! لأن الله واحد والحساب الصحيح يجب أن يعطي عدداً له علاقة بالرقم واحد أو تأكيد للرقم واحد. ولذلك لابد من البحث عن الترميز الصحيح، ويجب أن يعطي هذا الترميز الجديد نتائج محكمة.
ما هو العدد الصحيح؟
إن الله واحد أحد والعدد الذي يعبر عن كلمة (الله) يجب أن يؤكد هذه الحقيقة، فالرقم واحد يعبر عن أن الله واحد، والرقم واحد يعبر عن أن الله أحد، ولذلك فإن الرقم 11 هو عدد فردي وأولي ولا يقبل القسمة إلا على نفسه وعلى الواحد ويتألف من 1 و 1 ، وقد وجدتُ أن هذا العدد هو أفضل عدد يعبر عن وحدانية الله تعالى. وبخاصة أننا نجد عدد حروف (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) هو 11 حرفاً.
ضوابط البحث
قبل المضي في هذا البحث لابد أن يكون لدينا ضوابط محكمة ولا غبار عليها، وهي كما يلي:
1- إبدال كل حرف برقم محدد، وهذا الرقم ناتج عن إحصائيات قرآنية ودراسات طويلة للقرآن.
2- يقتصر هذا البحث على أسماء الله الحسنى، إذ أننا نعتقد أن الله تعالى قد وضع في كتابه أكثر من نظام ترميز، وأسماء الله الحسنى لها نظامها الخاص.
3- ينبغي أن تكون النتائج محكمة ولا مجال للمصادفة فيها، ويمكنني أن أخبرك أخي القارئ أن النتيجة التي ستراها من أكثر النتائج العددية إبهاراً بالنسبة لي، وأكثرها إحكاماً وتعبيراً.
4- يجب أن تكون النتائج مضطردة وتعتمد على منهج ثابت وتعتمد رسم أسماء الله في القرآن كما كُتبت. والمنهج الثابت أننا نعتمد طريقة جمع الأرقام التي تعبر عن كل كلمة.
5- يجب أن ترتبط جميع نتائج البحث بالرقم 11 الذي يعبر عن أن الله واحد أحد، لأن اسم (الله) هو أول اسم لله يُذكر في القرآن من أسماء الله الحسنى، كما ينبغي أن ترتبط أسماء الله الحسنى بالرقم 99 الذي يعبر عن عدد أسماء الله الحسنى.
6- البحث في هذا الجانب جائز بل نحن مأمورون بإحصاء هذه الأسماء الكريمة وتدبرها ومعرفة أسرارها وعجائبها لأن حبيبنا الأعظم صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرنا بذلك فقال: (إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة) [حديث صحيح]. ونستطيع أن نستنتج من قوله عليه الصلاة والسلام (من أحصاها) الترغيب بإحصاء أسماء الله الحسنى وتكرار ذكرها والدعاء بها بل ومحاولة كشف أسرارها الإحصائية وهو ما نفعله الآن.
نظام الترميز في الكون
يستخدم العلماء اليوم نظام الترميز في كثير من العمليات الإلكترونية، فمثلاً الكمبيوتر لا يفقه لغة الكلمات إنما يتعامل مع النبضات الكهربائية، فهنالك احتمالان إما وجود نبضة كهربائية أو عدم وجودها، هاتين الحالتين تتحكمان بعمل جميع الأجهزة الرقمية والإلكترونية. إذن لدينا في نظام ترميز الكمبيوتر رقمان الرقم واحد والرقم صفر، الواحد يعني "نبضة"، الصفر يعني لا شيء. ولولا هذا الترميز لم يتمكن العلماء من اختراع الكمبيوتر.
كذلك بالنسبة لدماغ الإنسان فإنه لا يفقه الأحرف ولا الكلمات بل عندما يدخل الصوت إلى الدماغ عبر الأذن يتحول إلى نبضات كهربائية معقدة، يحللها الدماغ ويفك تشفيرها ويستجيب لها فبهذه الطريقة نفهم الكلمات.
جميع المخلوقات أيضاً مثل النمل والنحل وعالم الحشرات كلها جهزها الله بوسائل لفك التشفير أو الترميز، لتستطيع التعامل مع البيئة الخارجية. فمثلاً تفرز النملة روائح خاصة تحوي شيفرة محددة تستطيع بقية النملات تحليلها وفهمها بنفس الطريقة التي نفهم بها الصوت!!
نظام الترميز في القرآن
بما أن خالق الكون هو منزل القرآن فقد أودع الله في كتابه نظاماً عددياً للحروف بل مجموعة من الأنظمة العددية لا تنتهي، وهذا النظام الذي سنكتشفه اليوم هو جزء من هذه الأنظمة اللانهائية. ويعتمد هذا النظام على إعطاء كل كلمة رقماً محدداً وهو رقم تسلسلي كما يلي:
أ=1 ل=2 ر=3 ح=4 م=5 هـ=6 ن=7 ب=8 ص=9 ط=10 ء(الهمزة)=11 ق=12 و=13 د=14 ع=15 خ=16 ت=17 ي=18 ك=19 ف=20 ذ=21 ث=22 س=23 ش=24 ظ=25 ز=26 غ=27 ض=28 ج=29
هذا هو جدول الترميز العددي لحروف القرآن ونلاحظ أن الألف تأخذ الرقم 1 بينما الهمزة تحسب حرفاً في هذه الحالة وتأخذ الرقم 11، وقد يقول قائل: من أين أتيت بهذه الأعداد وما الفرق بينها وبين ما يقوم به أصحاب حساب الجمل أو غيره من التراميز التي لم تثبت صحتها بعد؟
أقول أيها القارئ الكريم: إن نظام الترميز موجود في القرآن علمه من علمه وجهله من جهله، ولكن الدراسة الرقمية الإحصائية أعطت هذه النتائج، ولدى اختبار هذه الأعداد أعطت نتائج مذهلة جداً. وهذا من باب البحث والإحصاء لأسماء الله الحسنى كما أمرنا النبي الكريم بذلك.
اسم (الله) والرقم 11
نبدأ بأعظم وأجمل اسم في القرآن (الله) سبحانه وتعالى، ونسأل ماذا نجد عندما نبدل حروف هذا الاسم الكريم بقيمة كل حرف من الجدول؟ وهل من نتيجة تؤكد وحدانية الله تعالى؟ لنكتب كلمة (الله) بحروف مفرقة وتحت كل حرف قيمته العددية، أي الألف 1 واللام 2 والهاء 6، كما يلي:
ا ل ل هـ
1 2 2 6
إن العدد الذي يعبر عن اسم (الله) تعالى أي أن مجموع أرقام كل حرف هو:
1 + 2 + 2 +6 = 11
وهذه هي النتيجة المنطقية التي تؤكد صدق هذا الحساب، فالرقم 11 يعبر عن وحدانية الله وأنه واحد أحد كما قلنا، ومن الطبيعي أن الحساب الصحيح يعطي هذه النتيجة الصحيحة.
أول ثلاثة أسماء لله في القرآن
عندما نفتح كتاب الله تعالى على أول آية منه أو أول جملة منه، نجد قوله تعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]. هذه الآية وهي الأولى في القرآن تحوي ثلاثة أسماء الله وهي (اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، وقد رأسنا أن حروف اسم (الله) قد أخذت الرقم 11، فماذا عن الاسمين الباقيين، وهل من علاقة بالرقم 11؟ لنكتب اسم (الرحمن) بحروف مفرقة ونكتب تحت كل حرف رقماً يمثل قيمة هذا الحرف في الجدول السابق:
ا ل ر ح م ن
1 2 3 4 5 7
ويكون مجموع هذه الأرقام من مضاعفات الرقم 11 وهو:
1 + 2 + 3 + 4 + 5 + 7 = 22 = 11 × 2
الآن نأتي إلى اسم (الرحيم) ونقوم بالخطوات ذاتها فنعطي لكل حرف رقماً يساوي قيمته في الترقيم الجديد حسب الجدول السابق:
ا ل ر ح ي م
1 2 3 4 18 5
والمجموع هو من مضاعفات الرقم 11 كما يلي:
1 + 2 + 3 + 4 + 18 + 5 = 33 = 11 × 3
وهنا نلاحظ علاقة متزايدة بشكل يؤكد وجود نظام محكم كما يلي:
الله الرحمن الرحيم
11 22 33
هذه السلسلة تتضاعف بانتظام: 11×1 ، 11×2 ، 11×3
هو الله
هنالك نص عظيم في القرآن يتحدث عن أسماء الله الحسنى وهذا النص معروف بقوته الشفائية لدى المعالجين بالقرآن، وسوف نكتشف القوة الرقمية للأسماء الواردة في هذا النص الكريم بحث نجد تناسقات مذهلة جميعها تتعلق بالرقم 11 ومضاعفاته.
يقول تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَدَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 22-24]. لقد قمنا بكتابة هذا النص كما رُسم في القرآن والآن نتدبر التناسقات العددية في أسماء الله الحسنى الواردة في هذا النص الكريم.
رأينا كيف انضبطت حروف أسماء الله (الله – الرحمن - الرحيم) بصورة مذهلة تقوم على الرقم 11 ومضاعفاته، ونبدأ باسم (السلام) وهذا الاسم كُتب في القرآ، من دون ألف هكذا (السلم) ونكتب القيمة العددية لكل حرف من حروف هذه الكلمة كما يلي:
ا ل س ل م
1 2 23 2 5
مجموع هذه الأعداد هو من مضاعفات الرقم 11:
1 + 2 + 23 + 2 + 5 = 33 = 11 × 3
نأتي الآن إلى اسم (المؤمن) لنرى التناسق ذاته يتكرر بشكل مذهل:
ا ل م ؤ م ن
1 2 5 13 5 7
والمجموع الذي يعبر عن هذا الاسم الكريم هو من مضاعفات الرقم 11 أيضاً:
1 + 2 + 5 + 13 + 5 + 7 + 33 = 11 × 3
إذن لدينا اسمين متتاليين من أسماء الله وهما (السلام - المؤمن) كل منهما أخذ القيمة 33 والعدد 33 من مضاعفات الرقم 11 والرقم 11 هو القيمة العددية لاسم (الله) الذي هو أساس هذه الأسماء، وكذلك فإن الرقم 11 هو أساس هذا الحساب.
نتابع مع بقية الأسماء
نأتي الآن إلى أسماء الله تعالى: (الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) هذه سبعة أسماء لله تعالى، لم أكن أتصور أن تنضبط حروفها بشكل كامل مع الرقم 11 إنه نظام مذهل يدعو لتوحيد الخالق عز وجل!!
ولكي لا نطيل على القارئ الكريم بكثرة الأرقام سوف نضع الاسم ونضع بجواره قيمته الرقمية مباشرة كما فعلنا مع الأسماء السابقة:
الْمُهَيْمِنُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 44 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْعَزِيزُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 88 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْجَبَّارُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 44 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْمُتَكَبِّرُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 55 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْخَلِقُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْبَارِئُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْمُصَوِّر: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
وسبحان الله كيف تنضبط هذه الأسماء بهذا الشكل المبهر لو لم يكن كتاب الله تعالى متناسق في أعداد كلماته وحروفه وترتيب هذه الكلمات وهذه الحروف؟ وأقول لأحبتي الذين لم يقتنعوا بالإعجاز العددي: ماذا يمكن أن نسمي هذه التناسقات العددية، هل هي من قبيل المصادفة العمياء أم لديهم تفسير آخر؟
العدد 99 وأسماء الله الحسنى
لاحظ عزيزي القارئ أن الآية الأخيرة في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) تحوي ثلاثة أسماء متتابعة لله تعالى هي (الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) ثم جاء قوله تعالى (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) والعجيب أن كل اسم من هذه الأسماء الثلاثة تأخذ قيمة متساوية هي 33، ومن هنا ربما ندرك لماذا نسبح الله ثلاثاً وثلاثين ونحمده ثلاثاً وثلاثين ونكبره ثلاثاً وثلاثين! الآن نكتب هذه الأسماء كما كُتبت في القرآن مع القيمة العددية لكل منها:
الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
33 33 33
ومجموع هذه القيم هو:
33 + 33 + 33 + + 99 "وهو عدد أسماء الله الحسنى"
الأعجب من ذلك والنتيجة المفاجئة حقاً أن عبارة (الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) تساوي 99 بالتمام والكمال!!! لنتأكد من ذلك بكتابة حروف هذه العبارة مفرقة وتحت كل حرف قيمته من الجدول:
ا ل أ س م ا ء ا ل ح س ن ى
1 2 1 23 5 1 11 1 2 4 23 7 18
ومجموع هذه الأعداد هو:
1+2+1+23+5+1+11+1+2+4+23+7+18 = 99
إنها نتيجة مذهلة بالفعل أن نجد النبي الكريم يحدثنا عن عدد الأسماء الحسنى وهو 99 اسماً، وعندما نتدبر القرآن ونتعرف على الترميز المحكم فيه نجد أن هذه العبارة (الأسماء الحسنى) تساوي 99، ألا يدل هذا على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء من عنده بل كل من عند الله؟
بقية الأسماء في النص الكريم
يمكنني أن أخبرك أخي القارئ أن أسماء الله عددها 99 اسماً وهنالك خلاف بين العلماء في هذه الأسماء ولكنهم متفقون جميعاً على أن عددها 99، وقد وجدتُ أن أسماء الله لها نظام معقد يرتبط مع الرقم 11 بطريقة أو بأخرى، فمثلاً اسم (الحكيم) عندما نبدل كل حرف من حروفه برقم حسب الجدول نجده يأخذ القيمة العددية 49 وهذا العدد يساوي 7×7 ولا أدري ما هي الحكمة من ذلك، ولكن على ما يبدو التناسق لا يقتصر على الرقم 11 بل إن أسماء الله الحسنى فيها تناسق مع الرقم سبعة أيضاً، فتأمل هذا التناسق!
أما اسم (الملك) فنجد أن القيمة العددية لهم هي 29 ومجموع أرقام هذا العدد هو 9 + 2 ويساوي 11 أي أن الرقم 11 يظهر من جديد، لا أدري لماذا تأتي هذه الأعداد بهذا الشكل ولكن العدد 1 دائماً يظهر في هذا الحساب. واسم (القدوس) يأخذ القيمة العددية 65 ومجموع أرقام هذا العدد أي 5+6 يساوي 11 أيضاً.
واسم (الظاهر) يأخذ القيمة 38 ومجموع هذه الأرقام هو 8+3 يساوي 11، واسم (الباطن) وهو من أسماء الله تعالى يأخذ القيمة 47 ومجموع الرقمين 7 و 4 هو 11 أيضاً. واسم (الشهيد) يأخذ الرقم 65 ومجموعه هو 6 + 5 يساوي 11.
وهنالك أسماء تحتاج إلى عمليات رياضية معقدة إذ أن تأثير هذه الأسماء ليس متساوياً ومعناها ليس متساوياً ولذلك فإن النظام العددي لها سيكون متعدداً ومناسباً لمعنى كل اسم، والله تعالى أعلم.
هل جاءت هذه التناسقات بالصدفة؟
قد يقول قائل إن هذه التناسقات العددية مع الرقم 11 جاءت بالصدفة وأنه يمكن أن نجد مثيلاً لها في أي كتاب آخر! ولذلك لابد أن نوضح هذا الأمر ونجيب عن مثل هذا الادعاء بلغة الأرقام.
في النص السابق في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَدَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 22-24].
في هذا النص الكريم لدينا 15 اسماً من أسماء الله تعالى (عدا المكرر)، وهي: (اللَّهُ – الرَّحْمَنُ – الرَّحِيمُ – الْمَلِكُ – الْقُدُّوسُ – السَّلَمُ – الْمُؤْمِنُ – الْمُهَيْمِنُ – الْعَزِيزُ – الْجَبَّارُ – الْمُتَكَبِّرُ - الْخَلِقُ -الْبَارِئُ – الْمُصَوِّرُ - الْحَكِيمُ) وهي أسماء جاءت متتابعة ولم نقم بانتقائها لأنها تمثل أسماء الله الحسنى.
ولذلك فلو فرضنا جدلاً أن هذه الأسماء تم اختيارها عشوائياً وتم كذلك اختبار ترقيم عشوائي لحروفها، فإذا قمنا بإبدال كل حرف من حروف هذه الأسماء برقم فإننا سنجد أنفسنا أمام الحقائق الرياضية التالية:
حتى يكون لهذه الكلمات علاقة بالرقم 11 ومضاعفاته فإن احتمال المصادفة رياضياً هو واحد مقسوم على 11 خمس عشرة مرة، أي 1/ 11×11×11×11×11×11 ...... وهكذا 15 مرة. إن هذا الاحتمال يقدر بـ 1/ 4177248169415651 أي أقل من واحد على أربعة آلاف تريليون، وهو عدد ضئيل جداً لحدود لا يتصورها عقل! لذلك لا يمكن أن نجد في أي نص بشري مهماً كان محكماً 15 اسماً من أسماء مؤلف هذا النص تأتي جميعها متناسقة مع الرقم 11 هذه لا يمكن أن تكون مصادفة أبداً!
ردّ على الملحدين
يحاول هؤلاء الملحدين أن يشككوا المسلمين بكتاب ربهم فيدّعون أن الله في عند المسلمين له أشكال متعددة لذلك فهم مشركون!!! ويحتجون على قولهم هذا بأن القرآن يعطي أسماء كثيرة لله، وما هذه الأسماء إلا أشكال متعددة للآلهة! وينشرون هذه الأباطيل في مواقعهم على الإنترنت حديثاً! ولذلك فإن الله تعالى علم بقول هؤلاء وحدثنا عنهم في القرآن فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]. فهذا تحذير من الله تعالى أن نذر أولئك المشككين ولكن كيف نذرهم؟ نذرهم من خلال إثبات أن أسماء الله الحسنى هي أسماء لإله واحد أحد لا شريك له، ولذلك فقد أودع الله في كتابه براهين رقمية مادية يمكننا من خلالها القيام بذلك.
فعندما نخرج من كتاب الله هذا النظام المذهل لأسماء الله تعالى وقد اخترنا نصاً هو النص الوحيد في القرآن الذي يتحدث عن أسماء الله الحسنى وأثبتنا وجود نظام يقوم على الرقم 11 لماذا هذا الرقم المؤلف من 1 و 1 وهو عدد لا ينقسم إلا على 1 ؟ ليكون أبلغ في التأكيد على أن الله واحد!!
خاتمة (آفاق هذا البحث)
أقدم هذا البحث لإخوتي الباحثين والقراء ليتأملوا هذا النظام، وأعلمهم أن هذا البحث هو نقطة البداية فقط، فهم يستطيعون تطويره وإغناءه، بل وربما تغيير أرقام بعض الحروف فيه لتنضبط الحسابات أكثر، فنحن لا ندعي الكمال بل ندعي النقص في أعمالنا كلها لأن الكمال لله ولكتابه، ولذلك أدعو كل من له اهتمام بالإعجاز العددي أن يحاول تطبيق واختبار هذا النظام الجديد على آيات من القرآن لها علاقة بأسماء الله الحسنى، وقد تنكشف أسرار كثيرة، والله تعالى أعلم.
ومن آفاق هذا البحث أنه يعتبر خطوة على طريق اكتشاف الشيفرة القرآنية الصحيحة، وقد تبيّن لي بنتيجة الدراسة أن القرآن يحول الكثير من الشيفرات، والتي رأيناها في هذا البحث هي واحدة منها. فقد يكون مثلاً للقصة القرآنية شيفرة خاصة بها، ولآيات الأحكام شيفرة أخرى، وللآيات الكونية هنالك شيفرة خاصة.... وهكذا. بواسطة لغة الأرقام هذه يمكننا بسهولة مخاطبة الغرب الذي يدعي أنه أول من اكتشف نظام الترميز الرقمي، فعندما نظهر لهم الترميز القرآني المعقد والمحكم فإن ذلك سيكون وسيلة لإظهار عظمة القرآن وأنه كتاب علم يستحق التدبر.
ولا أجد إلا أن أحمد الله كما علمنا بقوله: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].
عندما كنتُ أستمع إلى القرآن من صوت جميل لأحد المقرئين، لفت انتباهي أمر عجيب، وهو تركيز القرآن على أسماء الله الحسنى! يقول تعالى في آية من آيات كتابه الكريم: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]. ويقول أيضاً: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا) [الإسراء: 110].
وهذا يدل على أن الدعاء بأسماء الله الحسنى له أسرار كثيرة، فهذه الأسماء لها قوة عظيمة على الشفاء!! ولها قوة أعظم في مواجهة المصاعب والمصائب والرزق والضيق وفي كل أحوال المؤمن إذا دعا بأسماء الله الحسنى فإن الله تعالى قد أودع في كل اسم من أسمائه قوة عجيبة تختص بجانب من جوانب الحياة.
ولكننا سنتدبر في هذا البحث إن شاء الله تعالى جانباً هو التناسق العددي المذهل لهذه الأسماء بما يدل على أهميتها وخصوصيتها وكثرة أسرارها. فإذا أدركنا الأسرار العددية قد ندرك من وراء ذلك بقية الأسرار الكامنة في هذه الأسماء.
البحث عن الترميز العددي الصحيح
قلتُ في كتابي "إشراقات الرقم سبعة" إننا ينبغي أن نبقى حذرين من موضوع التراميز العددية، أي إعطاء كل حرف من حروف اللغة العربية قيمة رقمية، وأن هذا الحساب يجب أن يقوم على أساس علمي وشرعي، وأنه لا يجوز لنا أن نقحم في القرآن ما ليس منه.
ولكنني على يقين بأن نظام الترميز أو التشفير موجود في القرآن، ولكن النتائج التي وصل إليها الباحثون لا زالت غير مقنعة في هذا المجال. ولكن أين الحقيقة؟ إن الترميز الصحيح يجب أن يخرج من القرآن نفسه، وقد بحثتُ طويلاً ولسنوات في محاولات الكشف عن الشيفرة القرآنية التي أودعها الله في حروف كتابه، ولكن كل المحاولات باءت بالفشل فلم أعثر على شيء.
ثم فكرتُ أن ألجأ على أسماء الله الحسنى فأنا أعتقد أن هذه الأسماء تحمل أيضاً قوة على المساعدة على الاكتشاف، فإذا ما تعثر لديك أي أمر فالجأ إلى هذه الأسماء فستجد التيسير بسرعة كبيرة لم تكن تتوقعها.
إن كثير من الباحثين كما قلنا حاولوا اكتشاف الشيفرة القرآنية ولكن لم يصلوا إلى نتائج مبهرة، والعمل الذي قمتُ به أنني استخرتُ الله تعالى أن يلهمني الترميز الصحيح، وقد تعجب أخي القارئ أن المحاولة الأولى لكشف هذا الترميز قد نجحت!!! أي أنني لم أبذل أي جهد في هذا العلم سوى الاستخارة، ومن هنا ندرك لماذا كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام يعلم قومه الاستخارة في شأنهم كله.
منطلق البحث
لقد انطلقتُ في بحثي هذا من حقيقة وهي أن الله واحد أحد! وأن أي ترميز أو نظام عددي صحيح ينبغي أن يؤكد هذه الحقيقة، ففي حساب الجمَّل مثلاً والذي أنا غير مقتنع به حتى الآن، يعطون لحرف الألف الرقم واحد، ولحرف اللام الرقم ثلاثين ولحرف الهاء الرقم خمسة. إذن في حساب الجمَّل نعبر عن كل حرف برقم، وكلمة (الله) تتألف من أربعة أحرف وهي: ا ل ل هـ ، فإذا وضعنا تحت كل حرف قيمته نجد:
ا ل ل هـ
1 30 30 5
وبالتالي يكون مجموع هذه الأرقام هو:
1 + 30 + 30 + 5 = 66
إذن اسم (الله) في حساب الجمل هو 66 والغريب ماذا يعني هذا الرقم، ببساطة إنه يعني لا شيء! لأن الله واحد والحساب الصحيح يجب أن يعطي عدداً له علاقة بالرقم واحد أو تأكيد للرقم واحد. ولذلك لابد من البحث عن الترميز الصحيح، ويجب أن يعطي هذا الترميز الجديد نتائج محكمة.
ما هو العدد الصحيح؟
إن الله واحد أحد والعدد الذي يعبر عن كلمة (الله) يجب أن يؤكد هذه الحقيقة، فالرقم واحد يعبر عن أن الله واحد، والرقم واحد يعبر عن أن الله أحد، ولذلك فإن الرقم 11 هو عدد فردي وأولي ولا يقبل القسمة إلا على نفسه وعلى الواحد ويتألف من 1 و 1 ، وقد وجدتُ أن هذا العدد هو أفضل عدد يعبر عن وحدانية الله تعالى. وبخاصة أننا نجد عدد حروف (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) هو 11 حرفاً.
ضوابط البحث
قبل المضي في هذا البحث لابد أن يكون لدينا ضوابط محكمة ولا غبار عليها، وهي كما يلي:
1- إبدال كل حرف برقم محدد، وهذا الرقم ناتج عن إحصائيات قرآنية ودراسات طويلة للقرآن.
2- يقتصر هذا البحث على أسماء الله الحسنى، إذ أننا نعتقد أن الله تعالى قد وضع في كتابه أكثر من نظام ترميز، وأسماء الله الحسنى لها نظامها الخاص.
3- ينبغي أن تكون النتائج محكمة ولا مجال للمصادفة فيها، ويمكنني أن أخبرك أخي القارئ أن النتيجة التي ستراها من أكثر النتائج العددية إبهاراً بالنسبة لي، وأكثرها إحكاماً وتعبيراً.
4- يجب أن تكون النتائج مضطردة وتعتمد على منهج ثابت وتعتمد رسم أسماء الله في القرآن كما كُتبت. والمنهج الثابت أننا نعتمد طريقة جمع الأرقام التي تعبر عن كل كلمة.
5- يجب أن ترتبط جميع نتائج البحث بالرقم 11 الذي يعبر عن أن الله واحد أحد، لأن اسم (الله) هو أول اسم لله يُذكر في القرآن من أسماء الله الحسنى، كما ينبغي أن ترتبط أسماء الله الحسنى بالرقم 99 الذي يعبر عن عدد أسماء الله الحسنى.
6- البحث في هذا الجانب جائز بل نحن مأمورون بإحصاء هذه الأسماء الكريمة وتدبرها ومعرفة أسرارها وعجائبها لأن حبيبنا الأعظم صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرنا بذلك فقال: (إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة) [حديث صحيح]. ونستطيع أن نستنتج من قوله عليه الصلاة والسلام (من أحصاها) الترغيب بإحصاء أسماء الله الحسنى وتكرار ذكرها والدعاء بها بل ومحاولة كشف أسرارها الإحصائية وهو ما نفعله الآن.
نظام الترميز في الكون
يستخدم العلماء اليوم نظام الترميز في كثير من العمليات الإلكترونية، فمثلاً الكمبيوتر لا يفقه لغة الكلمات إنما يتعامل مع النبضات الكهربائية، فهنالك احتمالان إما وجود نبضة كهربائية أو عدم وجودها، هاتين الحالتين تتحكمان بعمل جميع الأجهزة الرقمية والإلكترونية. إذن لدينا في نظام ترميز الكمبيوتر رقمان الرقم واحد والرقم صفر، الواحد يعني "نبضة"، الصفر يعني لا شيء. ولولا هذا الترميز لم يتمكن العلماء من اختراع الكمبيوتر.
كذلك بالنسبة لدماغ الإنسان فإنه لا يفقه الأحرف ولا الكلمات بل عندما يدخل الصوت إلى الدماغ عبر الأذن يتحول إلى نبضات كهربائية معقدة، يحللها الدماغ ويفك تشفيرها ويستجيب لها فبهذه الطريقة نفهم الكلمات.
جميع المخلوقات أيضاً مثل النمل والنحل وعالم الحشرات كلها جهزها الله بوسائل لفك التشفير أو الترميز، لتستطيع التعامل مع البيئة الخارجية. فمثلاً تفرز النملة روائح خاصة تحوي شيفرة محددة تستطيع بقية النملات تحليلها وفهمها بنفس الطريقة التي نفهم بها الصوت!!
نظام الترميز في القرآن
بما أن خالق الكون هو منزل القرآن فقد أودع الله في كتابه نظاماً عددياً للحروف بل مجموعة من الأنظمة العددية لا تنتهي، وهذا النظام الذي سنكتشفه اليوم هو جزء من هذه الأنظمة اللانهائية. ويعتمد هذا النظام على إعطاء كل كلمة رقماً محدداً وهو رقم تسلسلي كما يلي:
أ=1 ل=2 ر=3 ح=4 م=5 هـ=6 ن=7 ب=8 ص=9 ط=10 ء(الهمزة)=11 ق=12 و=13 د=14 ع=15 خ=16 ت=17 ي=18 ك=19 ف=20 ذ=21 ث=22 س=23 ش=24 ظ=25 ز=26 غ=27 ض=28 ج=29
هذا هو جدول الترميز العددي لحروف القرآن ونلاحظ أن الألف تأخذ الرقم 1 بينما الهمزة تحسب حرفاً في هذه الحالة وتأخذ الرقم 11، وقد يقول قائل: من أين أتيت بهذه الأعداد وما الفرق بينها وبين ما يقوم به أصحاب حساب الجمل أو غيره من التراميز التي لم تثبت صحتها بعد؟
أقول أيها القارئ الكريم: إن نظام الترميز موجود في القرآن علمه من علمه وجهله من جهله، ولكن الدراسة الرقمية الإحصائية أعطت هذه النتائج، ولدى اختبار هذه الأعداد أعطت نتائج مذهلة جداً. وهذا من باب البحث والإحصاء لأسماء الله الحسنى كما أمرنا النبي الكريم بذلك.
اسم (الله) والرقم 11
نبدأ بأعظم وأجمل اسم في القرآن (الله) سبحانه وتعالى، ونسأل ماذا نجد عندما نبدل حروف هذا الاسم الكريم بقيمة كل حرف من الجدول؟ وهل من نتيجة تؤكد وحدانية الله تعالى؟ لنكتب كلمة (الله) بحروف مفرقة وتحت كل حرف قيمته العددية، أي الألف 1 واللام 2 والهاء 6، كما يلي:
ا ل ل هـ
1 2 2 6
إن العدد الذي يعبر عن اسم (الله) تعالى أي أن مجموع أرقام كل حرف هو:
1 + 2 + 2 +6 = 11
وهذه هي النتيجة المنطقية التي تؤكد صدق هذا الحساب، فالرقم 11 يعبر عن وحدانية الله وأنه واحد أحد كما قلنا، ومن الطبيعي أن الحساب الصحيح يعطي هذه النتيجة الصحيحة.
أول ثلاثة أسماء لله في القرآن
عندما نفتح كتاب الله تعالى على أول آية منه أو أول جملة منه، نجد قوله تعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]. هذه الآية وهي الأولى في القرآن تحوي ثلاثة أسماء الله وهي (اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، وقد رأسنا أن حروف اسم (الله) قد أخذت الرقم 11، فماذا عن الاسمين الباقيين، وهل من علاقة بالرقم 11؟ لنكتب اسم (الرحمن) بحروف مفرقة ونكتب تحت كل حرف رقماً يمثل قيمة هذا الحرف في الجدول السابق:
ا ل ر ح م ن
1 2 3 4 5 7
ويكون مجموع هذه الأرقام من مضاعفات الرقم 11 وهو:
1 + 2 + 3 + 4 + 5 + 7 = 22 = 11 × 2
الآن نأتي إلى اسم (الرحيم) ونقوم بالخطوات ذاتها فنعطي لكل حرف رقماً يساوي قيمته في الترقيم الجديد حسب الجدول السابق:
ا ل ر ح ي م
1 2 3 4 18 5
والمجموع هو من مضاعفات الرقم 11 كما يلي:
1 + 2 + 3 + 4 + 18 + 5 = 33 = 11 × 3
وهنا نلاحظ علاقة متزايدة بشكل يؤكد وجود نظام محكم كما يلي:
الله الرحمن الرحيم
11 22 33
هذه السلسلة تتضاعف بانتظام: 11×1 ، 11×2 ، 11×3
هو الله
هنالك نص عظيم في القرآن يتحدث عن أسماء الله الحسنى وهذا النص معروف بقوته الشفائية لدى المعالجين بالقرآن، وسوف نكتشف القوة الرقمية للأسماء الواردة في هذا النص الكريم بحث نجد تناسقات مذهلة جميعها تتعلق بالرقم 11 ومضاعفاته.
يقول تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَدَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 22-24]. لقد قمنا بكتابة هذا النص كما رُسم في القرآن والآن نتدبر التناسقات العددية في أسماء الله الحسنى الواردة في هذا النص الكريم.
رأينا كيف انضبطت حروف أسماء الله (الله – الرحمن - الرحيم) بصورة مذهلة تقوم على الرقم 11 ومضاعفاته، ونبدأ باسم (السلام) وهذا الاسم كُتب في القرآ، من دون ألف هكذا (السلم) ونكتب القيمة العددية لكل حرف من حروف هذه الكلمة كما يلي:
ا ل س ل م
1 2 23 2 5
مجموع هذه الأعداد هو من مضاعفات الرقم 11:
1 + 2 + 23 + 2 + 5 = 33 = 11 × 3
نأتي الآن إلى اسم (المؤمن) لنرى التناسق ذاته يتكرر بشكل مذهل:
ا ل م ؤ م ن
1 2 5 13 5 7
والمجموع الذي يعبر عن هذا الاسم الكريم هو من مضاعفات الرقم 11 أيضاً:
1 + 2 + 5 + 13 + 5 + 7 + 33 = 11 × 3
إذن لدينا اسمين متتاليين من أسماء الله وهما (السلام - المؤمن) كل منهما أخذ القيمة 33 والعدد 33 من مضاعفات الرقم 11 والرقم 11 هو القيمة العددية لاسم (الله) الذي هو أساس هذه الأسماء، وكذلك فإن الرقم 11 هو أساس هذا الحساب.
نتابع مع بقية الأسماء
نأتي الآن إلى أسماء الله تعالى: (الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) هذه سبعة أسماء لله تعالى، لم أكن أتصور أن تنضبط حروفها بشكل كامل مع الرقم 11 إنه نظام مذهل يدعو لتوحيد الخالق عز وجل!!
ولكي لا نطيل على القارئ الكريم بكثرة الأرقام سوف نضع الاسم ونضع بجواره قيمته الرقمية مباشرة كما فعلنا مع الأسماء السابقة:
الْمُهَيْمِنُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 44 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْعَزِيزُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 88 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْجَبَّارُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 44 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْمُتَكَبِّرُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 55 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْخَلِقُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْبَارِئُ: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
الْمُصَوِّر: القيمة العددية لهذا الاسم هي 33 وهذا العدد من مضاعفات الرقم 11.
وسبحان الله كيف تنضبط هذه الأسماء بهذا الشكل المبهر لو لم يكن كتاب الله تعالى متناسق في أعداد كلماته وحروفه وترتيب هذه الكلمات وهذه الحروف؟ وأقول لأحبتي الذين لم يقتنعوا بالإعجاز العددي: ماذا يمكن أن نسمي هذه التناسقات العددية، هل هي من قبيل المصادفة العمياء أم لديهم تفسير آخر؟
العدد 99 وأسماء الله الحسنى
لاحظ عزيزي القارئ أن الآية الأخيرة في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) تحوي ثلاثة أسماء متتابعة لله تعالى هي (الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) ثم جاء قوله تعالى (لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) والعجيب أن كل اسم من هذه الأسماء الثلاثة تأخذ قيمة متساوية هي 33، ومن هنا ربما ندرك لماذا نسبح الله ثلاثاً وثلاثين ونحمده ثلاثاً وثلاثين ونكبره ثلاثاً وثلاثين! الآن نكتب هذه الأسماء كما كُتبت في القرآن مع القيمة العددية لكل منها:
الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
33 33 33
ومجموع هذه القيم هو:
33 + 33 + 33 + + 99 "وهو عدد أسماء الله الحسنى"
الأعجب من ذلك والنتيجة المفاجئة حقاً أن عبارة (الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) تساوي 99 بالتمام والكمال!!! لنتأكد من ذلك بكتابة حروف هذه العبارة مفرقة وتحت كل حرف قيمته من الجدول:
ا ل أ س م ا ء ا ل ح س ن ى
1 2 1 23 5 1 11 1 2 4 23 7 18
ومجموع هذه الأعداد هو:
1+2+1+23+5+1+11+1+2+4+23+7+18 = 99
إنها نتيجة مذهلة بالفعل أن نجد النبي الكريم يحدثنا عن عدد الأسماء الحسنى وهو 99 اسماً، وعندما نتدبر القرآن ونتعرف على الترميز المحكم فيه نجد أن هذه العبارة (الأسماء الحسنى) تساوي 99، ألا يدل هذا على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأت بشيء من عنده بل كل من عند الله؟
بقية الأسماء في النص الكريم
يمكنني أن أخبرك أخي القارئ أن أسماء الله عددها 99 اسماً وهنالك خلاف بين العلماء في هذه الأسماء ولكنهم متفقون جميعاً على أن عددها 99، وقد وجدتُ أن أسماء الله لها نظام معقد يرتبط مع الرقم 11 بطريقة أو بأخرى، فمثلاً اسم (الحكيم) عندما نبدل كل حرف من حروفه برقم حسب الجدول نجده يأخذ القيمة العددية 49 وهذا العدد يساوي 7×7 ولا أدري ما هي الحكمة من ذلك، ولكن على ما يبدو التناسق لا يقتصر على الرقم 11 بل إن أسماء الله الحسنى فيها تناسق مع الرقم سبعة أيضاً، فتأمل هذا التناسق!
أما اسم (الملك) فنجد أن القيمة العددية لهم هي 29 ومجموع أرقام هذا العدد هو 9 + 2 ويساوي 11 أي أن الرقم 11 يظهر من جديد، لا أدري لماذا تأتي هذه الأعداد بهذا الشكل ولكن العدد 1 دائماً يظهر في هذا الحساب. واسم (القدوس) يأخذ القيمة العددية 65 ومجموع أرقام هذا العدد أي 5+6 يساوي 11 أيضاً.
واسم (الظاهر) يأخذ القيمة 38 ومجموع هذه الأرقام هو 8+3 يساوي 11، واسم (الباطن) وهو من أسماء الله تعالى يأخذ القيمة 47 ومجموع الرقمين 7 و 4 هو 11 أيضاً. واسم (الشهيد) يأخذ الرقم 65 ومجموعه هو 6 + 5 يساوي 11.
وهنالك أسماء تحتاج إلى عمليات رياضية معقدة إذ أن تأثير هذه الأسماء ليس متساوياً ومعناها ليس متساوياً ولذلك فإن النظام العددي لها سيكون متعدداً ومناسباً لمعنى كل اسم، والله تعالى أعلم.
هل جاءت هذه التناسقات بالصدفة؟
قد يقول قائل إن هذه التناسقات العددية مع الرقم 11 جاءت بالصدفة وأنه يمكن أن نجد مثيلاً لها في أي كتاب آخر! ولذلك لابد أن نوضح هذا الأمر ونجيب عن مثل هذا الادعاء بلغة الأرقام.
في النص السابق في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَدَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 22-24].
في هذا النص الكريم لدينا 15 اسماً من أسماء الله تعالى (عدا المكرر)، وهي: (اللَّهُ – الرَّحْمَنُ – الرَّحِيمُ – الْمَلِكُ – الْقُدُّوسُ – السَّلَمُ – الْمُؤْمِنُ – الْمُهَيْمِنُ – الْعَزِيزُ – الْجَبَّارُ – الْمُتَكَبِّرُ - الْخَلِقُ -الْبَارِئُ – الْمُصَوِّرُ - الْحَكِيمُ) وهي أسماء جاءت متتابعة ولم نقم بانتقائها لأنها تمثل أسماء الله الحسنى.
ولذلك فلو فرضنا جدلاً أن هذه الأسماء تم اختيارها عشوائياً وتم كذلك اختبار ترقيم عشوائي لحروفها، فإذا قمنا بإبدال كل حرف من حروف هذه الأسماء برقم فإننا سنجد أنفسنا أمام الحقائق الرياضية التالية:
حتى يكون لهذه الكلمات علاقة بالرقم 11 ومضاعفاته فإن احتمال المصادفة رياضياً هو واحد مقسوم على 11 خمس عشرة مرة، أي 1/ 11×11×11×11×11×11 ...... وهكذا 15 مرة. إن هذا الاحتمال يقدر بـ 1/ 4177248169415651 أي أقل من واحد على أربعة آلاف تريليون، وهو عدد ضئيل جداً لحدود لا يتصورها عقل! لذلك لا يمكن أن نجد في أي نص بشري مهماً كان محكماً 15 اسماً من أسماء مؤلف هذا النص تأتي جميعها متناسقة مع الرقم 11 هذه لا يمكن أن تكون مصادفة أبداً!
ردّ على الملحدين
يحاول هؤلاء الملحدين أن يشككوا المسلمين بكتاب ربهم فيدّعون أن الله في عند المسلمين له أشكال متعددة لذلك فهم مشركون!!! ويحتجون على قولهم هذا بأن القرآن يعطي أسماء كثيرة لله، وما هذه الأسماء إلا أشكال متعددة للآلهة! وينشرون هذه الأباطيل في مواقعهم على الإنترنت حديثاً! ولذلك فإن الله تعالى علم بقول هؤلاء وحدثنا عنهم في القرآن فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]. فهذا تحذير من الله تعالى أن نذر أولئك المشككين ولكن كيف نذرهم؟ نذرهم من خلال إثبات أن أسماء الله الحسنى هي أسماء لإله واحد أحد لا شريك له، ولذلك فقد أودع الله في كتابه براهين رقمية مادية يمكننا من خلالها القيام بذلك.
فعندما نخرج من كتاب الله هذا النظام المذهل لأسماء الله تعالى وقد اخترنا نصاً هو النص الوحيد في القرآن الذي يتحدث عن أسماء الله الحسنى وأثبتنا وجود نظام يقوم على الرقم 11 لماذا هذا الرقم المؤلف من 1 و 1 وهو عدد لا ينقسم إلا على 1 ؟ ليكون أبلغ في التأكيد على أن الله واحد!!
خاتمة (آفاق هذا البحث)
أقدم هذا البحث لإخوتي الباحثين والقراء ليتأملوا هذا النظام، وأعلمهم أن هذا البحث هو نقطة البداية فقط، فهم يستطيعون تطويره وإغناءه، بل وربما تغيير أرقام بعض الحروف فيه لتنضبط الحسابات أكثر، فنحن لا ندعي الكمال بل ندعي النقص في أعمالنا كلها لأن الكمال لله ولكتابه، ولذلك أدعو كل من له اهتمام بالإعجاز العددي أن يحاول تطبيق واختبار هذا النظام الجديد على آيات من القرآن لها علاقة بأسماء الله الحسنى، وقد تنكشف أسرار كثيرة، والله تعالى أعلم.
ومن آفاق هذا البحث أنه يعتبر خطوة على طريق اكتشاف الشيفرة القرآنية الصحيحة، وقد تبيّن لي بنتيجة الدراسة أن القرآن يحول الكثير من الشيفرات، والتي رأيناها في هذا البحث هي واحدة منها. فقد يكون مثلاً للقصة القرآنية شيفرة خاصة بها، ولآيات الأحكام شيفرة أخرى، وللآيات الكونية هنالك شيفرة خاصة.... وهكذا. بواسطة لغة الأرقام هذه يمكننا بسهولة مخاطبة الغرب الذي يدعي أنه أول من اكتشف نظام الترميز الرقمي، فعندما نظهر لهم الترميز القرآني المعقد والمحكم فإن ذلك سيكون وسيلة لإظهار عظمة القرآن وأنه كتاب علم يستحق التدبر.
ولا أجد إلا أن أحمد الله كما علمنا بقوله: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].
بقلم عبد الدائم الكحيل
من عجائب "الم" في القرآن
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
من عجائب "الم" في القرآن
سوف نعيش مع آية عظيمة من آيات الله تبارك وتعالى. هذه الآية تتجلى بلغة هذا العصر (لغة الأرقام). فالقرآن الكريم نزل ليكون كتاب هداية ونوراً وشفاءً لكل من رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.....
ولكن كلما تطور العلم ظهرت معجزات جديدة لهذا الكتاب العظيم الذي قال فيه سيد البشر عليه الصلاة والسلام: (ولا تنقضي عجائبه) وما هذه الظواهر الرقمية الكثيرة إلا إحدى العجائب التي تتجلى أمامنا في القرن الحادي والعشرين. هذا العصر الذي يمكن أن نسميه عصر التكنولوجيا الرقمية حيث أصبح للأرقام حضوراً في معظم الأشياء من حولنا: فالاتصالات الرقمية – والحاسبات الرقمية – والأقمار الاصطناعية وغير ذلك كثير.. كلها يعتمد مبدأ عملها على لغة الأرقام والأنظمة الرقمية.
وعندما أنزل الله تبارك وتعالى هذا القرآن تعهد بحفظه إلى يوم القيامة فقال سبحانه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9]. وبما أن الله عز وجل قد تعهد بحفظ هذا الكتاب لا بد أن يكون قد أودع فيه براهين ودلالات تثبت أن هذا القرآن لم يُحرّف. كذلك خاطب الله تبارك وتعالى الإنس والجن فقال: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الإسراء: 88].
فهذه الآية فيها تحدّ للناس جميعاً أن يأتوا بمثل هذا القرآن، ولكي يبرهن لنا القرآن على استحالة الإتيان بمثله فإن الله تبارك وتعالى قد رتب كلماته وحروفه بنظام رقمي بديع لا يمكن لبشر أن يأتي بمثله ولغة الأرقام هي خير لغة للدلالة على هذا النظام المحكم. فبعد دراسة طويلة لآيات القرآن الكريم تبين أن هنالك معجزة تقوم على الرقم (7) وهناك أهمية لهذا الرقم في الكون وفي القرآن وفي العلم وفي أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام.
فالرقم (7) له دلالات كثيرة، فالله تبارك وتعالى الذي خلق سبع سماوات، كرر ذكر هذه السماوات السبع في كتابه (7) مرات، أي أننا لو بحثنا في القرآن الكريم عن عبارة (السماوات السبع) وعبارة (سبع سماوات) نلاحظ أنها تكررت بالضبط سبع مرات! وهنا لا بد أن نتساءل ماذا يعني أن نجد في كتاب تتكرر فيه السماوات السبع بعدد هذه السماوات؟ إنه يعني شيئاً واحداً: أن خالق هذه السماوات السبع هو منزل هذا القرآن.
وقبل أن نشرح لكم أحد الأمثلة الرائعة في إعجاز القرآن الرقمي والقائم على الرقم (7) لا بد من أن نطرح سؤالاً طالما كرره كثير من القراء وبعض العلماء، وهو:
ما فائدة الإعجاز العددي أو الرقمي؟
وأقول أيها الأحبة إن أي معجزة تتجلى في القرآن لا بد أن يكون من ورائها هدف كبير لأن الله تبارك وتعالى لا يضع شيئاً في كتابه عبثاً، إنما ينزل كل شيء بعلمٍ وحكمة وهدف. وبما أننا نعيش في هذا العصر (عصر الأرقام) وعصر (الإلحاد) أيضاً فوجود هذه اللغة في القرآن الكريم هو أمرٌ مفيد جداً لحوار غير المؤمنين، أو غير المسلمين.
فنحن مشكلتنا مع غير المسلمين أنهم لا يعترفون بالقرآن كتاباً من عند الله تبارك وتعالى، وعندما نقوم باستخراج هذه العجائب التي أودعها الله في كتابه وإظهارها للغرب وخطابهم باللغة التي يتقنونها جيداً ويتقنونها أكثر منا، فإن هذا سيكون دليلاً وبرهاناً قوياً جداً على صدق هذا الكتاب، وعلى صدق رسالة الإسلام، وعسى أن تكون هذه المعجزة وسيلة لتصحيح فكرة غير المسلمين عن الإسلام أن هذا الدين هو دين العلم، وأن القرآن كتاب علم أيضاً وليس كتاب (أساطير) كما يدعي البعض.
منهج البحث
المعجزة العددية السباعية في غاية البساطة، وتعتمد على عدد الحروف والكلمات في القرآن الكريم. فالله تبارك وتعالى أنزل القرآن وقال عن نفسه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى: 11]. كذلك فإن كلام الله تبارك وتعالى لا يشبهه أي كلام من كلام البشر. فإذا ما قمنا بعدّ كلمات القرآن وحروف هذه الآيات وتأملناها جيداً نلاحظ أن فيها تناسقاً سباعياً رائعاً يشهد على عظمة هذا الكتاب الكريم. والمنهج الذي نعتمده في هذه الأبحاث يقوم على عدّ الحروف كما رسمت في القرآن.
الحرف المكتوب في كتاب الله تبارك وتعالى نعده حرفاً، والحرف الذي لم يكتب لا نعده سواء لفظ أو لم يلفظ. وهذه الطريقة طبعاً ثابتة في جميع أبحاث الإعجاز العددي. كذلك فإن الواو (واو العطف) سوف تعد كلمة مستقلة بذاتها، لأن هذه الكلمة تكتب منفصلة عن ما قبلها وعما بعدها، لذلك نعدها كلمة وطبعاً هذا المنهج ثابت في جميع الأبحاث.
السر الغامض
ومن الأشياء التي تُعتبر سراً غامضاً في القرآن، وطالما حاول المشككون أن ينتقدوا هذا القرآن بقولهم: إن القرآن يحوي حروفاً لا معنى لها، أو يقولون: إنها طلاسم لا معنى لها. وبعد دراسة طويلة لهذه الحروف (الحروف المقطعة) مثل (الم – الر) تبيَّن بما لا يقبل الشك أن الله تبارك وتعالى نظّم تكرار هذه الحروف في كتابه بنظام محكم يقوم على الرقم (7).
فلو قمنا بعدّ هذه الحروف سوف نجد أن عددها (14) حرفاً، ولو قمنا بعد الافتتاحيات سوف نجد عددها (14) افتتاحية. وهذا العدد من مضاعفات الرقم (7)، فالله تبارك وتعالى وضع في مقدمة تسع وعشرين سورة حروفاً مقطعة، هذه الحروف منها ما تكرر، ومنها ما لم يتكرر، فإذا نظرنا إلى هذه الافتتاحيات ما عدا المكرر نجد عددها أربع عشر افتتاحية وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، وهذه الافتتاحيات هي على الترتيب: (الم) (الص) (الر) (المر) (كهيعص) (طه) (طسم) (طس) (يس) (ص) (حم) (حم عسق) (ق) (ن). والمجموع هو (14) وهذا العدد هو من مضاعفات العدد (7) أي يمكننا أن نكتب: 14= 7 × 2
ولو قمنا بعدّ الحروف الداخلة في تركيب هذه الافتتاحيات سوف نجد أن عدد هذه الحروف أيضاً (14) وهذه الحروف هي: الألف واللام والميم والصاد والراء والكاف والهاء والياء والعين والطاء والسين والحاء والقاف والنون. إذاً هنالك تناسق سباعي بين عدد الافتتاحيات المقطعة، وبين عدد الحروف المقطعة، وجاء العدد (14) من مضاعفات الرقم (7).
مثال يُظهر الإحكام العددي في توزع هذه الحروف
لنبدأ بأول افتتاحية مقطعة في القرآن وهي (الم). فلو قمنا بعدّ السور التي تبدأ بـ (الم) نرى أنه توجد في القرآن ست سور تبدأ بهذه الافتتاحية (الم). والله تبارك وتعالى كرّر هذه الحروف لحكمة عظيمة، فلم يأت تكرار حروف (الم) في القرآن في ست سور عبثاً إنما جاء لحكمة عظيمة، فنحن لدينا ست سور تبدأ بـ (الم) هذه السور هي: البقرة - آل عمران – العنكبوت – الروم – لقمان - السجدة.
قلنا إنه لدينا تسعاً وعشرين سورة تبدأ بحروف مقطعة: سورة البقرة هي السورة الأولى، وسورة القلم هي السورة الأخيرة. فهذه السور إذا قمنا بترقيمها بأرقام تسلسلية من الرقم 1 إلى الرقم 29 يكون لدينا ترتيب تلك السور التي تبدأ بـ (الم) كما يلي: البقرة رقمها 1 - آل عمران رقمها 2 - العنكبوت رقمها 15 - الروم رقمها 16 - لقمان رقمها 17 - السجدة رقمها 18.
والمنهج الذي نعتمده دائماً في معالجة هذه الأرقام لاستخراج المعجزة العددية هو أن نكتب هذه الأرقام كما هي دون أن نجمع هذه الأرقام أو نطرحها ولا نجري أي عملية رياضية، فقط نكتب الأرقام ونقرأ العدد الإجمالي، ونلاحظ في هذه الحالة أنه قد تشكل لدينا عدد من عشر مراتب، وهذا العدد هو الذي يمثل أرقام السور التي تبدأ بـ (الم) فلو قمنا بقراءة هذا العدد من اليسار إلى اليمين لدينا: 1817161521 وهذا العدد من فئة البليون أو من فئة الألف مليون يعني عدد ضخم، هذا العدد عندما نعالجه رياضياً نلاحظ أنه من مضاعفات الرقم (7) يعني إذا قسمنا هذا العدد على (7) نجد أن العدد الناتج هو عدد صحيح لا فواصل فيه، جرب ذلك بنفسك!!
إذاً العدد الذي يمثل أرقام هذه السور الستة التي تبدأ بـ (الم) هو عدد ضخم من مرتبة الألف مليون ويقبل القسمة على (7) تماماً من دون أي فواصل، ولو أخذنا الناتج من هذه العملية نلاحظ أيضاً أنه ينقسم على (7) لمرة ثانية، ولو أخذنا الناتج أيضاً نلاحظ أنه ينقسم على (7) لمرة ثالثة أي أن لدينا عمليات رياضية محكمة تتعلق بأرقام وترتيب هذه السور الستة.
سلسلة طويلة من التناسقات السباعية
مئات التناسقات تتجلى في هذه الحروف الثلاثة (الم). فهنالك سور نزلت بمكة المكرمة وسور نزلت بالمدينة ونحن نعلم أن القرآن منه ما نزل في مكة ومنه ما نزل بالمدينة، وهنا أيضاً نلاحظ أن التناسق يبقى مستمراً في تسلسل هذه السور، نحن نتحدث عن تسلسل السور المقطعة في القرآن وهي 29 سورة تبدأ بسورة البقرة وتنتهي بسورة القلم.
السور التي تبدأ بـ (الم) والتي نزلت بالمدينة هي:
- سورة البقرة ونزلت بالمدينة وترتيبها بين السور ذوات الفواتح هو 1
- سورة آل عمران ونزلت بالمدينة وترتيبها بين السور ذوات الفواتح هو 2
وهذان العددان عندما نضمهما إلى بعضهما يتشكل لدينا عدد هو: 21 وهذا من مضاعفات الرقم (7).
السور الأربعة الباقية أيضاً والتي نزلت في مكة المكرمة وهي: العنكبوت والروم ولقمان والسجدة، هذه السور إذا أخذنا أرقامها حسب تسلسلها في السور التي تبدأ بالحروف المقطعة نلاحظ أن: العنكبوت رقمها 15 والروم رقمها 16 ولقمان رقمها 17 والسجدة ورقمها 18 وعندما نقوم بصف هذه الأرقام نلاحظ أن لدينا عدداً جديداً يتألف من ثماني مراتب وهو 18171615 وهو من مضاعفات الرقم (7) أيضاً، تأكد من ذلك رياضياً!
ولو تأملنا أعداد آيات كل سورة، فإننا عندما نقوم بكتابة أسماء السور الستة التي تبدأ بـ (الم) ونكتب عدد آيات كل سورة نرى ما يلي: سورة البقرة عدد آياتها 286 سورة آل عمران عدد آياتها 200 العنكبوت: 69 آية الروم: 60 آية لقمان: 34 آية السجدة: 30 آية. وعندما نقوم بصف هذه الأرقام كما هي نجد عدداً من مضاعفات الرقم (7) أيضاً، جرب ذلك بنفسك!.
والحقيقة أننا حتى عندما نجمع هذه الأرقام المنفردة يعني: 6+8+2+0+0+2+9+..... وهكذا نجد أن مجموع هذا العدد الذي يمثل كما قلنا أعداد آيات سور (الم) هو تسع وأربعون وهذا العدد يساوي 7 × 7. تأكد من ذلك؟
والآن لو أخذنا أول سورة تبدأ بـ (الم) وهي سورة البقرة يقول فيها تبارك وتعالى:(ذَلِكَ الْكِتَبُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة: 2]. ولو أخذنا آخر سورة تبدأ بـ (الم) وهي سورة السجدة نرى في مقدمتها: (تَنْزِيلُ الْكِتَبِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَلَمِينَ) [السجدة: 2].
عندما نأخذ من كل كلمة من هذه الكلمات ما تحويه من حروف (الم) أي عندما نعبر عن كل كلمة برقم يمثل ما تحويه من حروف الألف واللام والميم نجد في قوله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ):
ذلك: نرى فيها من حروف (الم) حرف: اللام: أي تأخذ الرقم 1
الكتب: نرى فيه من حروف (الم): الألف واللام أي تأخذ الرقم 2
لا: نجد فيها الألف واللام أي: 2 أيضاً.
ريب: لا يوجد فيها أي حرف من حروف (الم) وتأخذ الرقم: 0
وهكذا عندما نقوم بصف هذه الأرقام نرى أن العدد الذي يمثل توزع حروف (الم) في قوله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) هو عدد يتألف من ثماني مراتب ويقبل القسمة على (7) من دون باقٍ أي من مضاعفات الرقم (7).
وعندما ننتقل إلى الآية الأخيرة أي: آخر سورة بدأت بـ (الم) يقول تعالى في مقدمتها: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) عندما نقوم بنفس العمل، أي نأخذ من كل كلمة ما تحويه من حروف (الم) نرى أيضاً عدداً من مضاعفات الرقم (7). وطبعاً هذه الأرقام ما هي إلا مجرد مقدمات، في هذه السور الستة التي تبدأ بـ (الم) هنالك مئات التناسقات العددية القائمة على هذا الرقم، نسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا العلم.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
الصلاة لعلاج الشيخوخة المبكرة
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
الصلاة لعلاج الشيخوخة المبكرة
من أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها، هذا ما أمرنا به الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم، والأبحاث الجديدة تؤكد أن النشاط البدني القليل ولكن المستمر يساعد على علاج الشيخوخة المبكرة ويطرد القلق، لنقرأ....
الدراسة العلمية
يقول الباحثون إن على الإنسان أن يمارس نشاطاً بدنياً أكثر: فقد أشارت دراسة قام بها فريق من جامعة كينجز كوليج البريطانية المرموقة إلى أن قلة النشاط البدني قد تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة. وقام الباحثون بإجراء الاختبارات على عدد كبير من التوائم تبين لهم أن الذين كانوا يمارسون نشاطاً بدنياً خلال أوقات الفراغ بدوا أكثر شباباً من أقرانهم الذين لم يمارسوا مثل هذا النشاط.
كما وجدوا أن طول الأجزاء التي تطلق عليها TELOMERES في سلاسل الحمض النووي (DNA) لدى الأشخاص قليلي الحركة أقصر ممن لدى الناشطين بدنياً حيث يعتقد أن هذا الجزء مسؤول عن قصر عمر الخلايا. ويربط الباحثون بين النشاط البدني وانخفاض معدل السرطان وأمراض القلب ومرض السكري. وهذه الدراسة لا تؤكد العلاقة بين الأمراض وقلة النشاط البدني بل العلاقة بين الشيخوخة المبكرة وقلة النشاط.
وشملت الدراسة 2401 من التوائم البيض حيث وزعت عليهم استمارات حول النشاط البدني الذين يقومون به خلال حياتهم اليومية وبعد ذلك أخذت عينات من دمهم لدراسة الحمض النووي لديهم. وركز الباحثون على دراسة TELOMERES وهي تمثل نهايات سلاسل الحمض النووي ومسؤولة عن حمايتها. ومن المعروف أن هذه الأجزاء قصيرة لدى المتقدمين في السن مما يعرض الخلايا للتلف السريع والموت.
وتمت دراسة الكريات البيض في دم جهاز المناعة، وقد وجد الباحثون أن التيلوميرات فقدت وسطياً 21 جزءاً منها كل عام إضافة إلى أنهم وجدوا أن التيلوميرات لدى الأشخاص قليلي النشاط أقصر مما لدى النشطاء بدنياً. وتبين للباحثين أن الأشخاص الذين يمارسون نشاطاً بدنياً مثل الجري ولعب التنس والألعاب البهلوانية لمدة 200 دقيقة أسبوعياً كانت التيلوميرات لديهم أطول بحوالي 200 جزء.
أما الأشخاص الأكثر نشاطاً من الناحية البدنية من بين الذين جرت دراستهم فتبين أنهم بدوا أصغر عمراً بحوالي عشر سنوات من الذين لا يمارسون نشاطاً بدنياً. كما أن دراسة الفروق بين التوائم الذين يعيشون حياة نشطة بدنياً وأقرانهم غير الناشطين بدنياً أعطت نفس النتائج.
وأشارت الدراسة إلى أن الخلايا لدى الأشخاص قليلي الحركة أكثر عرضة للتلف. ويعتقد أن التوتر له تأثير سلبي على طول التيلوميرات وهو ما يمكن التخفيف منه عن طريق ممارسة الرياضة بشكل منتظم. وخلصت الدراسة التي نشرتها الجامعة في نشرتها الداخلية إلى أن الأشخاص "الذين يمارسون النشاط البدني بشكل منتظم هم أكثر شباباً من غيرهم من الناحية الجسدية".
التعليق
عندما قرأتُ هذه الدراسة تذكَّرتُ على الفور حديث النبي الأعظم عندما أخبرنا عن أحب الأعمال إلى الله فقال: (الصلاة على وقتها)، ماذا تعني هذه العبارة الرائعة؟ إنها تعني ببساطة أن المؤمن سيؤدي رياضة خمس مرات كل يوم حتى آخر لحظة من حياته!! وتعني أن المؤمن سيتوضأ كل يوم عدة مرات، وسيكون على طهارة مستمرة، وهذا يمنح الإنسان شعوراً بالحيوية والنشاط، وبالتالي علاجاً للشيخوخة المبكرة.
وأتذكر عندما قال الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ)، ماذا يعني ذلك؟ إنه أمر نبوي لنا بأن نستمر في عباداتنا لله حتى نهاية حياتنا، ويعني أنه علينا أن نمارس المشي إلى المساجد كل يوم، فكثرة الخطى إلى المساجد تقرب العبد من ربه، فيكسب بذلك الأجر ويكسب بنفس الوقت العافية والصحة ويبعد عن نفسه شبح الأمراض.
لذلك قال تعالى: (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) [النساء: 103]. وانظروا إلى كلمة (مَوْقُوتًا) والتي تدل على الاستمرارية في أوقات محددة ومنظمة كل يوم. ولذلك يا أحبتي أقول: هذه روعة الإسلام، فالعلم الحديث والعلماء يحاولون حصر فوائد النشاط البدني بالفوائد الصحية الدنيوية، بينما الإسلام يأمرنا بالصلاة مثلاً ويعطينا عليها الحياة الطيبة في الدنيا، وفي الآخرة يعطينا الأجر والثواب والجنة! وتأملوا معي هذا الأمر الإلهي بالمحافظة على الصلاة: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238].
هناك آيات كثيرة تأمرنا بقيام الليل وهذه القضية مهمة جداً للحفاظ على حيوية الإنسان والقضاء على الهموم والمشاكل والقلق، فالقلق كما رأينا له أثر سلبي كبير على عمر الخلية فهو يقصر عمر الخلايا، ولذلك جاء القرآن ليزيل عنا القلق والهموم، يقول تعالى: (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 38]. وآيات كثيرة تأمرنا بتسليم الأمر لله والرضا بما قسم الله لنا، وآيات كثيرة تأمرنا بكثرة السجود والقيام لله تعالى، وهذه كلها عبارة عن نشاط بدني مستمر، يقول تعالى: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9]. فهل هناك أعظم من هذا الدين الحنيف؟
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
من أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها، هذا ما أمرنا به الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم، والأبحاث الجديدة تؤكد أن النشاط البدني القليل ولكن المستمر يساعد على علاج الشيخوخة المبكرة ويطرد القلق، لنقرأ....
الدراسة العلمية
يقول الباحثون إن على الإنسان أن يمارس نشاطاً بدنياً أكثر: فقد أشارت دراسة قام بها فريق من جامعة كينجز كوليج البريطانية المرموقة إلى أن قلة النشاط البدني قد تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة. وقام الباحثون بإجراء الاختبارات على عدد كبير من التوائم تبين لهم أن الذين كانوا يمارسون نشاطاً بدنياً خلال أوقات الفراغ بدوا أكثر شباباً من أقرانهم الذين لم يمارسوا مثل هذا النشاط.
كما وجدوا أن طول الأجزاء التي تطلق عليها TELOMERES في سلاسل الحمض النووي (DNA) لدى الأشخاص قليلي الحركة أقصر ممن لدى الناشطين بدنياً حيث يعتقد أن هذا الجزء مسؤول عن قصر عمر الخلايا. ويربط الباحثون بين النشاط البدني وانخفاض معدل السرطان وأمراض القلب ومرض السكري. وهذه الدراسة لا تؤكد العلاقة بين الأمراض وقلة النشاط البدني بل العلاقة بين الشيخوخة المبكرة وقلة النشاط.
وشملت الدراسة 2401 من التوائم البيض حيث وزعت عليهم استمارات حول النشاط البدني الذين يقومون به خلال حياتهم اليومية وبعد ذلك أخذت عينات من دمهم لدراسة الحمض النووي لديهم. وركز الباحثون على دراسة TELOMERES وهي تمثل نهايات سلاسل الحمض النووي ومسؤولة عن حمايتها. ومن المعروف أن هذه الأجزاء قصيرة لدى المتقدمين في السن مما يعرض الخلايا للتلف السريع والموت.
وتمت دراسة الكريات البيض في دم جهاز المناعة، وقد وجد الباحثون أن التيلوميرات فقدت وسطياً 21 جزءاً منها كل عام إضافة إلى أنهم وجدوا أن التيلوميرات لدى الأشخاص قليلي النشاط أقصر مما لدى النشطاء بدنياً. وتبين للباحثين أن الأشخاص الذين يمارسون نشاطاً بدنياً مثل الجري ولعب التنس والألعاب البهلوانية لمدة 200 دقيقة أسبوعياً كانت التيلوميرات لديهم أطول بحوالي 200 جزء.
أما الأشخاص الأكثر نشاطاً من الناحية البدنية من بين الذين جرت دراستهم فتبين أنهم بدوا أصغر عمراً بحوالي عشر سنوات من الذين لا يمارسون نشاطاً بدنياً. كما أن دراسة الفروق بين التوائم الذين يعيشون حياة نشطة بدنياً وأقرانهم غير الناشطين بدنياً أعطت نفس النتائج.
وأشارت الدراسة إلى أن الخلايا لدى الأشخاص قليلي الحركة أكثر عرضة للتلف. ويعتقد أن التوتر له تأثير سلبي على طول التيلوميرات وهو ما يمكن التخفيف منه عن طريق ممارسة الرياضة بشكل منتظم. وخلصت الدراسة التي نشرتها الجامعة في نشرتها الداخلية إلى أن الأشخاص "الذين يمارسون النشاط البدني بشكل منتظم هم أكثر شباباً من غيرهم من الناحية الجسدية".
التعليق
عندما قرأتُ هذه الدراسة تذكَّرتُ على الفور حديث النبي الأعظم عندما أخبرنا عن أحب الأعمال إلى الله فقال: (الصلاة على وقتها)، ماذا تعني هذه العبارة الرائعة؟ إنها تعني ببساطة أن المؤمن سيؤدي رياضة خمس مرات كل يوم حتى آخر لحظة من حياته!! وتعني أن المؤمن سيتوضأ كل يوم عدة مرات، وسيكون على طهارة مستمرة، وهذا يمنح الإنسان شعوراً بالحيوية والنشاط، وبالتالي علاجاً للشيخوخة المبكرة.
وأتذكر عندما قال الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ)، ماذا يعني ذلك؟ إنه أمر نبوي لنا بأن نستمر في عباداتنا لله حتى نهاية حياتنا، ويعني أنه علينا أن نمارس المشي إلى المساجد كل يوم، فكثرة الخطى إلى المساجد تقرب العبد من ربه، فيكسب بذلك الأجر ويكسب بنفس الوقت العافية والصحة ويبعد عن نفسه شبح الأمراض.
لذلك قال تعالى: (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) [النساء: 103]. وانظروا إلى كلمة (مَوْقُوتًا) والتي تدل على الاستمرارية في أوقات محددة ومنظمة كل يوم. ولذلك يا أحبتي أقول: هذه روعة الإسلام، فالعلم الحديث والعلماء يحاولون حصر فوائد النشاط البدني بالفوائد الصحية الدنيوية، بينما الإسلام يأمرنا بالصلاة مثلاً ويعطينا عليها الحياة الطيبة في الدنيا، وفي الآخرة يعطينا الأجر والثواب والجنة! وتأملوا معي هذا الأمر الإلهي بالمحافظة على الصلاة: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238].
هناك آيات كثيرة تأمرنا بقيام الليل وهذه القضية مهمة جداً للحفاظ على حيوية الإنسان والقضاء على الهموم والمشاكل والقلق، فالقلق كما رأينا له أثر سلبي كبير على عمر الخلية فهو يقصر عمر الخلايا، ولذلك جاء القرآن ليزيل عنا القلق والهموم، يقول تعالى: (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 38]. وآيات كثيرة تأمرنا بتسليم الأمر لله والرضا بما قسم الله لنا، وآيات كثيرة تأمرنا بكثرة السجود والقيام لله تعالى، وهذه كلها عبارة عن نشاط بدني مستمر، يقول تعالى: (أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9]. فهل هناك أعظم من هذا الدين الحنيف؟
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
لعلاج السعـال وجفـاف الفــم
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
العسل هو الأفضل لعلاج السعال وجفاف الفم
اكتشاف علمي جديد يؤكد الفعالية الكبيرة للعسل في علاج كثير من الأمراض، بل ربما يكون العسل هو الأفضل لعلاج السعال، وكذلك الجفاف الذي يعاني منه البعض....
يحاول اليوم كثير من الأطباء العودة للطبيعة بعدما فشل الطب الكيميائي في علاج بعض الأمراض المزمنة والمستعصية. وقد وجدوا في العسل خير شفاء لكثير من الأمراض، ولكن الأبحاث العلمية لا زالت قليلة، ومن آخرها أن فريقاً من علماء طب الأطفال والصحة العامة بكلية طب جامعة بنسلفانيا، وجدوا أن العسل قد أظهر فعالية أفضل في خفض حدة وتواتر السعال الليلي، كما حسن على نحو ملحوظ من نوعية أو جودة نوم الأطفال وذويهم أيضاً. والشائع لدى العاملين في مجال الصحة والطب أن مركب "دكسترومِثورفان" (DM)، وهو المركب النشط في العديد من خلطات أدوية السعال المتاحة للبيع في الصيدليات والأسواق، ليس له كبير أثر على أعراض السعال.
والمعلوم تاريخياً وتقليدياً أن العسل قد استخدم في الطب لعدة قرون، ليس فقط لعلاج السعال والالتهاب الشعبي، ولكن أيضاً للمساعدة على تضميد والتئام الجراح والإصابات الأخرى. لكن العلاج الفعال للسعال غالبا ما يتم مزج العسل بالليمون أو الزنجبيل أو أعشاب طبيعية أخرى.
ويأمل الباحثون بأن ينظر أهل الاختصاصات الطبية ذات الصلة إلى الإمكانات الإيجابية الواعدة للعسل علاجاً، في ظل عدم وجود ما يثبت كفاءة "دكسترومثورفان"، إضافة إلى تكلفته المادية والآثار الضارة المحتملة والمرتبطة باستخدامه، كما يمكن أن يسبب تقلصات وتشنجات عضلية لا إرادية حادة. بل هناك حالات شائعة يستخدم فيها المراهقون هذا العقار مخدراً للتأثير على الحالة المزاجية والعقلية.
تابع فريق علماء بنسلفانيا 105 من الأطفال والمراهقين يعانون من عدوى إصابات مرضية بالجهاز التنفسي، ودامت متابعة الباحثين لهؤلاء المشاركين ليلتين. في الليلة الأولى، لم يتلق أي من الأطفال والمراهقين المشاركين في الدراسة علاجاً من أي نوع. وفي الليلة الثانية، تم تقسيمهم إلى مجموعات، تلقت إحداها عسلاً، وتلقت الأخرى عقار "دكسترومِثورفان" ممزوجاً بنكهة عسل مصطنعة، ولم تتلق الثالثة شيئاً، وكان ذلك قبل النوم بنصف ساعة تقريباً.
وقد أجاب أهالي الأطفال والمراهقين عن أسئلة الباحثين المتعلقة بالأعراض التي مر بها أبناؤهم ونوعية نومهم، وكذلك قدرة الأهل أنفسهم على النوم. وكان الأهالي قد قيموا بتقدير عال العسل بديلاً أفضل فعالية من ناحية تخفيف الأعراض.
يذكر أن وكالة معايير الغذاء القياسية بالولايات المتحدة توصي بعدم استخدام العسل غذاءً للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة، وذلك احترازاً من مخاطر التسمم بالبكتيريا المطثية الوشيقية.
علاج ناجع لجفاف الفم
أثبتت دراسة علمية جديدة أن العسل يساعد في تخفيف حالات جفاف الفم أو نشفان الرِّيق التي تعرف طبيا بـ Xerostomia. وأوضح باحثون مختصون في جراحة الفك والوجه أن نقص اللعاب الناجم عن جفاف الفم الذي قد يحدث تلقائياً نتيجة لتعاطي أنواع مختلفة من العلاجات الدوائية أو العلاج الإشعاعي والكيميائي المخصص للسرطان, يسبب ترقّق الأسنان وهشاشتها وزيادة تعرضها للتلف.
وسجل هؤلاء في التقرير الطبي الذي نشرته مجلة "العلاجات الفمية" الأميركية أن بإمكان الأشخاص المصابين بجفاف الفم ونشفان الريق تناول الكميات التي يريدونها من العسل دون الخوف من خطر تسوس الأسنان.
وأفاد الاختصاصيون أنه عندما يختلط العسل باللعاب فإن بعض مكونات العسل تتحول إلى أحماض قوية متلفة للأسنان بحيث ينعكس هذا التفاعل الكيميائي بعد ابتلاع خليط العسل واللعاب, أما إذا لم يكن هناك لعاب فإن العسل يصبح غير مؤذ للأسنان.
ونتذكر قول الحق تبارك وتعالى كيف أوحى إلى النحل، بل سخَّر هذا العالم (عالم النحل) لخدمتنا، وهيَّأ لهذه المخلوقات السُّبُل وهداها إلى طريقه، وأودع في أدمغتها المعلومات والبرامج التي ستستعين بها على تصنيع العسل، يقول تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 68-69].
ويجب أن نعلم أن العسل هو الدواء الذي لا يترك أية آثار جانبية، وهو علاج رخيص مقارنة ببقية الأدوية، وهو غذاء أيضاً، ووقاية، فهو يقي من أنواع عديدة من السرطان، ويفيد في علاج الجروح والقروح والحروق، بل هناك دراسات تعتبر أن العسل أفضل علاج للحروق!
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
معـجزة حفــظ القـــرآن
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
معـجزة حفــظ القـــرآن
يمكن أن نقول بثقة تامة إن أقدم كتاب موجود بين أيدينا اليوم كما هو دون تبديل أو تغيير هو القرآن. ولا يوجد كتاب على وجه الأرض تتطابق جميع نسخه تطابقاً تاماً إلا القرآن. ولكن هل هناك دليل علمي على ذلك؟
مخطوطات القرآن متطابقة بشكل مذهل
لو تأملنا المخطوطات الكثيرة للقرآن وهي تعد بالآلاف والمنتشرة في بقاع العالم، لوجدنا تطابقاً مذهلاً باستثناء بعض الأحرف التي لا تغير معنى الآية، بل تضيف معاني أخرى، وهذا ما عُرف بروايات القرآن أو القراءات القرآنية. والإثبات العلمي على ذلك أن العلماء وبخاصة المشككين منهم والمستشرقين لم يعثروا حتى الآن على مخطوطة قرآنية واحدة مخالفة للقرآن الذي بين أيدينا اليوم.
وهذا ما تؤكده الآية الكريمة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9]. وبما أن الله تعهَّد بحفظ القرآن إذاً يجب أن تكون جميع النسخ متطابقة، وهذا ما نراه بالفعل، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المشككون والملحدون، لم يتمكنوا من العثور على دليل واحد يستندون إليه كدليل على أن القرآن محرف، ولذلك لجؤوا إلى الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وإلى القصص غير الصحيحة الموجودة في بعض كتب التفسير لإثبات نظريتهم، وعلى الرغم من ذلك فشلوا في إقناع أحد بأن القرآن محرف.
الفرقان الحق يشهد على صدق القرآن!
ربما سمعنا جميعاً وبعضنا قرأ مقتطفات من كتاب بديل عن القرآن أسموه "الفرقان الحق" في محاولة كلفتهم الملايين لتشكيك المسلمين بدينهم، ولكن هذه المحاولة باءت بفشل ذريع، فالكتاب الذي بذل فيه مؤلفوه جهوداً كبيرة جداً لم يفلحوا في نشره رغم الإمكانيات المادية الهائلة والدعم الكبير الذي حظي به. والذي يتأمل هذه المحاولة يجدها مليئة بالأخطاء والتناقضات، بل كان الواجب أن يطلقوا عليه اسم "أضحوكة الفرقان الحق" لأنه كتاب مضحك، ولم يصدّقه أحد.
وهذا دليل مادي ملموس على استحالة الإتيان بمثل القرآن، يقول تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 23-24]. ونقول سبحان الله! حتى المحاولات التي يبذلونها للتشكيك في هذا القرآن تأتي لخدمة القرآن!
القرآن هو الكتاب الوحيد القابل للحفظ في الصدور
الكتاب الوحيد على وجه الأرض القابل للحفظ في الصدور هو القرآن، فنجد عشرات الآلاف من الكبار والشباب والأطفال، يحفظون القرآن كاملاً، بل ويحافظون عليه طيلة حياتهم، لا ينسون شيئاً منه. بينما لو توجهنا بسؤال إلى رجال الدين من كل الديانات الأخرى: هل يوجد بينكم إنسان واحد يحفظ كتابه كاملاً؟ لوجدنا الإجابة على الفور لا! والغريب أنه لا يستطيع أي رجل دين غير مسلم أن يدعي أنه يحفظ كتابه كاملاً، لأنه ببساطة يعتبر أن هذا العمل غير ضروري، بينما نجد المسلمين يعتبرون أفضل وأجل الأعمال وأحبها إلى الله أن يحفظوا القرآن غيباً.
يوجد في العالم اليوم آلاف المخطوطات القرآنية في شتى بقاع الدنيا، والمذهل أننا نجدها متطابقة تماماً، مع اختلاف بسيط في رسم بعض الكلمات أو نوع الخط أو حجم الصفحة ولكن الكلمات المكتوبة ذاتها في جميع النسخ، والمعنى اللغوي لها نفسه في جميع النسخ، وهذا يشهد على أن القرآن محفوظ برعاية الله تعالى.
وهنا ربما ندرك معنى جديداً للآية الكريمة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9]، فكلمة (لَحَافِظُونَ) تعني حفظ القرآن في الصدور وفي السطور، فهو كتاب محفوظ منذ نزوله وحتى يرث الله الأرض ومن عليها. ولكن ماذا عن بقية الكتب وأهمها الكتاب المقدس؟ ماذا يقول المختصون عنه، وما هي آخر الأبحاث العلمية حول ذلك؟
باحث أمريكي يؤكد أن الكتاب المقدس الحالي لا يمكن أن يكون من عند الله
يؤكد علماء الغرب اليوم، بل وكثير من رجال الدين عندهم، أن الكتاب المقدس محرف، وأن هناك الكثير من التعديلات التي أُجريت على هذا الكتاب طيلة القرون الماضية. وفي مقالة نشرت على بي بي سي يصرح بعض العلماء المختصين بدراسة مخطوطات الكتاب المقدس القديمة، أنه هناك اختلافات كبيرة على مر العصور بين النسخ، ولا توجد مخطوطتين متطابقتين، بل هناك زيادة وحذف مستمر. ويقول David Parker أحد المختصين بدراسة المخطوطات: يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن -الكتاب المقدس- هو نص حيوي يتغير باستمرار من جيل لآخر في محاولة لفهم ما يظنه الناس عن الله [1].
إن المخطوطة التي عثر عليها منذ 160 سنة يحاول العلماء اليوم عرضها لتكون متوافرة على الإنترنت، ويمكن لأي شخص أن يطلع عليها، وهي كتاب سيناء أو 'Codex Sinaiticus' والتي كُتبت قبل أكثر من 1500 سنة، أي قبل الإسلام، وتحوي معلومات تختلف عن الإنجيل الحديث اختلافاً جذرياً. فالاختلافات الكثيرة التي نراها ونلمسها في نسخ الكتاب المقدس تؤكد أنه من عند غير الله، أي أنه محرف، والكتاب الأصلي المقدس الصحيح غير موجود حالياً، أما الكتاب المقدس الصحيح والوحيد الموجود بين أيدينا هو القرآن، ولذلك يجب على كل حائر أو متردد أن يتبع هذا القرآن، لأنه الكتاب الحق.
يقول البروفسور الأمريكي Bart Ehrman المختص بعلم اللاهوت ورئيس قسم دراسات العهد الجديد:
The Bible we now use can't be the inerrant word of God.
لا يمكن أن يكون الكتاب المقدس الذي بين أيدنا الآن كلمة الله! ثم يقول:
When people ask me if the Bible is the word of God I answer 'which Bible?
عندما يسألني الناس: هل الكتاب المقدس هو كلمة الله، أجيب أي كتاب؟ لأننا أمام آلاف المخطوطات وكل مخطوطة تختلف عن الأخرى. ويصرح هذا البروفسور الذي يشغل منصب أستاذ الدراسات الدينية في جامعة كرولاينا الشمالية [5] يؤكد مراراً وتكراراً بأنه تعمق لأكثر من عشرين عاماً في دراسة الكتاب المقدس، وخرج بنتيجة ألا وهي أنه فقد إيمانه بهذا الكتاب، لماذا؟ لسبب بسيط وهو أن الكتاب المقدس الحالي مليء بالتناقضات والاختلافات!
القرآن يتحدث عن التحريف المستمر للتوراة والإنجيل
يؤكد هذا الباحث ما أكده القرآن قبل 14 قرناً أن الكتاب المقدس خضع للتحريف المستمر من قبل مئات الكتَّاب الذين تعاقبوا عليه، وهذا يتطابق مع النص القرآني، لنتأمل هذه الآيات التي تصور لنا عمليات التبديل المستمرة:
1- (يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 75].
2- (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) [النساء: 46].
3- (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) [المائدة: 13].
4- (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) [المائدة: 41].
وانظروا معي إلى كلمة (يُحَرِّفُونَ) تأتي دائماً بصيغة الحاضر أي الاستمرار ليدلنا الله تعالى على أن التبديل مستمر. ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد الشهرة والمال كما يدعون، لوافق اليهود والنصارى على كتاباتهم ليكسبهم إلى صفه، ولكن صاحب هذا الكلام هو رب العالمين، والتوراة هي كتاب الله، ولكنه خضع للتحريف، فمنَّ الله علينا بهذا النبي الأميّ الذي بلَّغنا القرآن بحرفيته وبقي محفوظاً بقدرة الله إلى يومنا هذا.
الباحثون يعتمدون القاعدة القرآنية لكشف التحريف
يقول David Parker كنتيجة لبحثه في المخطوطة الجديدة:
Others may take it as more evidence that the Bible is the word of man, not God.
آخرون يعتبرون (هذه الاختلافات) كدليل إضافي على أن الكتاب المقدس هو كلمة البشر، وليس كلمة الله.
إذاً الباحثون اليوم يتبعون قاعدة ذهبية لكشف التحريف من خلال التناقضات والاختلافات، وهذه القاعدة وضعها القرآن قبل 14 قرناً، وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى عن كتابه: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. أي أن الكتاب الإلهي يجب أن يكون خالياً من الاختلاف والتناقض، أما الكتاب المحرَّف فنجده مليئاً بالتناقضات، وهذا ينطبق على التوراة الحالية.
يقول Ehrman إن الكتاب المقدس هو كتاب إنساني جداً، وكل بصمات الإنسانية واضحة فيه، فهو مليء بالتناقضات والأخطاء، وقد اشترك في تأليفه العديد من البشر وخضع لكثير من التبديل والحذف والإضافة، وكل واحد كان يضع وجهة نظره البشرية، حتى إننا لا نجد أي أثر لنص إلهي، ولذلك فقدتُ إيماني بهذا الكتاب، ولكن إذا كان يوجد إله للكون فمن المؤكد أنه غير الإله الذي يتحدث عنه الكتاب المقدس!! [3].
وتأملوا معي كيف يعتمدون القاعدة القرآنية لمعرفة مصدر أي كتاب: (لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) أي أن التناقض صفة من صفات البشر، وهي دليل مادي ملموس على أن الكتاب المقدس الذي بين أيدينا محرف، بينما نجد التطابق شبه الكامل في جميع مخطوطات القرآن، وهذا دليل على أن القرآن لم يُحرَّف.
عثر حديثاً على مخطوطة للكتاب المقدس هي الأقدم في أحد الأديرة في صحراء سيناء، وساعد على بقائها الجو المناسب للصحراء وهو قليل الرطوبة، ويؤكد الباحثون أن هذه المخطوطة تختلف اختلافات كثيرة عن الكتاب المقدس الحالي، إن هذه الاختلافات هي دليل مادي ملموس على صدق القرآن!! لأن الله تعالى أخبرنا بمقياس يمكن أن نقيس به صدق أي كتاب، يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. ملاحظة: تأملوا معي البصمة التي على هذه الصفحة، والتي ربما تدل على أن كاتب هذه المخطوطة أراد أن يترك دليلاً على نفسه من خلال ترك بصمته على الكتاب!
سؤال يطرحه باحثون غربيون: من الذي حرَّف التوراة؟
يتابع البروفسور Ehrman وهو المؤلف لأكثر من عشرين كتاباً والكاتب الأكثر رواجاً في النيويورك تايمز: عندما نطرح سؤالاً ما على الكتاب المقدس نتوقع أن نجد جواباً واحداً، ولكن الكتاب المقدس يختلف عن بقية الكتب، حيث يعطينا أجوبة متناقضة. والسبب في ذلك هو الكتَّاب المختلفين الذين تعاقبوا على كتابة التوراة والإنجيل. فالكتاب المقدس مليء بالمعاناة، مثل قصة أيوب المليئة بالكلام البشري، والمعاناة هي طبيعة البشر، فإذا كان الله قوياً فلماذا يصور لنا قصص المعاناة؟
وفي كتابه الجديد يتساءل Ehrman مَن الذي غيَّر الكتاب المقدس ولماذا؟ ويؤكد في فصول الكتاب أن التوراة الحديثة أُلّفت بالأخطاء والتعديلات المتعمَّدة من قبل كتَّابها. وقد ألف هذا الباحث العديد من الأبحاث حول الكتب المقدسة المفقودة، ومن الذي أخفاها وما مصلحته في ذلك.
القرآن يتميز بالمظهر الإلهي في كل آية من آياته
إن الذي يدرس ويتدبر آيات القرآن يلاحظ أنه كتاب يتميز بمصدره الإلهي وكل آية تنطق وتقول لك إن الله تعالى هو قائلها. وإليكم بعض الأمثلة:
1- الأسماء الحسنى تشهد على صدق القرآن: فالله تعالى هو القوي وهو العزيز وهو الرحيم والقهار والغفار والملك والقدوس والمهيمن ... ولكي نثبت أن الكتاب من عند الخالق لابد أن يحدثنا عن هذه الصفات، وهذا ما يفعله القرآن، بل إن اسم (الله) تكرر 2699 مرة وهذه الكلمة هي الأكثر تكراراً في القرآن!! انظروا معي إلى هذا النص الإلهي: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الحشر: 23]، هل بمقدور البشر أن يأتوا بمثله؟
2- من الشروط المنطقية لنقبل أي كتاب على أنه من عند الله، أن يكون متفقاً مع نفسه وغير متناقض، والقرآن يتميز بهذه الصفة، فلا نجد أي تناقض، بل عندما نطرح أي سؤال نجد إجابة واحدة فقط، وليس إجابات متعددة ومختلفة كما في بقية الكتب المحرفة.
3- الكتاب الإلهي يجب أن يكون صحيحاً مئة بالمئة في حقائقه العلمية، والقرآن يتميز بهذه الصفة التي لا نجدها في أي كتاب آخر، والدليل العلمي على ذلك ما نجده من كتابات غزيرة تؤكد أن الكتب المقدسة لدى بقية الأديان متناقضة ولا تتفق مع العلم الحديث، بل ومليئة بالأساطير. لذلك نجد القرآن مليئاً بالحقائق العلمية التي تتفق تماماً مع العلم الحديث، وهذا دليل مادي على صدق القرآن.
4- القصة القرآنية تشهد على صدق القرآن: عندما نتأمل قصص القرآن نجد أن الكاتب هو الله وليس إنسان يبث لنا معاناته وهمومه ومشاكله كما في الكتب الأخرى المحرفة! ففي قصة موسى يخاطب تعالى نبيه ويقول له بعدما ألقى السحرة الحبال وسحروا أعين الناس: (قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى) [طه: 68]. انظروا معي إلى كلمة (قُلْنَا) مثل هذا الأسلوب لا نجده في أي كتاب آخر، والقرآن مليء بهذا النوع من الخطاب الذي يدل على أن قائل هذا الكلام هو الله، وليس بشر يكتب قصة ويرويها كما شاهدها وتأثر بها!
5- الكتاب الإلهي يجب أن يقدم لنا كافة الإجابات عن كل الأسئلة المطروحة ببساطة ووضوح وعدم تعقيد، وهذا ما يفعله القرآن حيث لم يتركنا حائرين نتخبط، بل وضح لنا كل شيء. فالقرآن يعطيك التفاصيل الدقيقة لكل شيء بما في ذلك الماضي والحاضر والمستقبل. وحيث تفشل جميع الكتاب في تصوير لحظة الموت، فإن القرآن يصورها لنا بكل دقة، وتأملوا معي بشيء من التدبر هذا الموقف لكل ظالم: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام: 93]. ففي أي كتاب نجد مثل هذا الوصف الدقيق للحظة الموت؟!
6- لا يوجد كتاب واحد في العالم يقتنع أتباعه بشكل مطلق أنه كتاب من عند الله، إلا القرآن! فلو سألنا أتباع أي ديانة هل تقتنعون أن كتابكم هذا من عند الله، سنجد نسبة كبيرة منهم تجيب بالنفي، وبخاصة الباحثين منهم، مثلاً الباحث Ehrman في كتبه [8] يؤكد ذلك، ومثله ألوف من الباحثين جميعهم يعتقدون أن الكتاب المقدس كتاب بشري. ولكن عندما نسأل أي مسلم على وجه الأرض نجده يعتقد جازماً أن القرآن كتاب الله، وأن كل كلمة فيه هي من عند الله، وهذا ينطبق على أكثر من ألف مليون مسلم، باستثناء القليلين ممن دأبوا على تقليد الغرب في كل شيء.
وأقول يا أحبتي: حبذا لو قمنا بمثل هذه الدراسات العلمية لإثبات مصدر القرآن الكريم، بالتأكيد سوف نبهر العالم فيما لو أثبتنا بلغة الحقائق العلمية صدق هذا القرآن، فالغرب اليوم لا يستمع إلا للغة العلم، وهذه اللغة هي الوحيدة القادرة على إقناع الغرب بصدق رسالة الإسلام وتصحيح نظرتهم لنبينا عليه الصلاة والسلام.
ــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
مخطوطات القرآن متطابقة بشكل مذهل
لو تأملنا المخطوطات الكثيرة للقرآن وهي تعد بالآلاف والمنتشرة في بقاع العالم، لوجدنا تطابقاً مذهلاً باستثناء بعض الأحرف التي لا تغير معنى الآية، بل تضيف معاني أخرى، وهذا ما عُرف بروايات القرآن أو القراءات القرآنية. والإثبات العلمي على ذلك أن العلماء وبخاصة المشككين منهم والمستشرقين لم يعثروا حتى الآن على مخطوطة قرآنية واحدة مخالفة للقرآن الذي بين أيدينا اليوم.
وهذا ما تؤكده الآية الكريمة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9]. وبما أن الله تعهَّد بحفظ القرآن إذاً يجب أن تكون جميع النسخ متطابقة، وهذا ما نراه بالفعل، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المشككون والملحدون، لم يتمكنوا من العثور على دليل واحد يستندون إليه كدليل على أن القرآن محرف، ولذلك لجؤوا إلى الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وإلى القصص غير الصحيحة الموجودة في بعض كتب التفسير لإثبات نظريتهم، وعلى الرغم من ذلك فشلوا في إقناع أحد بأن القرآن محرف.
الفرقان الحق يشهد على صدق القرآن!
ربما سمعنا جميعاً وبعضنا قرأ مقتطفات من كتاب بديل عن القرآن أسموه "الفرقان الحق" في محاولة كلفتهم الملايين لتشكيك المسلمين بدينهم، ولكن هذه المحاولة باءت بفشل ذريع، فالكتاب الذي بذل فيه مؤلفوه جهوداً كبيرة جداً لم يفلحوا في نشره رغم الإمكانيات المادية الهائلة والدعم الكبير الذي حظي به. والذي يتأمل هذه المحاولة يجدها مليئة بالأخطاء والتناقضات، بل كان الواجب أن يطلقوا عليه اسم "أضحوكة الفرقان الحق" لأنه كتاب مضحك، ولم يصدّقه أحد.
وهذا دليل مادي ملموس على استحالة الإتيان بمثل القرآن، يقول تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 23-24]. ونقول سبحان الله! حتى المحاولات التي يبذلونها للتشكيك في هذا القرآن تأتي لخدمة القرآن!
القرآن هو الكتاب الوحيد القابل للحفظ في الصدور
الكتاب الوحيد على وجه الأرض القابل للحفظ في الصدور هو القرآن، فنجد عشرات الآلاف من الكبار والشباب والأطفال، يحفظون القرآن كاملاً، بل ويحافظون عليه طيلة حياتهم، لا ينسون شيئاً منه. بينما لو توجهنا بسؤال إلى رجال الدين من كل الديانات الأخرى: هل يوجد بينكم إنسان واحد يحفظ كتابه كاملاً؟ لوجدنا الإجابة على الفور لا! والغريب أنه لا يستطيع أي رجل دين غير مسلم أن يدعي أنه يحفظ كتابه كاملاً، لأنه ببساطة يعتبر أن هذا العمل غير ضروري، بينما نجد المسلمين يعتبرون أفضل وأجل الأعمال وأحبها إلى الله أن يحفظوا القرآن غيباً.
يوجد في العالم اليوم آلاف المخطوطات القرآنية في شتى بقاع الدنيا، والمذهل أننا نجدها متطابقة تماماً، مع اختلاف بسيط في رسم بعض الكلمات أو نوع الخط أو حجم الصفحة ولكن الكلمات المكتوبة ذاتها في جميع النسخ، والمعنى اللغوي لها نفسه في جميع النسخ، وهذا يشهد على أن القرآن محفوظ برعاية الله تعالى.
وهنا ربما ندرك معنى جديداً للآية الكريمة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9]، فكلمة (لَحَافِظُونَ) تعني حفظ القرآن في الصدور وفي السطور، فهو كتاب محفوظ منذ نزوله وحتى يرث الله الأرض ومن عليها. ولكن ماذا عن بقية الكتب وأهمها الكتاب المقدس؟ ماذا يقول المختصون عنه، وما هي آخر الأبحاث العلمية حول ذلك؟
باحث أمريكي يؤكد أن الكتاب المقدس الحالي لا يمكن أن يكون من عند الله
يؤكد علماء الغرب اليوم، بل وكثير من رجال الدين عندهم، أن الكتاب المقدس محرف، وأن هناك الكثير من التعديلات التي أُجريت على هذا الكتاب طيلة القرون الماضية. وفي مقالة نشرت على بي بي سي يصرح بعض العلماء المختصين بدراسة مخطوطات الكتاب المقدس القديمة، أنه هناك اختلافات كبيرة على مر العصور بين النسخ، ولا توجد مخطوطتين متطابقتين، بل هناك زيادة وحذف مستمر. ويقول David Parker أحد المختصين بدراسة المخطوطات: يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن -الكتاب المقدس- هو نص حيوي يتغير باستمرار من جيل لآخر في محاولة لفهم ما يظنه الناس عن الله [1].
إن المخطوطة التي عثر عليها منذ 160 سنة يحاول العلماء اليوم عرضها لتكون متوافرة على الإنترنت، ويمكن لأي شخص أن يطلع عليها، وهي كتاب سيناء أو 'Codex Sinaiticus' والتي كُتبت قبل أكثر من 1500 سنة، أي قبل الإسلام، وتحوي معلومات تختلف عن الإنجيل الحديث اختلافاً جذرياً. فالاختلافات الكثيرة التي نراها ونلمسها في نسخ الكتاب المقدس تؤكد أنه من عند غير الله، أي أنه محرف، والكتاب الأصلي المقدس الصحيح غير موجود حالياً، أما الكتاب المقدس الصحيح والوحيد الموجود بين أيدينا هو القرآن، ولذلك يجب على كل حائر أو متردد أن يتبع هذا القرآن، لأنه الكتاب الحق.
يقول البروفسور الأمريكي Bart Ehrman المختص بعلم اللاهوت ورئيس قسم دراسات العهد الجديد:
The Bible we now use can't be the inerrant word of God.
لا يمكن أن يكون الكتاب المقدس الذي بين أيدنا الآن كلمة الله! ثم يقول:
When people ask me if the Bible is the word of God I answer 'which Bible?
عندما يسألني الناس: هل الكتاب المقدس هو كلمة الله، أجيب أي كتاب؟ لأننا أمام آلاف المخطوطات وكل مخطوطة تختلف عن الأخرى. ويصرح هذا البروفسور الذي يشغل منصب أستاذ الدراسات الدينية في جامعة كرولاينا الشمالية [5] يؤكد مراراً وتكراراً بأنه تعمق لأكثر من عشرين عاماً في دراسة الكتاب المقدس، وخرج بنتيجة ألا وهي أنه فقد إيمانه بهذا الكتاب، لماذا؟ لسبب بسيط وهو أن الكتاب المقدس الحالي مليء بالتناقضات والاختلافات!
القرآن يتحدث عن التحريف المستمر للتوراة والإنجيل
يؤكد هذا الباحث ما أكده القرآن قبل 14 قرناً أن الكتاب المقدس خضع للتحريف المستمر من قبل مئات الكتَّاب الذين تعاقبوا عليه، وهذا يتطابق مع النص القرآني، لنتأمل هذه الآيات التي تصور لنا عمليات التبديل المستمرة:
1- (يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 75].
2- (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) [النساء: 46].
3- (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) [المائدة: 13].
4- (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) [المائدة: 41].
وانظروا معي إلى كلمة (يُحَرِّفُونَ) تأتي دائماً بصيغة الحاضر أي الاستمرار ليدلنا الله تعالى على أن التبديل مستمر. ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد الشهرة والمال كما يدعون، لوافق اليهود والنصارى على كتاباتهم ليكسبهم إلى صفه، ولكن صاحب هذا الكلام هو رب العالمين، والتوراة هي كتاب الله، ولكنه خضع للتحريف، فمنَّ الله علينا بهذا النبي الأميّ الذي بلَّغنا القرآن بحرفيته وبقي محفوظاً بقدرة الله إلى يومنا هذا.
الباحثون يعتمدون القاعدة القرآنية لكشف التحريف
يقول David Parker كنتيجة لبحثه في المخطوطة الجديدة:
Others may take it as more evidence that the Bible is the word of man, not God.
آخرون يعتبرون (هذه الاختلافات) كدليل إضافي على أن الكتاب المقدس هو كلمة البشر، وليس كلمة الله.
إذاً الباحثون اليوم يتبعون قاعدة ذهبية لكشف التحريف من خلال التناقضات والاختلافات، وهذه القاعدة وضعها القرآن قبل 14 قرناً، وهنا يتجلى قول الحق تبارك وتعالى عن كتابه: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. أي أن الكتاب الإلهي يجب أن يكون خالياً من الاختلاف والتناقض، أما الكتاب المحرَّف فنجده مليئاً بالتناقضات، وهذا ينطبق على التوراة الحالية.
يقول Ehrman إن الكتاب المقدس هو كتاب إنساني جداً، وكل بصمات الإنسانية واضحة فيه، فهو مليء بالتناقضات والأخطاء، وقد اشترك في تأليفه العديد من البشر وخضع لكثير من التبديل والحذف والإضافة، وكل واحد كان يضع وجهة نظره البشرية، حتى إننا لا نجد أي أثر لنص إلهي، ولذلك فقدتُ إيماني بهذا الكتاب، ولكن إذا كان يوجد إله للكون فمن المؤكد أنه غير الإله الذي يتحدث عنه الكتاب المقدس!! [3].
وتأملوا معي كيف يعتمدون القاعدة القرآنية لمعرفة مصدر أي كتاب: (لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) أي أن التناقض صفة من صفات البشر، وهي دليل مادي ملموس على أن الكتاب المقدس الذي بين أيدينا محرف، بينما نجد التطابق شبه الكامل في جميع مخطوطات القرآن، وهذا دليل على أن القرآن لم يُحرَّف.
عثر حديثاً على مخطوطة للكتاب المقدس هي الأقدم في أحد الأديرة في صحراء سيناء، وساعد على بقائها الجو المناسب للصحراء وهو قليل الرطوبة، ويؤكد الباحثون أن هذه المخطوطة تختلف اختلافات كثيرة عن الكتاب المقدس الحالي، إن هذه الاختلافات هي دليل مادي ملموس على صدق القرآن!! لأن الله تعالى أخبرنا بمقياس يمكن أن نقيس به صدق أي كتاب، يقول تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. ملاحظة: تأملوا معي البصمة التي على هذه الصفحة، والتي ربما تدل على أن كاتب هذه المخطوطة أراد أن يترك دليلاً على نفسه من خلال ترك بصمته على الكتاب!
سؤال يطرحه باحثون غربيون: من الذي حرَّف التوراة؟
يتابع البروفسور Ehrman وهو المؤلف لأكثر من عشرين كتاباً والكاتب الأكثر رواجاً في النيويورك تايمز: عندما نطرح سؤالاً ما على الكتاب المقدس نتوقع أن نجد جواباً واحداً، ولكن الكتاب المقدس يختلف عن بقية الكتب، حيث يعطينا أجوبة متناقضة. والسبب في ذلك هو الكتَّاب المختلفين الذين تعاقبوا على كتابة التوراة والإنجيل. فالكتاب المقدس مليء بالمعاناة، مثل قصة أيوب المليئة بالكلام البشري، والمعاناة هي طبيعة البشر، فإذا كان الله قوياً فلماذا يصور لنا قصص المعاناة؟
وفي كتابه الجديد يتساءل Ehrman مَن الذي غيَّر الكتاب المقدس ولماذا؟ ويؤكد في فصول الكتاب أن التوراة الحديثة أُلّفت بالأخطاء والتعديلات المتعمَّدة من قبل كتَّابها. وقد ألف هذا الباحث العديد من الأبحاث حول الكتب المقدسة المفقودة، ومن الذي أخفاها وما مصلحته في ذلك.
القرآن يتميز بالمظهر الإلهي في كل آية من آياته
إن الذي يدرس ويتدبر آيات القرآن يلاحظ أنه كتاب يتميز بمصدره الإلهي وكل آية تنطق وتقول لك إن الله تعالى هو قائلها. وإليكم بعض الأمثلة:
1- الأسماء الحسنى تشهد على صدق القرآن: فالله تعالى هو القوي وهو العزيز وهو الرحيم والقهار والغفار والملك والقدوس والمهيمن ... ولكي نثبت أن الكتاب من عند الخالق لابد أن يحدثنا عن هذه الصفات، وهذا ما يفعله القرآن، بل إن اسم (الله) تكرر 2699 مرة وهذه الكلمة هي الأكثر تكراراً في القرآن!! انظروا معي إلى هذا النص الإلهي: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الحشر: 23]، هل بمقدور البشر أن يأتوا بمثله؟
2- من الشروط المنطقية لنقبل أي كتاب على أنه من عند الله، أن يكون متفقاً مع نفسه وغير متناقض، والقرآن يتميز بهذه الصفة، فلا نجد أي تناقض، بل عندما نطرح أي سؤال نجد إجابة واحدة فقط، وليس إجابات متعددة ومختلفة كما في بقية الكتب المحرفة.
3- الكتاب الإلهي يجب أن يكون صحيحاً مئة بالمئة في حقائقه العلمية، والقرآن يتميز بهذه الصفة التي لا نجدها في أي كتاب آخر، والدليل العلمي على ذلك ما نجده من كتابات غزيرة تؤكد أن الكتب المقدسة لدى بقية الأديان متناقضة ولا تتفق مع العلم الحديث، بل ومليئة بالأساطير. لذلك نجد القرآن مليئاً بالحقائق العلمية التي تتفق تماماً مع العلم الحديث، وهذا دليل مادي على صدق القرآن.
4- القصة القرآنية تشهد على صدق القرآن: عندما نتأمل قصص القرآن نجد أن الكاتب هو الله وليس إنسان يبث لنا معاناته وهمومه ومشاكله كما في الكتب الأخرى المحرفة! ففي قصة موسى يخاطب تعالى نبيه ويقول له بعدما ألقى السحرة الحبال وسحروا أعين الناس: (قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى) [طه: 68]. انظروا معي إلى كلمة (قُلْنَا) مثل هذا الأسلوب لا نجده في أي كتاب آخر، والقرآن مليء بهذا النوع من الخطاب الذي يدل على أن قائل هذا الكلام هو الله، وليس بشر يكتب قصة ويرويها كما شاهدها وتأثر بها!
5- الكتاب الإلهي يجب أن يقدم لنا كافة الإجابات عن كل الأسئلة المطروحة ببساطة ووضوح وعدم تعقيد، وهذا ما يفعله القرآن حيث لم يتركنا حائرين نتخبط، بل وضح لنا كل شيء. فالقرآن يعطيك التفاصيل الدقيقة لكل شيء بما في ذلك الماضي والحاضر والمستقبل. وحيث تفشل جميع الكتاب في تصوير لحظة الموت، فإن القرآن يصورها لنا بكل دقة، وتأملوا معي بشيء من التدبر هذا الموقف لكل ظالم: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام: 93]. ففي أي كتاب نجد مثل هذا الوصف الدقيق للحظة الموت؟!
6- لا يوجد كتاب واحد في العالم يقتنع أتباعه بشكل مطلق أنه كتاب من عند الله، إلا القرآن! فلو سألنا أتباع أي ديانة هل تقتنعون أن كتابكم هذا من عند الله، سنجد نسبة كبيرة منهم تجيب بالنفي، وبخاصة الباحثين منهم، مثلاً الباحث Ehrman في كتبه [8] يؤكد ذلك، ومثله ألوف من الباحثين جميعهم يعتقدون أن الكتاب المقدس كتاب بشري. ولكن عندما نسأل أي مسلم على وجه الأرض نجده يعتقد جازماً أن القرآن كتاب الله، وأن كل كلمة فيه هي من عند الله، وهذا ينطبق على أكثر من ألف مليون مسلم، باستثناء القليلين ممن دأبوا على تقليد الغرب في كل شيء.
وأقول يا أحبتي: حبذا لو قمنا بمثل هذه الدراسات العلمية لإثبات مصدر القرآن الكريم، بالتأكيد سوف نبهر العالم فيما لو أثبتنا بلغة الحقائق العلمية صدق هذا القرآن، فالغرب اليوم لا يستمع إلا للغة العلم، وهذه اللغة هي الوحيدة القادرة على إقناع الغرب بصدق رسالة الإسلام وتصحيح نظرتهم لنبينا عليه الصلاة والسلام.
ــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
كيف تم إحضار عرش بلقيس؟
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
كيف تم إحضار عرش بلقيس؟
يقول أحد الإخوة في سؤاله: دائماً أفكر بمسألة تشغلني وهي إحضار عرش ملكة سبأ "بلقيس" بواسطة أحد جنود سليمان (الذي عنده علم من الكتاب)، وكيف تمَّ ذلك في طرفة العين؟ وهل هناك علاقة لسرعة الضوء؟ وهل يمكن أن نفهم أن الصرح الزجاجي هو شاشة تلفزيونية زجاجية؟!
في البداية أود أن أقول إن الله تعالى أكرم أنبياءه بمعجزات تفوق ما توصل إليه البشر في القرن الحادي والعشرين. فقد ضرب سيدنا موسى البحر بعصاه فتحول إلى طريق ترابي سلكه موسى وقومه، وبعد أن قطعوا البحر، وتبعهم فرعون وجنوده عاد البحر إلى طبيعته من جديد وأطبق على فرعون وأغرقه، يقول تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى) [طه: 77-79].
فهذه المعجزة حقيقة لا شك فيها، ولكن العلم لم يتوصل إلى سر هذه المعجزة! كذلك هناك الكثير من معجزات الرسل السابقين لا يمكن أن نجد لها تفسيراً لأنها تفوق طاقة البشر، ومن ذلك معجزة سيدنا سليمان فقد سخَّر الله له الجن والشياطين والعفاريت وكان يفهم لغة النمل ولغة الطيور، فكيف نفسر ذلك علمياً؟
اليوم هناك أبحاث تؤكد أن النمل والطيور وغيرها من المخلوقات تصدر ترددات صوتية يمكن ترجمتها وفهمها، ولكن العلماء حتى الآن لم يستطيعوا فهم هذه الترددات الصوتية، ومن الممكن أن الله قد أعطى سيدنا سليمان هذه القدرة على التواصل مع الطيور.
أما معجزة إحضار العرش فقد أراد الله أن يكرم سيدنا سليمان بهذه المعجزة ويختبر صدق إيمانه، ولذلك فإن سليمان عندما رأى العرش مستقراً عنده ماذا فعل؟ هل تكبَّر على من حوله؟ هل غرَّه ذلك وجعله يطغى أو يستحقر الناس من حوله؟ لا... بل شكر الله تعالى، يقول عز وجل: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 38-40].
نلاحظ من النص القرآني، والذي اتخذه الملحدون طريقاً للتشكيك بكتاب الله حيث قالوا إن القرآن يذكر أساطير وخرافات لا تتوافق مع العلم، هذا النص مليء بالأسرار العلمية. فقد تمكَّن الرجل الذي عنده أسرار الكتاب وهو الزبور وربما بتلاوة بعض الآيات فيه أن يسخر طاقة الكون له لتقوم بجلب هذا العرش بسرعة هائلة أشبه بسرعة الضوء! فزمن طرفة العين هو 0.025 ثانية، وهو زمن ضئيل جداً، وخلال هذا الزمن تم إحضار العرش: (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)، واليوم لا نعجب إذا علمنا أن بعض الباحثين يفكرون في تسريع الأجسام حتى تبلغ سرعة الضوء، واستغلال هذه السرعة في عمليات النقل ولكن لا تزال الأبحاث محدودة في هذا المجال.
ومن الخطأ أن نعتبر أن زمن سيدنا سليمان شهد تطوراً تقنياً كالذي نعيشه اليوم أو أكثر، لأن الله تعالى ذكر هذه الأمور على أنها معجزات وليست شيئاً اعتيادياً. وقد سمعت من أحد الأساتذة قوله إن نوحاً عليه السلام استخدم الغواصة النووية!!! سبحان الله، من أين جاء بهذه الفكرة التي لا أساس لها علمياً ولا تاريخياً ولا قرآنياً.
كذلك سمعت من آخر قوله إن الفراعنة كان لديهم تكنولوجيا أكثر تطوراً من عصرنا الحالي وبواسطتها تمكنوا من رفع الحجارة التي تزن عدة أطنان لبناء الأهرامات. ولكن تبين أخيراً أن مادة الحجارة التي صنعت منها الأهرامات ما هي إلا طين وماء وكلس!!
لذلك من الخطأ أن نقول إن سيدنا سليمان استخدم تكنولوجيا متطورة لإحضار العرش أو كان لديه نظام اتصالات متطور... لقد أكرم الله سيدنا سليمان وغيره من الأنبياء بمعجزات تفوق كل ما عرفه البشر حتى الآن، وهذا من فضل الله وكرمه عليهم.
لقد حاول بعض الباحثين الربط بين هذه القصة وبين سرعة الضوء، وقالوا إن المسافة من فلسطين (مكان سليمان) إلى اليمن (مكان ملكة سبأ) قد قطعها الذي يحمل العرش بسرعة الضوء، ومع أنني لا أستطيع أن أنكر أي فرضية مادامت تتفق مع العقل والمنطق العلمي، إلا أنه لا يوجد برهان علمي على ذلك.
وأخيراً أشكر كل أخ أو أخت لتدبرهم القرآن، وهذا أقل ما نقدمه لخدمة القرآن، أن نحاول تدبر وفهم القرآن، وبخاصة المعجزات القرآنية، وربما تخطر فكرة ببال أحد القراء تكون سبباً في إعداد بحث علمي قرآني مهم، لذلك أشجّع كل مؤمن أن يبحث ويتفكر عسى أن نصل إلى مرضاة الله تعالى وأن نقدم شيئاً لخدمة هذا الكتاب العظيم: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر:
في البداية أود أن أقول إن الله تعالى أكرم أنبياءه بمعجزات تفوق ما توصل إليه البشر في القرن الحادي والعشرين. فقد ضرب سيدنا موسى البحر بعصاه فتحول إلى طريق ترابي سلكه موسى وقومه، وبعد أن قطعوا البحر، وتبعهم فرعون وجنوده عاد البحر إلى طبيعته من جديد وأطبق على فرعون وأغرقه، يقول تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى * فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ * وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى) [طه: 77-79].
فهذه المعجزة حقيقة لا شك فيها، ولكن العلم لم يتوصل إلى سر هذه المعجزة! كذلك هناك الكثير من معجزات الرسل السابقين لا يمكن أن نجد لها تفسيراً لأنها تفوق طاقة البشر، ومن ذلك معجزة سيدنا سليمان فقد سخَّر الله له الجن والشياطين والعفاريت وكان يفهم لغة النمل ولغة الطيور، فكيف نفسر ذلك علمياً؟
اليوم هناك أبحاث تؤكد أن النمل والطيور وغيرها من المخلوقات تصدر ترددات صوتية يمكن ترجمتها وفهمها، ولكن العلماء حتى الآن لم يستطيعوا فهم هذه الترددات الصوتية، ومن الممكن أن الله قد أعطى سيدنا سليمان هذه القدرة على التواصل مع الطيور.
أما معجزة إحضار العرش فقد أراد الله أن يكرم سيدنا سليمان بهذه المعجزة ويختبر صدق إيمانه، ولذلك فإن سليمان عندما رأى العرش مستقراً عنده ماذا فعل؟ هل تكبَّر على من حوله؟ هل غرَّه ذلك وجعله يطغى أو يستحقر الناس من حوله؟ لا... بل شكر الله تعالى، يقول عز وجل: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 38-40].
نلاحظ من النص القرآني، والذي اتخذه الملحدون طريقاً للتشكيك بكتاب الله حيث قالوا إن القرآن يذكر أساطير وخرافات لا تتوافق مع العلم، هذا النص مليء بالأسرار العلمية. فقد تمكَّن الرجل الذي عنده أسرار الكتاب وهو الزبور وربما بتلاوة بعض الآيات فيه أن يسخر طاقة الكون له لتقوم بجلب هذا العرش بسرعة هائلة أشبه بسرعة الضوء! فزمن طرفة العين هو 0.025 ثانية، وهو زمن ضئيل جداً، وخلال هذا الزمن تم إحضار العرش: (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)، واليوم لا نعجب إذا علمنا أن بعض الباحثين يفكرون في تسريع الأجسام حتى تبلغ سرعة الضوء، واستغلال هذه السرعة في عمليات النقل ولكن لا تزال الأبحاث محدودة في هذا المجال.
ومن الخطأ أن نعتبر أن زمن سيدنا سليمان شهد تطوراً تقنياً كالذي نعيشه اليوم أو أكثر، لأن الله تعالى ذكر هذه الأمور على أنها معجزات وليست شيئاً اعتيادياً. وقد سمعت من أحد الأساتذة قوله إن نوحاً عليه السلام استخدم الغواصة النووية!!! سبحان الله، من أين جاء بهذه الفكرة التي لا أساس لها علمياً ولا تاريخياً ولا قرآنياً.
كذلك سمعت من آخر قوله إن الفراعنة كان لديهم تكنولوجيا أكثر تطوراً من عصرنا الحالي وبواسطتها تمكنوا من رفع الحجارة التي تزن عدة أطنان لبناء الأهرامات. ولكن تبين أخيراً أن مادة الحجارة التي صنعت منها الأهرامات ما هي إلا طين وماء وكلس!!
لذلك من الخطأ أن نقول إن سيدنا سليمان استخدم تكنولوجيا متطورة لإحضار العرش أو كان لديه نظام اتصالات متطور... لقد أكرم الله سيدنا سليمان وغيره من الأنبياء بمعجزات تفوق كل ما عرفه البشر حتى الآن، وهذا من فضل الله وكرمه عليهم.
لقد حاول بعض الباحثين الربط بين هذه القصة وبين سرعة الضوء، وقالوا إن المسافة من فلسطين (مكان سليمان) إلى اليمن (مكان ملكة سبأ) قد قطعها الذي يحمل العرش بسرعة الضوء، ومع أنني لا أستطيع أن أنكر أي فرضية مادامت تتفق مع العقل والمنطق العلمي، إلا أنه لا يوجد برهان علمي على ذلك.
وأخيراً أشكر كل أخ أو أخت لتدبرهم القرآن، وهذا أقل ما نقدمه لخدمة القرآن، أن نحاول تدبر وفهم القرآن، وبخاصة المعجزات القرآنية، وربما تخطر فكرة ببال أحد القراء تكون سبباً في إعداد بحث علمي قرآني مهم، لذلك أشجّع كل مؤمن أن يبحث ويتفكر عسى أن نصل إلى مرضاة الله تعالى وأن نقدم شيئاً لخدمة هذا الكتاب العظيم: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر:
وانشــق القمـر
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
وانشــق القمـر
لقد اكتشف العلماء في وكالة ناسا حديثاً وجود شق على سطح القمر، وهو عبارة عن صدع يبلغ طوله آلاف الكيلومترات، وقد يكون في ذلك إشارة إلى قول الحق تبارك وتعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر: 1]، ويمكن القول إن ظهور هذا الشّق وتصويره من قبل علماء الغرب هو دليل على اقتراب القيامة والله أعلم. المصدر وكالة ناسا:
http://apod.nasa.gov/apod/ap021029.html
http://apod.nasa.gov/apod/ap021029.html
كانتا رتقاً
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
لقد وجد العلماء أن الكون كان كتلة واحدة ثم انفجرت، ولكنهم قلقون بشأن هذه النظرية، إذ أن الانفجار لا يمكن أن يولد إلا الفوضى، فكيف نشأ هذا الكون بأنظمته وقوانينه المحكمة؟ هذا ما يعجز عنه العلماء ولكن القرآن أعطانا الجواب حيث أكد على أن الكون كان نسيجاً رائعاً والله تعالى قد فتَق هذا النسيج ووسعه وباعد أجزاءه، وهذا ما يلاحظه العلماء اليوم، يقول تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. وتأمل معي كلمة (رتقاً) التي توحي بوجود نظام ما في بداية خلق الكون، وهذا ما يعتقده العلماء وهو أن النظام موجود مع بداية الخلق.
والسمــاء بنــاء
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
والسماء بناء
في البداية ظن العلماء أن الكون في معظمه فراغ، فأطلقوا عليه اسم (فضاء)، وبقي هذا المصطلح صحيحاً حتى وقت قريب، ولكن في أواخر القرن العشرين، اكتشف العلماء شيئاً جديداً أسموه (البناء الكوني)، حيث تبين لهم يقيناً أن الكون عبارة عن بناء محكم لا وجود للفراغ فيه أبداً، فبدأوا باستخدام كلمة (بناء)، ولو تأملنا كتاب الله تعالى وجدنا أنه استخدم هذه الكلمة قبل علماء الغرب بقرون طويلة، يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 64]>
مـرج البحــرين
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
نرى في هذه الصورة منطقة تفصل بين بحرين مالحين، هذه المنطقة تسمى البرزخ المائي، وقد وجد العلماء لها خصائص تختلف عن كلا البحرين على جانبيها، ووجدوا أيضاً لكل بحر خصائصه التي تختلف عن خصائص البحر الآخر. وعلى الرغم من اختلاط ماء البحرين عبر هذه المنطقة إلا أن كل بحر يحافظ على خصائصه ولا يطغى على البحر الآخر. هذه حقائق في علم المحيطات لم تُكتشف إلا منذ سنوات فقط، فسبحان الذي حدثنا عنها بدقة كاملة في قوله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن: 19-21].
ــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
ــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
وجاءهم الموج من كل مكان
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
وجاءهم الموج من كل مكان
نرى في هذه الصورة موجة ترتفع عدة أمتار، وقد وجد الباحثون لدى دراسة هذه الموجة أنها تحيط الإنسان من كل مكان. أي أنه لدى وجود سفينة في عرض البحر فإن الأمواج التي تغرقها تحيط بها من الجهات الأربعة، وكل موجة تغلف ما بداخلها تغليفاً. هذا الوصف الدقيق الذي نراه اليوم بالصور جاء به القرآن قبل 14 قرناً من الزمان وعلى لسان نبي لم يركب البحر في حياته أبداً ولم يرَ هذه الأمواج وهي تحيط بالسفن، يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [يونس: 22-23].
ــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
ــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
البحر المسجور
صـــاحـــب المـــوقـــــع
Unknown
هذه صورة لجانب من أحد المحيطات ونرى كيف تتدفق الحمم المنصهرة فتشعل ماء البحر، هذه الصورة التقطت قرب القطب المتجمد الشمالي، ولم يكن لأحد علم بهذا النوع من أنواع البحار زمن نزول القرآن، ولكن الله تعالى حدثنا عن هذه الظاهرة المخيفة والجميلة بل وأقسم بها، يقول تعالى: (وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 1-8]. والتسجير في اللغة هو الإحماء تقول العرب سجر التنور أي أحماه، وهذا التعبير دقيق ومناسب لما نراه حقيقة في الصور اليوم من أن البحر يتم إحماؤه إلى آلاف الدرجات المئوية، فسبحان الله!
ــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
ــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)